نشر بوساطة الثقافي في الرياض يوم 04 - 10 - 2024

صدر حديثاً كتاب «العالم الجليل راشد المبارك: بين تعدد المواهب وموسوعيته الثقافية وشموخ الانتماء» للكاتب والأديب منصور بن عمر الزغيبي، والذي يسلط الضوء على سيرة العالم، د. راشد المبارك، تلك الشخصية المضيئة التي جمعت بين العقل الموسوعي والروح الإبداعية، في هذا الكتاب، يصور الزغيبي المبارك كشعلة لا تنطفئ، مدفوعاً بشغف لا محدود لبناء منهج علمي رصين يخدم الإنسان وحضارته. ويبرز الكاتب قدرة د. المبارك على المزج بين العقلانية والعمق الفكري، حيث كان يرى في الوعي قيمة مقدسة، ويعتبر الحوار المستفيض والبحث الدقيق السبيل لتكوين آرائه، بالنسبة له، كان العلم فريضة غائبة، وتقدم البشرية مرتبط بالمنهج العلمي، مستلهماً من تراث عظيم يمتد من أيام أرسطو وصولاً إلى العصر الحديث، ويشير الكتاب إلى دور المبارك في تطوير مناهج البحث وتقنينها، ليصبح بذلك رمزاً للبحث العلمي الذي اعتبره جوهر جودة حياة الإنسان.
ما يميز د. راشد المبارك هو صفاء عقله وعمقه، بالإضافة إلى روحه الفنية والأدبية التي جعلت منه فناناً بالفطرة في استخلاص المعاني وتقديمها للآخرين. لقد كان عالماً متنوعاً لدرجة أن من حاوره وجد صعوبة في تحديد تخصصه الدقيق، فهو فيلسوف، وشاعر، ومحامٍ، ومهندس في آن واحد.
يأتي هذا الكتاب كلمسة وفاء لهذه الشخصية الفذة، وهو أقل ما يمكن تقديمه لتسليط الضوء على مسيرته العلمية الغنية. وعلى الرغم من تواضعه وتورعه عن إظهار إنجازاته، فإن أثره العلمي والفكري سيبقى خالداً.