عبقرية امرأة سعودية.. عائشة الشبيلي حكاية الإبداع الذي جمع بين الحرفة والإنسانية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عبقرية امرأة سعودية.. عائشة الشبيلي حكاية الإبداع الذي جمع بين الحرفة والإنسانية, اليوم الأحد 13 أكتوبر 2024 08:46 مساءً

عبقرية امرأة سعودية.. عائشة الشبيلي حكاية الإبداع الذي جمع بين الحرفة والإنسانية

نشر في الرأي يوم 13 - 10 - 2024

tareebnews
- أجرى الحوار: خلود النبهان – جازان
في زوايا الحرف اليدوية، حيث تمتزج أنفاس الخشب برائحة الإبداع، تبرز قصة امرأة لم تتعلم فقط فن النجارة بل جعلت منها أداة لتغيير واقع اجتماعي بأكمله.
لم يكن عشقها للأثاث مجرد هواية طفولية، بل بذرة نمت بين أناملها الصغيرة لتصبح شجرة وارفة، تظلل بأغصانها طموحات النساء الراغبات في تحقيق آمالهن في مجتمعاتنا.
من هناك، من الورشة البسيطة التي كانت تراقب فيها والدها، إلى تأسيس مبادرات مجتمعية شملت قرى نائية، وفتحت أبواب الأمل للفتيات العاطلات. إنها ليست مجرد قصة تصميم أثاث، بل حكاية طموح لا يعرف الحدود، ويد تمتد لتصنع تغييرًا لا يُمحى من الذاكرة.
– بدايةً، أخبرينا عن نفسكِ، كيف بدأتِ رحلتكِ في مجال التصميم وتصنيع الأثاث؟ وما الذي دفعكِ لاختيار هذا المجال بالتحديد؟
البداية كانت من الطفولة، فقد كنت أحب أن أشاهد والدي في وقت فراغه، وكان يعمل في القطاع العسكري ويصنع بعض قطع الأثاث، ويتعامل مع الخشب بكل خفة وإبداع، فتعلمت منه هذه المهنة الجميلة، وكنت أترقب عدم وجوده للعب بأدوات النجارة خلسة لأنه كان يخاف علىَّ من التعامل مع الخشب والأدوات حتى لا أؤذي نفسي وتتعرض للعقاب على ذلك، لكني كنت أصر على اللعب وجمع الخشب من كل مكان لأصنع قطعًا خشبية وأثاث.
واخترت هذا المجال بغض النظر عن أنها موهبة لدي تحمل ذكريات غالية على قلبي، لأنه يعتبر من أجمل المهن وأكثرها إبداعًا وفرصًا وظيفية عالية ومتعددة لذا فإنه إذا أعطيت الفرصة لكوادرنا الوطنية من الجنسين للعمل بهذا المجال ففرص القضاء على البطالة ستكون كبيرة بدخول كوادرنا إلى هذا المجال الرائع والمبدع والمتميز.
– ما هي الفكرة الرئيسية وراء تأسيس مركز التأهيل والتدريب الحرفي؟ وكيف ساهمت تجربتك الشخصية في تشكيل هذه الفكرة؟
انطلقت بفكرة "مركز إبداع المرأة السعودية" من خلال ما رأيته من حاجة بعض بناتنا والأسر الأشد حاجةً للعمل خصوصًا عندما تقدمت لي إحدى الفتيات تطلب مساعدة أو وظيفة، وتشكو شظف العيش فقررت أن أسخر نفسي لكل دعم وتشجيع، فأطلقت المبادرة وذهبت للقرى النائية افتتح في دور التحفيظ والجمعيات مراكزًا لتدريب السيدات والفتيات الأشد حاجة على صناعة الأثاث مجانًا، وتعرضت لبعض الصعوبات منها عدم تقبل المجتمع لمبادرتي لتدريب النساء على صناعة الأثاث، ووجدت أمامي بعض العقبات إلى أن صدر قرار سمو أمير المنطقة بدعمه الكريم للاستمرار في هذه المبادرة مما شجعني على الانطلاق والاستمرار، وهذا يدل على تشجيع قيادتنا لكل ما يخدم مجتمعنا ووطننا. وانطلقت بعد ذلك إلى قرى جازان النائية إلى أن وصل عدد الذين دربتهم إلى 500 حرفية جرى تكريمهن والاحتفال بهن برعاية سمو أمير المنطقة ونائبه -حفظهما الله-.
– كثير من الأشخاص يرون التصميم وصناعة الأثاث كجزء من الفنون الجميلة، كيف ترين العلاقة بين الإبداع الفني والجانب الحرفي في مجالك؟
أستطيع أن أقول أن صناعة الأثاث هي من المجالات التي تحوي الإبداع بجميع تفاصيله وتكويناته، وتجمع جمال الديكور وجمال العمل الفني وجمال المكان.
– عندما أنشأتِ مركزكِ، ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتِه في البداية؟ وكيف تغلبتِ عليه لتصلي إلى ما أنتِ عليه اليوم؟
واجهت عدم الاقتناع بأنه من الممكن أن المرأة تستطيع العمل في مجال النجارة والتنجيد لأن هذا المجال عرف عنه اشتغال الشباب به، فكيف لسيدات وفتيات أن يعملن بهذا المجال الصعب والمنهك لذا وجدت عدم تشجيع من بعض الأفراد أو من بعض الجهات، واستطعت بفضل الله ثم إيماني برسالتي أن أتغلب على كل الصعوبات، وأن تجد كل السيدات والفتيات فرصتها للعمل وتغيير واقعها للأفضل لذا أصبح لمبادرة "مركز ابداع المرآة السعودية" القبول والتشجيع.
– حصلتِ على العديد من الجوائز في مجالكِ، كيف أثرت هذه الجوائز على مسيرتكِ المهنية؟ وهل كانت حافزًا إضافيًا لتطوير قدراتكِ ومشاريعكِ؟
من المؤكد أن الجوائز تشكل زخمًا كبيرًا وتشجيعًا عظيمًا لدي للاستمرار بشكل أكبر، وأقوى لذا تطورت أفكاري، وتعددت مساراتي والدليل أن جهودي أصبحت من مجرد مبادرة ومشروع إلى جهود رسمية ومرخصة وجمعيات خيرية يعم خيرها جميع المحتاجين والأشد حاجة في كل مكان من وطننا الحبيب.
– وسط كل التحديات التي تواجهينها، ما هو الشيء الذي يشعل بداخلكِ الدافع للاستمرار والتطوير في هذا المجال الحرفي؟
تغيير واقع الأسر المحتاجة وخصوصًا الفتيات العاطلات والسيدات من المطلقات واليتيمات والأرامل إلى واقع افضل وأجمل وانتقلوا من الحاجة والاحتياج إلى الإنتاج والتمكين.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق