نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«كتاب الرياض».. تجلّياتٌ في عناوين الوطن, اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 12:59 صباحاً
نشر بوساطة عوضة بن علي الدوسي في الرياض يوم 04 - 10 - 2024
تُضاء هذه الأيام سماء الرياض بفتائل من نور، وغدت محطة وامضة بالمعرفة، حين تجلت العبارة المحفزة في جنبات معرض الرياض الدولي للكتاب، والذي يقع على تخوم الدرعية، وعلى تلالها الشرقية، حيث يقع في الشرفة الرحبة، ضمن المساحة الواسعة والفسيحة للجامعة العريقة، «جامعة الملك سعود».
(الرياض تقرأ)..
عند ذلك يشعر الزائر بتوءمة بين جملة من المعاني التي استعادت عطاءات عظيمة وعميقة، حين البدء بنثر البذور الأولى في حقول النور، لتستوي على سوقها هذه الأيام: (الرياض تقرأ) معرض الرياض الدولي للكتاب يضم أكثر من ألفي دار نشر.
مُنجَز حضاري
وسعت «وزارة الثقافة» مشكورة بتنظيم هذا العمل الجبار وهذا المنجز الحضاري الثقافي فقد كان مواكباً للتقنية الحديثة برقمنة الأجنحة وممراتها والمسارات التي تؤدى لكل دار، فقد وضعت شاشات الكترونية كبيرة في مداخل بوابات المعرض مع جملة من الشباب والشابات المرشدين المتمكنين من التعامل مع طرائق البحث من خلال العناوين المؤرشفة في بيانات المعرض الأمر الذي يمكّن الجميع من معرفة الكتاب ومؤلفة ودار النشر وغيرها من المعلومات التي تيسّر سهولة الوصول إلى العناوين المتعددة والأجنحة المختلفة داخل الصالة الكبيرة التي تضم كل الخدمات والمرافق التي هيأت الراحة لكل زائري المعرض ويمكن من خلالهم الوصول إلى دور النشر أو جهات العرض من مؤسسات وهيأت حكومية داخل رواق المعرض، فضلاً عن صالة الضيوف وصالات الندوات واللقاءات المتنوعة من الإعلام التقليدي والجديد مع امتداداً لجودة المشهد البصري المعبر الذي يتواكب مع الحدث حيث اكتست كل الجدران بألوان زاهية وعبارات تعبر عن أهمية الكتاب ومدى دور القراءة في تقدم الشعوب ورقيها، ولم يظهر المعرض ساكناً ورتيباً ككتاب يقرأ فقط بل كان هناك مراعاة لحالات التشوه البصري وجودة البيئة المحيطة التي تعبر عن معنى ودلالة المعرفة ضمن بيئة ثقافية ملهمة.
رؤية 2030 وجودة الحياة
إن معرض الكتاب هذا العام لم يكن اعتيادياً البتة ويعود ذلك إلى عدت أسباب ومنها أن رؤية المملكة تؤكد على الارتقاء بجودة حياة الإنسان فكرياً وثقافياً وجمالياً ومن هذا المنطلق ارتكزت مراحل الانطلاق نحو سمات موحية لها بعد جمالي متفرد في مسرح المكان وضمن مساحات المعرض الكبيرة وكذلك بكل أنماطه ومظاهره شكلا وممارسة مما جعل المعرض هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة في التصاميم والأشكال والبرامج بمضهره العام وكذا بمحتواه الداخلي فأنماط دور النشر وواجهاتها صُممت بعناية بحيث أن الملامح توحي بالمعرفة الفنية والخبرة الجمالية وتدفع الرائي إلى الاقتراب من الكتاب وهذا الشعور يتوارد للزائر عند مشاهدة التصاميم التي تحرك فيه رواكد المحبة للاقتراب من خير جليس.
الرياض تقرأ هذا الشعار الذي اختير بعناية من قبل الجهات المعنية لا يعطى تصوراً ذهنياً فقط بما آلت إليه «الرياض» خصوصا والمملكة عموماً؛ بل يضع الجميع من شعوب العالم أمام الوجه المشرق للتجربة ثرية ناجحة بكل معالمها وعناوينها ومدى تأثيرها عند مرتادي المعرض من الجماهير الغفيرة التي نشعر أنها تغلغلت في نفوسهم كل حركة وسكون في كامل ملامح موجودات المعرض، هذه التظاهر الثقافية التي تحفل بها العاصمة الرياض هي حقيقة تتجلى اليوم بنصاعة ووضوح وتكشف بجلاء عن راهن المرحلة التي تعيشها المملكة بفعل برامج الرؤية.
«هيئة الأدب».. توثُّب نحو المستقبل
ولا تقف عند هذا الحد بل تتعدى إلى المستقبل بخطى سابقة، ذلك أن هناك عملاق متوثب؛ فهيئة الأدب والنشر والترجمة دمجت المجتمع ضمن بوتقة ثقافية ومعرفية واحدة، وأشركت دماء جديدة طموحة لها قدرات خاصة وتعمل بتوثب وبكل همة واقتدار وذلك لتمثيلهم مساحة كبيرة من الأنشطة الثقافية والمعرفية التي ساهمت في تألق معرض هذا العام ولذلك كانت الرياض بحق تقرأ الرياض تقرأ هذا الشعار سيظل علامة فارقة ونائرة في الوجود المعرفي وسيسجل ذكرى جملية لكل محبي الكتاب والإشراقات النورانية، وسنكون نحن أبناء المملكة، في هذا البلد المعطاء، نحفل مبتهجين بكل الإنجازات الوطنية، ونحفل بمثل هذه العناوين الملهمة التي تعكس سمات الوعي عند الإنسان السعودي فالعنوان بات يشكل معادلاً موضوعياً تتجلى فيه المعرفة والوعي وحالات الحضور الثقافي وتحضر فيه كل عناوين الوطن.
جسر ثقافي وريادة سعودية
نقف بإعجاب أمام هذه الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، بقيادتها الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لتحقيق رؤيتها المباركة التي تضع الثقافة في صدارة اهتماماتها، وتجعل منها رافداً أساسياً لتحقيق جودة الحياة.
إن هذا المعرض الدولي ليس مجرد فعالية عابرة، بل هو تظاهرة فكرية كبرى، يجتمع فيها المبدعون، والمفكرون، والناشرون، والكُتّاب من مختلف أنحاء العالم، ليشكلوا جسراً للحوار الثقافي والتبادل المعرفي. ومن خلال هذا العرس الثقافي، تؤكد المملكة على مكانتها الرائدة كمنارة للعلم والأدب، وكقلب نابض يحتضن الأفكار الخلاقة ويعزز التفاعل الإنساني، مما يساهم في بناء مجتمع مزدهر يتطلع إلى المستقبل بروح الإبداع والابتكار. هذه المبادرة لا تمثل فقط تعزيزاً للحركة الثقافية في المملكة، بل تعكس أيضاً طموحاتها الكبيرة في أن تكون مركزاً ثقافياً عالمياً يعزز التواصل بين الحضارات ويصوغ رؤية جديدة لعالم أكثر انفتاحاً وتفاعلاً.
ملك الصحافة تركي السديري ضمن لوحة لرموز وطنية ازدانت بها أروقة المعرض
ندوات وجلسات حوارية عديدة شهدها المعرض
تزينت جنبات المعرض ومخارجه بشعارات دالّة وملهمة
0 تعليق