الترفيه..أسلوب حياة

يرى بعض علماء النفس والاجتماع أن الترفيه عامل مهم جداً في حياة البشر؛ بل يرونه أحد العوامل اللازمة في الاستقرار النفسي للأسر والمجتمعات.

ويذهب بعض هؤلاء العلماء بعيداً، ويؤكد أن الترفيه العلاج الرئيس لمرض الإكتئاب، والانطوائية، وأمراض أخرى قد تربك النفس البشرية وتؤذيها.

وفي السنة النبوية المطهرة رؤية نبوية كريمة لأهمية الترفيه الذي لايتعارض مع الأوامر الشرعية والحدود المعروفة.
يقول النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”:
{روحوا القلوب ساعةً بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلّت عميت}..وقد كشفت الدراسات النفسية الحديثة أهمية الاستقرار النفسي في حياة الإنسان، وأكدت أن الأنشطة الذهنية، والأعباء المتزايدة في الحياة، توجب العمل على ترسيخ مفهوم ثقافة الترفيه في حياة الفرد والمجتمع، كي ينعم الإنسان بحياة مستقرة وكريمة وهادئة.

واليوم، وبما أننا نشهد هذا الحراك العصري المتوهج في العمل الترفيهي بكافة جوانبه وأنشطته؛ فمن اللازم أن نختار لأنفسنا الثقافة الترفية التي تتناسب مع نوعية النشاط الذي من الممكن أن يحدث فارقاً في نفسية الإنسان، وعطائه الذي يتجدد حتماً بالمشاريع الترفيهية التي تحتاج من الأسرة صياغةً محددةً تتوافق مع الظروف والمتطلبات.

وللأسف، هناك مفاهيم خاطئة لدى بعض الأفراد والأسر التي تعتقد أن مايناسب غيرها قد يناسبها.
لأن الترفيه الجالب للسعادة والمؤثر بوجود طاقة إيجابية خلّاقة، لايقوم على محاكاة الآخرين وتقليدهم.
والسؤال: لماذا الترفيه ؟

الإجابة لكي نفرح ونسعد ونشغل الأنفس بالبهجة والنماء الداخلي والسكون، بعيداً عن ضغوط العمل والحياة، ومايترتب على هذه الأمور من مشاكل ومصاعب جمة. ومن هنا فإن فهم الترفيه وصياغة ثقافة أمر مُلحّ كي نفهم ما نريد وسط كل هذا الجديد من أنشطة الترفيه وفعالياته.

إذن، لست مجبراً على تقليد أحد؛ فقد تكون البساطة أحياناً ولا أقول دائماً ترفيهاً يعطي الشعور بالسعادة والبهجة وهذا هو أهم هدف للتعاطي مع الترفيه في حياتنا وحياة أبنائنا.
ختاماً، تتعدد الأوجه وأشكال وأنماط الترفيه؛ لكنه قبل كل شيء مرهون بسعادتنا الذاتية، ومرهون بما نحققه لأنفسنا ولأبنائنا من نتائج إيجابية لقيامنا بالعمل الترفيهي، الذي يعطي للحياة معنى مختلفاً وجميلاً.
اختاروا الأجمل لحياة سعيدة، وعيشوا أوقاتاً سعيدةً بترفيه منظَّم وهادىء وهادف يحقق الجمال والدهشة في حياتكم.