أمي ماتت.. لكنها بقلبي حية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أمي ماتت.. لكنها بقلبي حية, اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 12:24 صباحاً

أمي ماتت.. لكنها بقلبي حية

نشر بوساطة محمد عبد الرحمن القبع في الرياض يوم 26 - 10 - 2024

2100885
مع كل صباح يوم جديد تعود بي الذاكرة لذلك الموقف المهيب وهو ذكرى الصلاة والدفن على أغلى مافي الكون (أمي) الغالية والتي توفت الثلاثاء قبل الماضي عندما توفت أمي أيقنت أن أشد ما يمكن أن تواجهه في الحياة هو الفراق عندما ذهبت استلم جثمانها أيقنت معنى الوداع الأخير.
عندما أدرت ظهري وتركت فقيدتي في كفنها أيقنت معنى العجز، تذكرت المقولة وهل العزاء يجبر المصيبة ؟!
وعشت ذلك الموقف وعلمت يقيناً انه لا يجبر المصيبة إلا الصبر والتوكل على الله والدعاء.
صلينا عليها عصراً في جامع محمد بن عبدالوهاب ببريدة وتم دفنها في مقبرة الموطاء ذلك الموقف في الصلاة عليها ودفنها رُبما سوف يظل في ذاكرتي طويلاً كنت امشي في الجثمان والجنازة.
وكان الناس حولي من المعزين يطبطبون على أكتافي لما أكن أعي شيئاً سواء كلمات كان يرددها هؤلاء الناس بقولهم جبر الله مصابكم ورحم الله فقيدتكم، رجعت البيت واستقبلت المعزين وأنا في واد وهم في واد آخر.. مرت أيام العزاء وأنا أراقب وجوه من حولي ما بين مصدق ومكذب.. هل أمي بالفعل ماتت يا سادة؟!
وفي اليوم الثالث وبعد أن انتهى العزاء فتحت صفحة أخرى وعادت القصة بالصوت والصورة وهي وفاة والدي -رحمه الله تعالى- وذلك بعد 36 عاماً بعد وفاته ورجعت الأحداث في مخيلتي من جديد وكأنه بالأمس القريب. إني أُكابر أمام أعين الناس فلا أبكي عند ذكر أسمائهم لكن عندما أختلي مع نفسي فإنّي أعود كما ودّعت أمي يوم وفاتها.. أعود طفلاً وأجهش بالبكاء ولا غرابة في ذلك حيث إن فراق الأم موجع بقوة. يا رب إنها قد ماتت ودفنت ولكنها بقلبي حية.
وفي الختام أقول: "أمي الغالية" رحمكِ الله يا أمي .. لا ألم يضاهي ألم فقدك ولا ذكرى أبشع من ذكرى رحيلك ولا حزن يفوق حزن وفاتك، اللهُم عطر قبرها برائحة الجنة، اللهم ارحم روحًا رحلت ولم تكتف قلوبنا من حبها واجعل الفردوس داراً ومقراً لها.. رددوا معي "آمين".




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق