صناعة السينما برؤية سعودية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صناعة السينما برؤية سعودية, اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024 10:24 مساءً

صناعة السينما برؤية سعودية

نشر بوساطة نورة الحربي في الرياض يوم 10 - 10 - 2024

alriyadh
شهدت المرأة السعودية قفزات نوعية في مختلف المجالات، ولعل المجال الثقافي والإبداعي كان أحد أبرز الساحات التي برز فيها دورها بشكل لافت في السنوات الأخيرة. فمن خلال مشاركتها المتزايدة في المسرح، والتمثيل، وصناعة السينما، استطاعت المرأة السعودية أن تضع بصمتها الخاصة وتثبت قدرتها على المنافسة في هذا المجال الإبداعي المتجدد. وعلى الرغم من أن هذه المجالات تعد حديثة نسبيًا في المملكة، إلا أن المرأة السعودية لم تتأخر في اللحاق بركب التطور، وأسهمت بشكل ملحوظ في تقديم الفن السعودي إلى الجمهور العالمي بأبهى صوره.
في مجال السينما، تمكنت المرأة السعودية من فرض نفسها كأحد أهم العناصر الفاعلة والمؤثرة. فقد شهدت السنوات الأخيرة بروز العديد من المخرجات والممثلات السعوديات اللواتي حققن نجاحات باهرة على المستوى المحلي والدولي. من بين هؤلاء المبدعات، هيفاء المنصور التي تعد أول مخرجة سعودية تُرشح لجائزة الأوسكار، وكان فيلمها "وجدة" علامة فارقة في تاريخ السينما السعودية، حيث حصد العديد من الجوائز العالمية. كذلك، حققت هند الفهاد شهرة واسعة من خلال أفلامها التي عُرضت في مهرجانات سينمائية دولية، مثل فيلم "بسطة" الذي نال جائزة المهر الخليجي للفيلم القصير في مهرجان دبي السينمائي. من بين الأسماء البارزة أيضًا يم البيات، التي حصلت على جائزة أفضل إخراج في مهرجان مدريد السينمائي الدولي عن فيلمها الروائي القصير "أيقظني"، وعهد كمال، التي تميزت بكونها تجمع بين التمثيل والإخراج، حيث حصل فيلمها على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان سينمائي دولي. أما سميرة عزيز، فقد كانت أول سعودية تمتلك بيت إنتاج سينمائي سعودي في الهند، ونجحت في تقديم عمل سينمائي من تأليفها وإخراجها في بوليوود، مما يعكس مدى تطور وتأثير المرأة السعودية في صناعة السينما العالمية.
جهات داعمة
شهدت صناعة السينما في المملكة دعمًا كبيرًا من خلال مؤسسات متعددة، مثل: وزارة الثقافة، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وهيئة الأفلام. وقد لعبت هذه المؤسسات دورًا محوريًا في تمكين المرأة السعودية من المشاركة بفعالية في هذا القطاع. كما استحدثت المملكة العديد من المبادرات والبرامج التي تدعم صناعة الأفلام، مثل: "برنامج صناع الأفلام" و"مسابقة ضوء لدعم الأفلام". هذه البرامج لم تقتصر على تقديم الدعم الفني والمالي فحسب، بل أتاحت أيضًا فرص التدريب والتطوير للعناصر النسائية، مما ساهم في تعزيز حضور المرأة السعودية في كافة مراحل صناعة السينما.
الانفتاح على الفنون
وفي هذا الجانب، يشير العديد من النقاد السينمائيين إلى أن الدعم الحكومي الموجه لصناعة السينما في السعودية قد أحدث نقلة نوعية في هذا المجال، حيث أصبح للمرأة دور بارز في إنتاج أفلام سعودية تناقش قضايا مجتمعية وإنسانية، من بينها قضايا تمس حياة المرأة بشكل خاص. وتقول السيناريست السعودية منال العويبيل: إن المرأة السعودية نجحت في اقتحام المجال السينمائي بإنتاج أعمال فنية تحمل رسائل إنسانية عميقة، مشيرة إلى أفلام مثل "بلوغ" و"قوارير"، اللذين تناولا قضايا نسائية متعددة وحققا حضورًا واسعًا في المهرجانات السينمائية. وتضيف العويبيل "لقد أثبتت المرأة السعودية أنها ليست مجرد مبدعة في الفن السينمائي، بل هي أيضًا قادرة على تحويل قضايا المجتمع إلى أعمال فنية تلقي الضوء على التحديات التي تواجهها. فيلم "بلوغ"، على سبيل المثال، يُعتبر إحدى المحطات البارزة في السينما السعودية، حيث تعاونت خمس مخرجات سعوديات في تقديم خمس قصص إنسانية مؤثرة تمس العمق الإنساني للمرأة السعودية. كذلك فيلم "قوارير"، الذي يتناول تحديات المرأة السعودية في مجتمعها، ويطرح قضايا متنوعة بأسلوب فني رفيع. وترى السيناريست العويبيل أن هذا الحضور اللافت للمرأة السعودية في السينما يعكس تطور المجتمع السعودي وانفتاحه على الفنون. وتؤكد أن 90 % ممن عملوا في إنتاج أفلام مثل "بلوغ" و"قوارير" كانوا من النساء، مما يعكس قوة تمكين المرأة في هذا القطاع. وتضيف أن المرأة السعودية لم تكتفِ بالظهور في الأدوار النسائية فقط، بل تجاوزت ذلك لتشارك في مختلف مراحل الإنتاج السينمائي من كتابة النصوص إلى الإخراج والإنتاج.
سعوديات مبدعات
في إطار تسليط الضوء على إنجازات المرأة السعودية في قطاع السينما، صدر مؤخرًا كتاب بعنوان "المرأة السعودية في صناعة السينما"، يبرز أهم النجاحات التي حققتها السعوديات في هذا المجال المتنامي. الكتاب يتناول الدعم الحكومي الذي تم تقديمه للمبدعات السعوديات، سواء من خلال الابتعاث لدراسة الفنون السينمائية في الخارج أو تكريمهن على الصعيد الدولي. كما يسلط الضوء على الجوائز العالمية التي حصلت عليها المرأة السعودية في المهرجانات السينمائية، إضافة إلى دور التمويل في تطوير صناعة الأفلام النسائية. ومن الشخصيات التي تناولها الكتاب، المخرجة هيفاء المنصور، التي تعتبر من الأوائل في مجال السينما السعودية. كان فيلمها "المرشحة المثالية" أول فيلم سعودي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا، كما حاز فيلمها "وجدة" على حوالي 20 جائزة دولية، ليكون من أبرز إنجازات السينما السعودية الناشئة. وقد كُرمت المنصور بحصولها على جائزة "كريستال" في منتدى دافوس الاقتصادي، مما جعلها أول مخرجة سعودية تنال هذا التكريم. المخرجة ريم البيات بدورها تألقت بفوزها بجائزة أفضل إخراج في مهرجان مدريد السينمائي الدولي عن فيلمها "أيقظني"، إلى جانب تحقيقها لجائزة أخرى من مهرجان ميلان السينمائي. أما سميرة عزيز، فقد كانت أول سعودية تخوض تجربة السينما الهندية بفيلمها "ريم"، وهي أيضًا أول روائية سعودية تكتب باللغة الأردية. كما تألقت المخرجة شهد أمين بفوزها بجوائز عن أفلامها "حورية وعين" و"سيدة البحر"، حيث لاقى الأخير نجاحًا كبيرًا في مهرجان أبو ظبي السينمائي. وختامًا، كانت هناء العمير من الأسماء البارزة بحصولها على جائزة النخلة الذهبية عن فيلمها "شكوى" في مهرجان أفلام السعودية، ما يعزز مكانتها كإحدى الرائدات في المجال السينمائي السعودي.
مستقبل المرأة في السينما
مع تزايد الدعم الحكومي وتوسع مشاركة المرأة في صناعة السينما، يُتوقع أن تستمر المرأة السعودية في تحقيق المزيد من الإنجازات والإبداع في هذا المجال. المهرجانات السينمائية مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي باتت تخصص أنشطة وبرامج خاصة لتكريم المرأة وتسليط الضوء على إسهاماتها في صناعة السينما. ومع كل هذه التطورات، يبدو أن المرأة السعودية ماضية بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا في صناعة السينما، مقدمة إبداعاتها للعالم بجرأة وتميز.




أخبار ذات صلة

0 تعليق