نشر في الرياض يوم 24 - 10 - 2024

(1)
صباحَ الحياة التي ترتضي الصبحَ
فاتحةً.. لشؤون المدينة:
* سيّارةً في الطريق السريع.. تقود بمصباحها الجانبي ظلالي..
* أغنيةً لا تزال تعد لقهوتها موعدًا
* عاملًا من بلاد الحديقة.. يرعى على الدرب أشجارنا.. ويصب عليها مياه الوضوء.. التي لا نصلّي بها..!
* شاعرًا أيقظته الإذاعة من نومه...
* خبرًا عن بلادٍ تيتّم أخبارها..
* فاصلًا من ضياعٍ.. يعيد علي القصيدة:
(صباح المقيمين في كوخ قلبي
أنا لا أعود مساء فكونوا معي
أعدّ لفيروز سيرتها.. وأعيد عليكم حديثي لها
تقول بحزن الغريب الوحيد البعيد.. المشرد في شارع الذكريات:
« تركوا صرخات أولادن منسيّة ع الحيطان»
أنا لا أعود مساء
تعالوا نعيد لصرختنا كل أولادنا التائهين
تعالوا نلمّ ظلالهمُ من بنايات أحلامنا.. ونغني لهم: يا سنين..!
( يا سنين ياللي رحتي ارجعيلي.. ارجعيلي شي مرة ارجعيلي )
أنا لا أعود مساء.. فكونوا الصباحَ معي!
(2)
قيلولتي.. هاتفي ولفيفٌ من الأصدقاء:
* رابطًا لحديث مملّ.. يعلّمني كيف أبكي
* صورةً للحقيقة مركونة خلف وهمٍ قديم
* وردةً.. ( اتيكيت ) النفاق.. وصمت العيون
* زائرًا من قبيلة صمتي.. يعيد علي القصيدة:
(«إذا ترحّلت عن قومٍ وقد قدروا
ألا تفارقهم فالراحلون همُ»
أصدقاء الظهيرة والقائمين على ما أرى
هلمّوا إلي
أنا لا أعود مساء.. تعالوا ننمّ بشمس النهار
لم لا تتنقّب بالغيم؟
لم تستدير لوجه النهار فتفتنه في تضاريسها
ثم تأخذه للظلام...!؟
لم تتمشى بهذا الفضاء بغير حياءٍ.. تعرّي النوافذ
تنثر شالاتها في الشوارع
تحضن في جرأةٍ كل هذي البنايات ثم تدوخ مساءً...
هلمّوا إلي
أنا لا أعود مساءً لكي نتشفّى بها..!)
(3)
المساء الذي لا أعود به..
* يترك كل مفاتيحه فوق طاولة الليل..
* يصعد سلّم حزني
* يدندن..
سوف تموت غدا.. كل هذا الغروب.. الشحوب
الذي شدّ تلك السحابة من شعرها خاتمةْ
بعد رحلتك الآثمة
وسيرتك القاتمة
سيقرأ شيخٌ أتى من أقاصي الخيال عليك القصيدة:
( سلاما عليك تموت وحيدا...
تفتّش في الغيب عن وجه أمكَ
وهي تعد طعام السماء..
وتسأل عنك الدعاء
وكيف البقاء..
ومنذ متى لا أجيب النداء..!»
* سلاما عليك تغيب صباحا.. فنبحث عنك..
ونيأسُ.. نيأسُ
حين يحلُّ المساء..!
أكتوبر 2024
شعر / إبراهيم الوافي