نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قنوات التواصل وتضليل المجتمعات, اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 11:01 مساءً
نشر بوساطة عبد المطلوب مبارك البدراني في الرياض يوم 02 - 11 - 2024
هذا المقال أبحث فيه حول (قنوات التواصل وتضليل المجتمعات) وخلق المشاكل بين الدول ونشر الشائعات ونسبها إلى قنوات عالمية أو أشخاص مشهورين. وقد أطلعت على تقرير منشور يخص هذه القضية وهي قضية مهمة تمَّ طرحها للحوار في ملتقى أسبار خلال شهر مايو 2023م، وناقشها نُخبة متميزة من مفكري المملكة في مختلف المجالات، والذين أثروا الحوار بآرائهم البنَّاءة ومقترحاتهم الهادفة؛ حيث تناولت تأثير التواصل الاجتماعي على الأمن الوطني، والمنظومة القيمية، وأعد ورقتها الرئيسة د. الجازي الشبيكي، وعقب عليها كلاً من د. طلحة فدعق، أ. د. مجيدة الناجم، وأدار الحوار حولها د. هند الخليفة. تأثير التواصل الاجتماعي على الأمن الوطني، والمنظومة القيمية (5 / 1 / 2023 م) وقد توصلت المباحثات والمداخلات الى إن أبرز سلبيات ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي:
أولًا: السلبيات والمخاطر العامّة؛ من خلال استقراء العديد من آراء المراقبين والمختصين، وُجِد أن تلك السلبيات تتمثل في الآتي:
العزلة الفردية بين أفراد العائلة الواحدة وقلة المشاركة في الحوارات الأسرية. وضعف العلاقات الاجتماعية وضعف التواصل الحقيقي وليس الافتراضي. وسهولة الوصول للمعلومات الشخصية وانتهاك الخصوصية ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة. والتأثير السلبي على التحصيل الدراسي. التعود على الحياة الخاملة وانعكاس ذلك على الصحة، والتشتت وعدم التركيز وهدر وإضاعة الوقت وشيوع ثقافة الاستهلاك والبذخ والتفاخر. أما تأثير قنوات التواصل على القيم:
فيتمثّل ذلك في التأثير على السلوك والأخلاقيات من خلال مشاهدة الصور والأفلام العدوانية والعنيفة والمقاطع والأفلام الإباحية والأفكار والمعتقدات الدخيلة على قيم المجتمع، وتيسير تجارة وتعاطي المخدرات ومتابعة التطبيقات والإعلانات التي تشجع على العلاقات المحرمة والعياذ بالله وهناك مخاطر على الأمن الوطني ويتمثل ذلك في عدة أوجه وأساليب متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر
اختراق حسابات الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام المعلومات في الاحتيال والسرقة أو في التلاعب بالآراء والتأثير في الانتخابات وتعرّض الحسابات للقرصنة واختراق الأجهزة غير المحمية وتعرض البيانات للخطر والسرقة أما المخاطر الأمنية المتعلقة بالجماعات وتخطيطاتها الإرهابية من خلال تلك المواقع، فيكون
بانتشار أشكال جديدة من الجرائم الجنائية مثل الابتزاز الالكتروني والتهديد والتشهير والقرصنة المالية وجرائم الاعتداء على الأطفال والتهديدات بالقتل وزرع الشقاق بين مكونات المجتمع من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والقبلية والمناطقية على نحو يهدد التماسك الاجتماعي والوطني ونشر أفكار التطرف والعنف بكافة مجالاته والترويج لها... استخدام المواقع لجمع التبرعات والتحويلات المشبوهة ونشر الشائعات وتهديد الأمن القوم والتأثير في زعزعة الأمن الفكري، من خلال نشر الأفكار الهدّامة والقناعات المضللةً التي تتنافى مع المعايير والقيم والأخلاق وتمهد للوقوع في أخطار الانحراف والسلوك غير السوي.
إن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي نقل العالم إلى آفاق غير مسبوقة، كما أعطى مستخدميها فرصاً كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا رقابة كما تحقق سرعة التواصل وسهولة الحصول على المعلومة. وقد تجاوز الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي الأفراد والأسر، بل حتى الحكومات أدركت أهمية هذه الوسائل التواصلية في التفاعل مع المواطنين حيث فرضت وسائل التواصل الاجتماعي سيطرتها على الجميع خاصة بعد ظهور وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي. وليس هناك أدنى شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من سمات العصر واخترقت جميع البيوت دون استئذان ودون رقابة ويستخدمها جميع الفئات والأعمار، فهي أداة فتاكة وسلاح ذو حدين، فكما أنها وسيلة لتعزيز السلوك الإيجابي داخل المجتمع عن طريق تشجيع الفرد على تكوين صداقات والتواصل مع الآخرين والتعرف على كل ما هو جديد في مجال العلوم وتبادل الخبرات العلمية في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة، إلا أنها أيضا وسيلة فتاكة تفتك بجميع القيم الإيجابية التي ينبغي أن يتمسك بها الفرد
ويتمثلها في أخلاقه وسلوكه وعلاقاته. إن هذه الطفرة الهائلة في عالم التواصل والاتصال صاحبتها مظاهر سلبية كثيرة تمثلت بزيادة معدلات الطلاق وقطيعة الرحم وانتشار الشائعات والبذخ والتفاخر والابتزاز والاستغلال الجنسي وغيرها. قد يتساءل الكثير لماذا تغيرت أفكار أبناءنا وبناتنا؟ وابتعدت عن الواقع وعن القيم الجميلة من عاداتنا وتقاليدنا والتي تتوافق مع ديننا الحنيف. إن ذلك كله بسبب هذا الانفتاح على العالم الخارجي بواسطة هذا الجهاز الصغير الذي نراه ونشاهده حتى بأيدي الأطفال يدخلون بواسطته مواقع تنافي تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، ونتاج ذلك ما نشاهده من تصرف غير لائق وعقوق للوالدين، والاصطياد في الماء العكر من أعداء الدين والمغرضين الذين يريدون الذين يريدون تفكيك اللحمة الوطنية، وضعف الحس الأمني للمجتمع. لذا علينا مجابهتهم لتحقيق أهدافنا المشتركة بالوعي والتعاون وبالالتزام بالأنظمة.. وفق الله بلادنا وقيادتنا الرشيدة لما فيه الخير والسداد.
عبدالمطلوب مبارك البدراني
0 تعليق