نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا تفعل إذا حاربك مديرك؟, اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:57 صباحاً
نشر بوساطة م عصام أمان الله بخاري في الرياض يوم 22 - 11 - 2024
"ما العمل مع مديري الذي يخشى منافستي ويبعدني عن الاجتماعات والأعمال المهمة بل إلى درجة التهميش والأدهى أنه مدعوم من نائب المشرف العام ومن مدير إدارة الموارد البشرية؟". وصلني قبل فترة هذا الاستفسار في منصة تواصل اجتماعي من أحد الأشخاص الذين يعانون الأمرين مع مديره والإدارة العليا في الجهة التي يعمل بها. في الأسطر التالية نناقش ما الذي يجب فعله إذا حاربك مديرك؟
قبل سنوات طويلة كنت أعمل في إحدى الشركات، وكان لدي مدير ذكي وطموح ومنجز. ولكن من وجهة نظري كانت لديه حساسية عالية ضد أي نقد ولا يتقبل أي نوع من النقاشات. وصدف أن حضرت اجتماعاً مع رئيس الشركة ودار النقاش حول عدم نجاح أحد مشاريع الشركة الكبرى التي كان يقودها مديري. وطرحت وجهة نظري بأدب حيال المشكلة في اختيار الشركات المنفذة وضعف الجودة في المنتجات المقدمة والحلول المقترحة. أُعجب الرئيس بالفكرة ووجه بتنفيذها والعمل عليها. ولكن مديري لم يعجبه هذا الطرح وأخذه على محمل شخصي. وبدأت بعدها الحرب الشعواء من عدم الموافقة على تمويل مشاريعي وتعطيل قراراتها واستبعادي من الاجتماعات المهمة إلى تحريف الأرقام وتعمد تزوير مؤشرات الأداء أمام مجلس الإدارة ناهيك عن تلفيق اتهامات والتشكيك بولائي وتشويه سمعتي لدى رئيس الشركة.
كان واضحاً أن الترتيبات تجري على قدم وساق للتخلص مني. في ذلك الوقت قررت أولاً أن أتحدث بكل شفافية وصدق مع مديري عن سبب هذا الجو المشحون وكيف يمكن معالجته، ولكن ذهبت كل هذه الجهود هباء منثوراً. حاولت التواصل مع الموارد البشرية وبعض المديرين الآخرين بصفة ودية لطلب نصحهم ولكن الجميع كان يخشى التصادم مع مديري.
بعدها لم يكن أمامي إلا الاجتماع مع مدير مديري المتمثل في رئيس الشركة. وهنا أؤكد على خطورة هذه الخطوة وعدم اللجوء إليها إلا في أضيق الحالات لأن تجاوز المدير المباشر وعدم احترام التسلسل الإداري مشكلة وتصرف غير مقبول عموماً باستثناء حالات معينة.
وفي الاجتماع مع رئيس الشركة عرضت الوضع بكل هدوء واحترام بالتركيز على التحديات مع تجنب أي تعدٍ أو هجوم شخصي على مديري. وكان الحوار الصادق المبني على الحقائق فرصة ممتازة لإزالة كل لبس وكشف جميع الوشايات والدسائس من مديري.
وربما كنت محظوظاً بفضل الله بوجود رئيس شركة واعٍ وحكيم قرر أن ينقلني إلى إدارة مختلفة بعيداً عن سلطات وتحكم ذلك المدير.
بطبيعة الحال لا يمكن تعميم هذه التجربة على جميع الحالات. ولكن إن كانت هنالك نصائح عامة أشاركها مع كل شخص يحاربه مديره فهي:
ركز على إنجاز مهامك وتنفيذ أعمالك وتجنب تضييع وقتك في تفاهات ونزاعات بلا معنى فنجاحاتك هي خير من يتكلم عنك. ابتعد عن نشر الغسيل والتحدث بسوء عن مديرك بين الموظفين فأنت بذلك تسيء لنفسك. احرص على توثيق أعمالك وما يدور مع مديرك من توجيهات وغيرها بالطرق النظامية لحفظ حقوقك وضمان سير أعمال المنظمة التي تعمل بها. تجنب الصدامات والانزلاق إلى التعامل الدنيء وكن راقياً واحترافياً ما استطعت. تحدث مع مديرك والموارد البشرية واستعن بالثقات في المنظمة للبحث عن حلول لمعالجة المشاكل. طور نفسك وتعلم واستثمر في الدورات والخبرات. سوق أعمالك وإنجازاتك عبر المنصات التخصصية مع عدم إهمال شكر كل من دعموك وساندوك في فريق العمل. لا تهمل صحتك وحياتك ونجاحك المستقبلي، وإذا أغلقت كل الأبواب في مكان عملك الحالي فابحث عن مكان جديد يقدر جهودك ويساعدك على التعلم والنمو الوظيفي.
وتبقى النصيحة الأهم وهي التوكل على الله وحسن الظن به وأخذ الأسباب والإيمان بأن البشر لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.