أخبار عاجلة
الموت يفجع هذه الفنانة المصرية.. -

ما بين السعودية وإيطاليا وأميركا

ما بين السعودية وإيطاليا وأميركا
ما بين السعودية وإيطاليا وأميركا

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما بين السعودية وإيطاليا وأميركا, اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 12:25 صباحاً

ما بين السعودية وإيطاليا وأميركا

نشر بوساطة ملاك الزهراني في الرياض يوم 08 - 11 - 2024

2102947
في طريقي للعمل، أتأمل مدينتي (جدة) طوال الطريق الطويل جداً. لو كنت في إسبانيا، لاعتُبر طريق عملي سفرة سياحية إلى حدود فرنسا، لكن في السعودية، الأرض المترامية الأطراف، يختلف الأمر كلياً؛ حيث يصبح هذا الأمر عملاً طبيعياً وسلوكاً يومياً.
وبالطبع، معاناتي مع كتم حزني هي ما دفعتني للتأمل في ضجيج المدينة وأنا أقف في ازدحام المحطة لتعبئة البنزين. الساعة السادسة صباحاً، أسمع ضجيج صراخ عامل البوفيه: «الرقم 13، بيض بالجبنة». وهناك منظر فتاة تقف في (درايف ثرو) المقهى، تطلب قهوة مختصة بمزاج مختلف.
وأنا أحاسب عامل البنزين وأنطلق لأكمل طريقي، فكرت لوهلة: ماذا يمكنني أن أسمي مدينة جدة؟
فتذكرت حواراً دار بين إليزابيث جيلبرت، الكاتبة الأمريكية، وصديقها جوليو. قالت إنها لا تشعر بأن روما تشبهها ولا تستطيع أن تكمل بقية حياتها هناك. فقال لها: «يعتمد حسب كلمتك عن روما، إذ إن السر لفهم أي مدينة وأهلها هو أن لها كلمة واحدة تُعرف بها وتميز معظم من يعيشون فيها. لو استطعنا قراءة أفكار كل من يسيرون في الشارع، لاكتشفنا أن لديهم جميعاً نفس الأفكار، والأفكار الأكثر شيوعاً هي كلمة المدينة». فمثلاً، الفاتيكان هي (السُلطة)، وسألته إليزابيث عن نابولي فقال: (القتال). أما صديقتها صوفي فقالت إن استوكهولم (الامتثال). فكرت إليزابيث ماذا تعني نيويورك: فعل (يُنجز).
إذًا... ماذا يمكن أن نسمي جدة؟ أعتقد أنها (الحيوية)، وربما (التعايش). ولكم حرية اختيار اسم لمدينة لا تنام أبداً.
ثم، ماذا يمكن أن نسمي السعودية؟ أعتقد أن هذه الأرض مليئة بالتنوعات الجغرافية والمدنية؛ كل بقعة لها طابع خاص. ستكون ربما (المواكبة) أو (التفوق). ستكون المدينة كلمة (الطمأنينة)، والرياض (الغرور). أما ينبع، لو تأملتها قليلاً، أشعر أنها (البراءة). وآخر زيارة لي لأبها، شعرت أنها تشبه شيئاً عشته في منامٍ ما، لا يمكن وصفه. لكن اسمها بنظري هو (الحواس).
ولكن، رغم كل هذا، ستظل الباحة الأقرب لقلبي، فهي تشبهني وأشبهها، وتشبه حبي القديم، وذاكرتي، وتكويني الأولي حينما كنت على السجيّة، قبل أن تُلطخ براءتي الأيام. ولذا، سأسمي الباحة (الفجر).
في حوار آخر، أن الإيطاليين لا يبالون أبداً سوى بالمتعة؛ تأتي المتعة أولاً. أما إليزابيث فقالت إن الأمريكيين متعتهم في العمل فقط، وتجد معظم حياتهم خلف المكاتب. وهذا ما دفعني أيضاً إلى التفكير أننا بلد حيوي، نحب الاستمتاع والسهر والمناسبات والضحك، ورغم ذلك نعمل لأوقات طويلة. لدينا مزيج سحري يجمع المتناقضات.




اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق صالح العزاز.. أسطورة «المستحيل الأزرق»
التالى «التلعيب» الاستراتيجية المتوارية عن المؤسسات التعليمية