صناعة الثقافة.. محفز للاقتصاد والاستثمار

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صناعة الثقافة.. محفز للاقتصاد والاستثمار, اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024 10:24 مساءً

صناعة الثقافة.. محفز للاقتصاد والاستثمار

نشر بوساطة هاني اللحياني في الرياض يوم 10 - 10 - 2024

2098602
في الوقت الذي تعيش فيه الثقافة، بكل أوعيتها، وفضاءاتها، عصرها الذهبي، وحراكها الفكري النشط، ووهج منابرها، أصبح الشأن الاقتصادي شريكاً مهماً لاستثمار هذا الحراك، حيث نشطت استثمارات، وتأسست شركات، وتوفرت فرص متعددة للتوظيف، في ظل اهتمام كبير بربط الثقافة وتوظيفها لخدمة الوطن والمواطن على أكثر من صعيد.
الدكتور المستشار سعود الغربي رئيس مجلس إدارة جمعية إعلاميون قال ل»الرياض»: «تعيش المملكة نهضة ثقافية غير مسبوقة، منطلقة من إيمانها بأن الثقافة واحدة من الأدوات الحضارية لبناء المجتمعات والإنسان، ولذلك في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فصلت الثقافة في وزارة مستقلة، وأسست العديد من الهيئات المعنية بالثقافة لتغطية كل جوانب الثقافة ومنحها استقلالية في التفكير والتخطيط والتنفيذ، ولهذا رسمت أهداف الثقافة وفق رؤية المملكة 2030 بدقة مع المحاور الاستراتيجية، والمتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
هويتنا الوطنية
وأضاف الدكتور الغربي إن هويتنا الوطنية جزء لا يتجزأ من جوانب ثقافية عِدّة كالطعام الذي نأكله والملبس الذي نرتديه، ومع وجود أكثر من 34 مليون نسمة، تضم المملكة 13 منطقة مختلفة توحدها اللغة العربية، لكل منها لهجة مميزة وعادات وتقاليد فريدة، لذلك نحن نعيش في عصر الثقافة بكل معانيها الثرية والعميقة والمميزة. وأصبحت الثقافة من مقومات «جودة الحياة» في السعودية، ولذلك تم إطلاق برنامج «جودة الحياة 2020»، كما تم تدشين عدة مشاريع ثقافية ضخمة منها مشروع القديّة والمجمع الملكي للفنون ودار الأوبرا السعودية وغيرها من المشاريع، وغيرها الكثير والكثير لا وقت لحصرها.
وبين الدكتور الغربي أن الرؤية المباركة للمملكة تضمنت دعماً لصناعة الثقافة عبر استهداف زيادة إنفاق الأسر على الثقافة داخل المملكة من 2.9 % إلى 6 % بحلول عام 2030، ودعم جهود المناطق والمحافظات، والقطاعين غير الربحي والخاص، في إقامة المهرجانات والفعاليات، وتطوير الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الثقافية والاجتماعية وتسجيلها رسمياً، وإطلاق البرنامج الوطني «داعم» الذي سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الثقافية ويوفر الدعم المالي لها.
وقال إن المملكة عملت على أن تكون الثقافة أحد الروافد الاقتصادية القوية، وأن تكون الثقافة منتجة للاقتصاد الوطني ومشاركة فيه بفاعلية، وهذا التوجه الاستراتيجي يتفق مع الدراسة الصادرة عن اتحاد جمعيات المؤلفين والملحنين (The International Confederation of Societies of Authors and Composers) التي تشير أن القطاعات الثقافية والإبداعية تحقق إيرادات سنوية تبلغ 2.25 تريليون دولار، وتوفِّر 29.5 مليون وظيفة حول العالم. وتسعى وزارة الثقافة إلى أن يسهم القطاع الثقافي بما يساوي 3 % من الناتج المحلي الإجمالي، بحلول عام 2030 وذلك من خلال المبادرة التي أعلنها وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله، لتحقيق تطلعات الوزارة، المتمثلة في رسالة مفادها تمكين وتشجيع المشهد الثقافي السعودي بما يعكس الماضي العريق وفتح الثقافة كنمط حياة، من أجل النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة المملكة الدولية.
الحالة الثقافية السعودية
وبحسب تقرير الحالة الثقافية السعودية لعام 2023، شهدت مساهمة القطاع الثقافي في الاقتصاد السعودي نمواً تجاوز 20 %، أي نحو 35 مليار ريال، أي ما يعادل 1.49 % من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ومتوقع أن تشهد هذه المساهمة تصاعداً كبيرة من خلال إنجاز المشاريع الخاصة بالثقافة، مع العلم أن الثقافة تتقاطع مع معظم القطاعات مثل قطاعات المطاعم والمقاهي وقطاع السياحة وقطاع التراث والمتاحف وقطاع البناء، والزراعة، وتقريباً الثقافة شريك استراتيجي لكل القطاعات حتى بما فيها الرياضة وما تشهده من تطوير واهتمام المملكة بهذا القطاع.
وأكد الدكتور الغربي أن الثقافة شريك متقاطع مع كل المجالات، فكيف بقطاع معارض الكتب، وأيضا علاقة الثقافة بالمرأة، وقد سجل معرض الرياض الدولي للكتاب، على سبيل المثال، مبيعات مليونية وحضور زوار مليوني، وهذا نموذج فقط على حجم صناعة معارض الكتب في السعودية، وهذا بخلاف صناعة المكتبات والكتب في المملكة ودور النشر وحجم العمل في هذا السوق الثقافي. ويتضح ذلك ومع التطورات الكبيرة التي تشهدها معارض الكتاب في السعودية عامًا بعد آخر، سواء المحلية منها أو الدولية، لا سيما مع تزايد أعداد زوارها سنويًّا، حيث بلغ في عام 2023، نحو 2.2 مليون زائر، مقابل 1.8 مليون زائر في العام 2022م، وهذا ما تؤكد نجاح استراتيجية وزارة الثقافة وجهود الهيئة في رفع وعي سكان المملكة بأهمية القراء ودورها في تحسين جودة الحياة.
الثقافة كرافد اقتصادي
المستشار والإعلامي علي محمد الحازمي رئيس نادي الصحافة الرقمية وكاتب الرأي: أن الثقافة يمكن أن تُعتبر نمط حياة لأنها تشمل مجموعة من القيم، والمعتقدات، والعادات التي يتبناها الأفراد في مجتمع معين. هذه العناصر لا شك تؤثر على كيفية تفكير الناس، وكيفية تصرفهم، وكيفية تفاعلهم مع الآخرين، وعندما تتجذر الثقافة في حياة الأفراد، فإنها تؤثر على كل جانب من جوانب حياتهم، بدءًا من العادات اليومية مثل الطعام واللباس، وصولًا إلى الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية. الثقافة تشكل أيضًا الهوية الجماعية للأفراد، مما يعزز الانتماء الوطني، ويعكس تاريخهم وتجاربهم. بالتالي، يمكن القول إن الثقافة ليست مجرد مجموعة من التقاليد، بل هي نمط حياة يتبناه الأفراد ويعكس طريقة فهمهم للعالم من حولهم.
وذكر الحازمي في سياق حديثه: إن الثقافة كرافد اقتصادي تلعب دوراً مهماً في تنمية الاقتصاد المحلي، من خلال استثمار الفعاليات الثقافية مثل المهرجانات، المعارض، الملتقيات، والمؤتمرات، ويمكن جذب السياح وزيادة الإيرادات. هذه الفعاليات لا تعزز فقط من الوعي الثقافي، بل تساهم أيضاً في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الأنشطة التجارية المحلية، وقطاع السياحة.
وقال الحازمي: إن التعليم الثقافي يعد أساسياً في تشكيل وعي الأفراد والمجتمع. من خلال إدراج المواد الثقافية في المناهج الدراسية، يمكن تعزيز الفهم والاحترام للتنوع الثقافي. هذا النوع من التعليم يساعد على بناء مجتمع متماسك ومتفاهم، حيث يدرك الأفراد أهمية التراث الثقافي والمساهمة فيه، والمحافظة على الإرث الوطني السعودي الرصين، والمملكة العربية السعودية لديها إرث كبير وعلينا المحافظة عليه والمحافظة على الهوية الوطنية.
وبخصوص المقاهي الأدبية ذكر الحازمي إنها لا شك أنها تسهم في تعزيز الحوار الثقافي من خلال توفير بيئة مفتوحة للأفراد لمشاركة أفكارهم وتجاربهم، وهذه الأماكن تعتبر منصات للتفاعل الاجتماعي وتعزز من الحراك الثقافي الذي يمر بتحول كبير غير مسبوق له في ظل الرؤية الوطنية، حيث يمكن للناس من مختلف الخلفيات الثقافية أن يجتمعوا لتبادل الآراء حول الأدب والفنون، وهذا التبادل يعزز من الهوية الثقافية للمجتمع ويشجع على التفكير النقدي والابداعي.
ويؤكد الحازمي حديثه: بأنه من المعروف إن الثقافة كرافد اقتصادي تلعب دوراً محورياً مهماً في تنمية الاقتصاد المحلي. من خلال استثمار الفعاليات الثقافية مثل المهرجانات والمعارض، والملتقيات، وكذلك المؤتمرات، ويمكن جذب السياح وزيادة الإيرادات. هذه الفعاليات لا تعزز فقط من الوعي الثقافي، بل تساهم أيضاً في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النشاط التجاري في المنطقة في ظل بيئة أصبحت مشجعة ومحفزة في ظل رؤية الوطن.
وبالنسبة لمعارض الكتب فإنها تمر بحراك ثقافي غير مسبوق له، وتعتبر معارض الكتاب منصات ثقافية وحضارية حيوية. هذه المعارض تشجع على القراءة وتوفر فرصاً للكتاب والمثقفين للتواصل مع جمهورهم. كما تساهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز النقاش حول مواضيع متنوعة.
وختم الحازمي حديثه بأن المرأة اليوم تلعب دوراً محورياً في المشهد الثقافي السعودي، من خلال الكتابة والفنون وتنظيم الفعاليات الثقافية، حيث تساهم في تشكيل الهوية الثقافية وتعزيز الحوار المجتمعي، وأصبحت اليوم شريك نجاح حيوي واثبتت وجودها في العمل الإبداعي والمراءة لا شك أنها تعتبر من شقائق الرجال وشركاء نجاح يشاركون في التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأثبتت المرأة السعودية اليوم وجودها في كافة المجالات بإنجازاتها الحيوية والطموحة ومساهمتها بكفاءة وفعالية، وارتفعت مشاركتها في سوق العمل، وأيضا في الحراك الاجتماعي غير المسبوق له، وهي جزء لا يتجزأ من المنظومة الثقافية كنمط حياة يحتذى به.
حراك ثقافي اقتصادي
المذيع والمهتم بالإنتاج التلفزيوني الدكتور خضر بن كامل اللحياني قال: من السمات الملحوظة في المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة هو التوجه الثقافي والأدبي الذي اهتمت به الدولة للارتقاء بثقافة المجتمع حيث تم فصل وزارة الثقافة عن وزارة الإعلام منذ سنوات قليلة ماضية، وتم تفعيل دور وزارة الثقافة من خلال تأسيس العديد من الهيئات في فروع الثقافة ومنها هيئة الأدب والنشر والترجمة والتي استحدثت مبادرة جميلة ورائعة تتمثل في الاستفادة من المقاهي التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع وإقبال الناس عليها فاطلقت مبادرة الشريك الأدبي في مارس 2021 والتي تهدف إلى ترويج الأعمال الأدبية بأسلوب مبتكر وفي متناول أفراد المجتمع.
وقال اللحياني: حيث يتم تفعيل الحراك الثقافي والحراك الاقتصادي في آن واحد من خلال تنظيم فعاليات ثقافية في المقاهي حيث يكون الإقبال على المقاهي بشكل أكبر لحضور الفعاليات الثقافية في الوقت ذاته يتم تفعيل الحراك الاقتصادي وتستفيد هذه المقاهي من الإقبال والحضور الجماهيري وتهدف هذه المبادرة إلى جعل الثقافة أسلوب حياة وتعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص للنهوض بالقطاع الثقافي، ومن الناحية الاقتصادية أيضا تحفيز المقاهي بتقديم جوائز سنوية لأفضل شريك أدبي يصل مجموعها إلى مليون ريال فهذا التوجه الجميل من وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، ويمكن تطبيقه في المؤسسات الثقافية القائمة مثل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وكيف يمكن إيجاد موارد مادية لها لتنفيذ برامجها وفعالياتها المختلفة دون أن تكلف على ميزانية الدولة، وذلك من خلال استغلال المباني بإنشاء محلات تجارية في واجهة المبنى إن أمكن وتأجيرها أو بناء فنادق سكنية والاستفادة من مواردها المادية بمساهمة ومشاركة رجال الأعمال والاتفاق معهم على الدخول في المساهمة بنسبة محددة وعلى سنوات محددة ثم يبقى المبنى ملك للمؤسسة الثقافية، وختم اللحياني حديثه قائلاً "يمكن الاستفادة من تجارب المؤسسات الثقافية والأدبية العالمية وفي بعض الدول المجاورة وتطبيق التجربة في كيفية إيجاد موارد اقتصادية دائمة تكون رافد اقتصادي مستمر للمؤسسة الثقافية".
المخرج التلفزيوني أحمد بن مسلم اللحياني أعتبر أن الثقافة اليوم تعيش عصرها الذهبي وتحولت إلى رافد قوي من روافد الاقتصاد وقامت على ذلك استثمارات كبيرة جداً تمثلت من خلال تجربته في إنشاء مؤسسات إنتاج إعلامي كبرى بمهنية عالية وأجهزة عصرية وكوادر مدربة، بل وأصبح الشاعر الثقافي السعودي الأكثر جذباً للاستثمارات لقطاع شركات تنظيم الفعاليات والإنتاج التلفزيوني، وقال اللحياني: الحراك الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة وفق منظومة حكومية ومنصات رقمية وهيكلة إدارية، ساهم بجلاء في انتعاش الأسواق المرتبطة بالثقافة مثل سوق توثيق وتغطية المؤتمرات، والفعاليات، وتنظيمها، وإدارتها، وخلقت فرصاً توظيفية جاذبة، مبيناً أهمية استثمار هذا التوهج بمزيد من التدريب للشباب السعودي للدفع بهم في سوق العمل.
مسرح مرايا بالعلا
تنظيم المهرجانات يوفر فرص عمل موسمية
أحمد اللحياني
خضر اللحياني
علي الحازمي
الدكتور سعود الغربي




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق