نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضيف الرأي: الفنانة التشكيلية مروة النجار, اليوم السبت 16 نوفمبر 2024 12:01 مساءً
نشر في الرأي يوم 16 - 11 - 2024
حاورتها : أريج الشمري
زلنا لا نبصر نعمة أن الرسم نفعاً مجاني يكمن نفعه عندما يقتحم الفنان حياتنا، بجهد يسير لا يتطلب منه بنى تحتية أو تجهيزات لوجستية ضخمة، بل إلى ذلك التوازن بين الصمت وضربة الفرشاة يحتاج الفن لعبقرية استثنائية، وحضوراً ذهنياً نافذاً لصياغة الفكرة المطلوبة تمكنان المبدع من الدخول لممراتنا الشعورية وهذا ما تفوقت به ضيفتنا الفنانة التشكيلية "مروة النجار" فقد ابتكرت نسيجاً خاصاً بها لا نسخة عن أحد نسيج ذاتها فقط.
لوحة بعنوان ماري والسجادة المزخرفة
Marion with the garnished carpet
ماخلق اقبالاً وانتشاراً واسعاً لأعمالها في المعارض و عبر جمهور عريض في مواقع التواصل الاجتماعي جمهور متشوق متفاعل شديد الحساسية أمام تكوينات تمتلئ بالوضوح والجمال،
لسيدة خلقت فناً حقيقياً فناً له قدرة أن يحلق بك في فضاءات لوحاتها لدرجة تصل حد الانصهار والتمام مع المطلق بموجوداته ومناخه الذي صنعته مبدعتنا بتفاصيل الخطوط، رائحة اللون، التاريخ والعمق أيضاً. ومحراب المكان الذي صنع هذا الابداع المعبد الذي يحمل جدرانه صفاتها جيناتها الخاصة بها، حتى تلتحم طواعية بالنسيج الذاتي للفنان. شاركت مروة النجار في العديد من المعارض في السعودية من خلال معارض معهد مسك للفنون. ولبنان والبحرين، الأردن وابوظبي.
ولدت مروة النجار في مدينة الأحمدي في الكويت وترعرعت بها في سنوات طفولتها الأولى، ثم انتقلت وقت حرب الكويت في عمر الثامنة مع أهلها إلى الأردن حيث عاشت بها ودرست إلى المرحلة الثانوية، ثم انتقلت إلى نابلس وأتمت دراستها الجامعية هناك حتى تخرجت من جامعة النجاح. تزوجت واستقرت في السعودية لذا فقد تشكلت تجربتها من خلال انتقالاتها ودراستها في الخليج والأردن وفلسطين، متأثرة بطابع كل منطقة مرت بها والذي كان له التأثير الشديد على أعمالها، هويتها وموضوعاتها ولكن تبقى لمدينة نابلس وأبنيتها وأزقتها التاريخية الأثر الأكبر في تشكيل الهوية بشكل عام.
١ – أولاً أستاذة مروة لو سألتك ما هو التشكيل أو تشكيل ماذا؟
التشكيل بالنسبة لي هو قدرة الفنان أو الرسام على إعادة صياغة الواقع والذكريات والأحداث من منظاره الخاص، حيث يقوم الفنان بتمرير التجارب عبر وعيه ليعيد الصياغة بما يتناسب مع الرسالة التي يحاول يقدمها.
٢-بين مدارس الفن التشكيلي من التكعيبي، الواقعي، التجريدي الكلاسيكي، السريالي..ألخ.. ماهي المدرسة التي تأثرت بها مروة النجار في مسارها الفني، ما هو الاسلوب المتبع او المدرسة الفنية الخاصة بك، ولماذا؟
المدرسة المعاصرة هي مدرستي الأساسية وأعتمد كثيراً على المدرسة الرمزية والترميز واستخدام لمواد مثل أوراق المعادن كورق الذهب والفضة والنحاس والتي تضيف أبعاد رمزية لمواضيعه التي في غالبها وأصلها واقعية.
لوحة بعنوان العرضة موجودة في "قصر الضيافة الملكي"
٣- يستوحي الفنان إبداعه من محيط مجتمعه ومن تاريخ حضارات مختلفة وبحكم احساسه المرهف لا نستغرب أن يستقيها من آلام شعوب عانت من الحرب كما عبرتِ عن غزة ببعض لوحاتك ومن باب مقولة الرسام الايطالي نيكولا ساموري "حتى الدمار لديه شعور بالجمال" لو سألتكِ كيف يأتِ الإيحاء؟ من أين تستوحين مواضيع لوحاتك التي ترسمينها؟ وماهي الموضوعات التي تعبرين عنها كفنانة تشكيلية؟
الإيحاء يأتي من التجربة والشعور بمعاناة الإنسان بشكل عام، ومواضيعي دائماً ترتبط بالمكان الذي أنا موجودة به، فمثلاً أنا لا أرى نفسي وافدة على المملكة العربية السعودية، لقد أصبحت جزء من المكان وصار المكان جزء مني، فجميع مواضيع المملكة أصبحت جزء من مواضيعي لأنني صرت جزء من ثقافة هذه البلاد العظيمة والتي تحتوي الجميع. مثل ارتباطي بمعاناة أهل غزة لأنه لي أقارب عانوا هناك وأنا عشت ودرست هناك ، خضت ورأيت حجم العذاب والدمار فبالتأكيد سيكون رصد وترجمة من عاش وجرب مختلفة عمن سمع فقط.
٤- يقول الكاتب والروائي الفلسطيني سلمان ناطور:" ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة، ستأكلنا الضباع. برتقال يافا رائحة العودة.
من نقطة الذاكرة وجدت في بعض لوحاتك ما يتكلم عن "برتقال يافا" نتكلم الآن عن رمز ثقافي وطني للهوية الفلسطينية، حيث يعبر البرتقال اليافوي عن الصلة العميقة بالأرض رائحة العودة، جزء من النضال واستمرارية في الأمل. ما سر إبداعك هنا تحديداً ؟
برتقال يافا هو جزء من حلم العودة بالنسبة لي، أياً كان شكل تلك العودة، فنحن الآن بحاجة للسلام والتعايش أكثر من ذي قبل، برتقال يافا بالنسبة لي هو فرصة للعودة وللسلام، واستمرار الأمل هو السلام بالنسبة لي.
لوحة زيتية بعنوان " برتقال يافا "
٥- تعتبر مروة النجار من الوجوه المميزة في مجالها الفن التشكيلي جعلتي محبي هذا الفن يميزون لوحاتك منذ الوهلة الأولى ويجدون بصمتك محليًّا وخارج البلاد كيف وصلتِ إلى كل هذه الشهرة والانتشار، في وقت يصعب على آخرين أن يبرزوا أنفسهم كما فعلتِ؟
بالعمل والمثابرة والتطوير المستمر أولاً، أتمنى أن أكون كما تفضلت من الأسماء البارزة في هذا المجال، وهذا ما يطمح له أي فنان ولو سألت فناناً تشكيلياً واعياً لمهنته هل وصلت لما تطمح سيكون جوابه حتماً لأ ، وسيعلق وصوله على لوحات وأعمال قادمة. أول نقطة تجعل الفنان بارزا ونشطا هي المثابرة ومشاركة الجمهور في وسائل التواصل الاجتماعي لكل عمل جديد وأضيف أيضا الممارسة وعدم التوقف والصبر بعدم الاستعجال في العرض من أجل حصد التفاعل فقط، فأنا لا أعرض للمتابعين لوحة تكون مشابهة أو مكررة لفنانين آخرين. هنالك مشكلة يعاني منها الكثير هو الاستعجال وينكسرون. يجب أن تضع البيع والطلب أولوية . النجاح والانتشار شيء صعب. واختلاف الاسلوب والمواضيع التي اتناولها في لوحاتي ساعدتني في الظهور بشكل أنا راضية عنه الان.
بالعمل والمثابرة والتطوير المستمر
٦- في أي خانة يمكن وضع تجربة الفنانة مروة النجار؟
كمستوى فني بكل تأكيد لازلت أطمح للأعلى والاكثر بأذن الله، من خلال المثابرة والعمل. وكنوعية عمل فني أنا أمثل فن واقعي معاصر، أبحث عن صور وأفكار جديدة.
لا أستطيع وصف تجربتي واترك ذلك للجمهور
٧- شاركت في العديد من المعارض المتميزة أستاذة مروة فما هي القيمة المضافة التي أتت بها مثل هذه المشاركات؟
الاضافة التي تحدث هو التعرف على مجتمع فنانين وزملاء يشاركون نفس الآمال والطموح وخلق افق جديدة وخيارات مختلفة من خلال مشاركاتي لمعارض هنا في السعودية من خلال معهد مسك للفنون وقد كانت لهم اليد الطولى لما أنا عليه الآن و في لبنان والبحرين والأردن وابوظبي. فبعد مشاركاتي الأولى انهالت علي دعوات دولية مختلفة ساعدت وأضافت لمسيرتي الفنية، وتناول فائدة فهم اسلوب الفنانين وتفهم طريقة السوق الماركتينغ مع أي معرض يتعاملون و أي المعارض أفضل؟. والخ. فالفنانين هنا متعاونين وداعمين رغم التنافس.
المهم بهذه التجارب هي عملية زيادة الخبرة وعملية الكشف الفني والانفتاح على تجارب الآخرين. و المهم بهذه التجارب هي عملية زيادة الخبرة وعملية الكشف الفني والانفتاح على تجارب الآخرين.
٨- بما أنك تعيشين في المملكة العربية السعودية ما مدى تأثركِ بالفن التشكيلي السعودي وعلاقتك بالفنانين السعوديين وهل هناك أعمال مشتركة معهم من خلال اقامة معارض محلية أو دولية؟
لوحة زيتية بعنوان "عرفة"
الحركة الفنية بالمملكة حيوية وفي تطور مستمر وقد شهدت في السنوات الأخيرة قفزة نوعية من خلال الدعم الحكومي ورؤية المملكة 2030، واهتمام قيادة المملكة على أعلى المستويات بالفن بشكل عام والفن التشكيلي بشكل خاص، وقد شاركت بأكثر من معرض وورشة عمل مع فنانين وفنانات من المملكة وكانت التجربة ثرية جداً
٩- كيف تقيمين حركة النقد التشكيلي للأعمال وللوحاتك أيضاً؟
لا استطيع تقييم حركة النقد تجاه أعمالي.
لكن حركة النقد لازالت شحيحة في وطننا العربي لازلنا مهملين هذا الجانب لأن الذي يرفع أو يحط من قيمة الفنان الان هو القيمة أو القوة الشرائية ليس أي أمر آخر.
أطمح أن أرى حركة نقدية حقيقية تجاه الفن التشكيلي مشابهاً للنقد الفني للسينما والمسرح والشعر و مختلف الفنون الأخرى.
١٠- بالمناسبة هل ترين معي أن واقع الفن التشكيلي بخير؟ ما الذي يحتاجه هذا الفن تحديداً رغم كثرة المبادرات الداعمة له حتى يصبح فناً جماهيرياً من وجهة نظرك؟
نعم، الفن التشكيلي يتطور وخصوصاً في المملكة العربية السعودية بسبب حرص صناع القرار على تطوير هذا المجال
١١- هل حقا تشعرون بعزلة اللوحة التشكيلية مقارنة بالأشكال الفنية الأخرى؟
أبداً لا توجد عزلة نحن مقبلين على مستوى عالي تحديداً هنا بالسعودية سواء بالفنانين والانتاج وبالقوة الفنية أيضاً.
لوحة "نساء women" استخدم فيها ورق الذهب
١ ٢- الفن التشكيلي ممزوج بحالة تكشف و هالة غموض بنفس الوقت كيف يمكن فهم وقراءة اللوحات دون أن يشرحها الفنان؟
هنالك من يتفرس اللوحة وينجذب للون ثم طريقة التكوين والموضوع حتى يجد أن صاحب هذه اللوحة شخص واعي من ناحية الخطوط والتوزيع. لكني وجدت أن قراءة الجمهور السعودي يميل للفن المقروء الواضح، أو تراثي يلمس احساس المتلقي. اللوحات التمويهية المبهمة اللونية نرى أنها أقل تقبلاً. لا اقلل من قيمة هذا النوع من الفن لكن ليس له جماهيرية كبيرة مقارنة بغيره هنا.
١٣- في ظل التطور التقني المتسارع الذي نرى الآن والذكاء الاصطناعي القادر على فعل كل شيء، هل هناك تخوف أن يموت الرسم إكلينيكياً؟
بالطبع لن يموت الإبداع الإنساني ابداً فما زلنا نحتفي بأعمال يزيد عمرها عن ال 500 سنة.
١٤- كلمة أخيرة نختتم بها هذا اللقاء أستاذة مروة ؟.
الشكر أولاً لصحيفة الرأي الالكترونية لإتاحة هذه الفرصة وهذا اللقاء الذي أرجو أن يكون مفيداً ونافعاً للجميع ثم لك أستاذة أريج على هذه الأسئلة وشكر أكبر من خلالكم للشخص الذي أهديه نجاحات مسيرتي زوجي أحمد العيسى الرجل الداعم لي والجندي المجهول الذي لا يكل ولايتوقف والذي لولاه ما كنت وصلت لما أنا عليه الآن.
جانب من أعمال الفنانة التشكيلية مروة النجار:
لوحة زخرفة على الفستان Garnished dress
لوحة بعنوان الحديقة السرية The secret garden
لوحة بعنوان "الفرقة١"
مع مودل لوحة Marion with the garnished carpet
لوحة أخيرة بعنوان "لقلق أبيض" White stork