نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نجوم وشجون الشعر في مهرجان العين للكتاب, اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 10:25 مساءً
نشر بوساطة ثقافة اليوم في الرياض يوم 17 - 11 - 2024
يجتمع 74 شاعراً وباحثاً في قلعة الجاهلي، خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر الجاري، للمشاركة في برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة"، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024، في تظاهرة ثقافية تعزز دور مركز أبوظبي للغة العربية، الجهة المنظمة، في صون الموروث الشعبي. وتسعى النسخة الثالثة من البرنامج بمحوريه المتكاملين إلى تحصين الموروث من الاستلاب الثقافي، ووضع أطر مرجعية تحفظه للأجيال الصاعدة.
وبينما يستحضر المحور الأول من البرنامج شعراء كبار رحلوا في العام الجاري، واضعاً أسساً توثيقية تخلد سيرهم الشعرية؛ يرصد الثاني البناء الزمني التصاعدي للحركة الشعرية في الدولة بوصفها ذاكرة الموروث الشفاهي.
إلى ذلك، قال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: يؤسس برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة" لتجربة ثقافية نوعية في الدولة، تحول العناية بالتراث إلى فعل سنوي منتظم يحفظ الشعر الشعبي ويخلده، تقديراً لكل ما يمثله من سجلات تاريخية، وجغرافية، وديموغرافية".
وأضاف "ينهض مركز اللغة العربية بدوره في حماية التراث الشفاهي، وعلى رأسه الشعر الشعبي، باذلاً جهداً مؤسساتياً مهماً في توثيقه، وتتبع نشأته، وتطوره عبر استضافة شعراء شعبيين بارزين في الساحة المحلية، والإضاءة على سير الراحلين الكبار".
وأكد أن البرنامج يتبع منهجية واضحة تتجاوز كونه احتفاء ورصدا إلى اعتباره توثيقاً وتحقيقاً، لا سيما أن التراث الشعبي يدين للقصيدة بالكثير فهي نص إبداعي بلهجة أهل المنطقة، يحمل ملامحهم، وأعرافهم، وأنماط معيشتهم، ويسجل أحداثاً مرواً بها، ووقائع ألمت بهم".
وأوضح سعادته "بعد عامين من انطلاقه ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب، يخطو برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة" بثقة على طريق بناء الوعي التاريخي للمجتمع، وتعزيز ذاكرته الوطنية، من خلال تراكم معرفي للشعر الشعبي باعتباره صناعة إبداعية تسهم في تحقيق الرؤية الثقافية للقيادة الحكيمة المتمثلة في تأسيس جيل مرتبط بتراث المجتمع الإماراتي وقيمه الأصيلة". وعلى مدار أسبوع يجتمع شعراء وباحثون ومهتمون في 21 جلسة، لتدارس أبرز محطات الشعر الشعبي التسجيلية بدءا بالمرحلة الشفوية، التي تمثلت في نشأة مجالس الشعر منذ مرحلة ما قبل الاتحاد، ومروراً بمرحلة التوثيق الورقي، حين خصصت مطبوعات في الدولة صفحات لنشر قصائد شعبية سرعان ما أصبحت ساحة للمطارحات الشعرية، والسجالات الفكرية، ووصولاً إلى المرحلة المرئية - المسموعة مع انتقال الشعر الشعبي إلى شاشات التلفاز، وأثير الإذاعات في ثمانينيات القرن الماضي، عبر برامج تستضيف شعراء ينشدون قصائدهم، ويبحثون شجونهم، وانتهاء بمرحلة القنوات الرقمية، التي يلجأ إليها شعراء الجيل الجديد لنشر قصائدهم، والتواصل مع جمهورهم، مع إطلالة على الدور الذي اضطلعت به مؤسسات معنية بالتراث، ومبادرات شخصية في حفظ الشعر الشعبي وتدوينه.
ويقدم البرنامج محاكاة لأجواء مجالس الشعر التقليدية بحضور شعراء من كل مجلس من المجالس التي انتشرت في الدولة، أو أبنائهم وأحفادهم ممن ساروا على درب القصيدة.
ويتيح البرنامج مساحة واسعة لإلقاء القصائد في قلعة تاريخية صمدت لأكثر من 130 عاماً في مقاربة توحي للمشاركين والحضور بقدرة الشعر الشعبي على التصدي للتقادم، والتحول إلى ذراع قوية تحمي الهوية الثقافية الإماراتية، ومخزونها اللفظي والقيمي.
وعلى الرغم من قِصر عمر البرنامج، الذي لا يتجاوز الثلاث سنوات، إلا أنه فرض وجوده على الساحة الشعرية الشعبية، وأصبح محطة سنوية ثابتة ينتظرها شعراء شعبيون للمشاركة، والتباحث، والإلقاء تحت عنوان يتجدد مع كل دورة من مهرجان العين للكتاب، مستفيدين من الخصوصية الثقافية والجغرافية للمدينة.