الجَلْد بين الذات وبين الآخرين

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجَلْد بين الذات وبين الآخرين, اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024 10:55 مساءً

الجَلْد بين الذات وبين الآخرين

نشر بوساطة فايز محمد الزاحم في الرياض يوم 14 - 10 - 2024

2099159
هناك فرق بين جلد الذات وبين جلد الآخرين، فجلد الذات -بمعنى اللوم والمعاتبة- وإن كان له وجهه من الناحية التربوية والتقويمية -كونه أسلوب من أساليب محاسبة النفس وتهذيبها- إلا أن المبالغة في ممارسته وتجاوز الحد في استخدامه أمر مذموم من كل وجه.
إذا كان هذا في حق الإنسان مع نفسه فكيف هو الحال في حق من يرفع سوط لسانه بالإساءة ويجرد سيف قلمه ليعمله في حق الآخرين سواء بالنيل من شخوصهم والمساس بهم بين غمز ولمز وتجريح، أو بالتقليل من أعمالهم وتحجيم إنجازاتهم التي لو نوقش في شيء منها لرفع عقيرته بالصياح وأعياه فهمها واستيعابها فضلاً عن القيام بشيء منها!
إن الوقع النفسي لكلمة «جَلْد» عندما نسمعها لأول وهلة تصرف الذهن إلى صورة من صور العنف بنوعيه الحسي والمعنوي على حد سواء لارتباطها بالسوط -وأنا أتحدث هنا عن استخدامها بين الأفراد-.
أعود فأقول إن إطلاق أولئك الجلادين العنان لألسنتهم وأقلامهم للتقليل من جهود وإنجازات الناجحين ونجاحاتهم، وإسقاط فشلهم في مجاراتهم وعجهزهم عن اللحاق بركبهم بات أمراً مكشوفاً وأسلوباً يكشف عن محتوى صاحبه ورصيده الأخلاقي والإنساني والمعرفي قبل أن ينال من (الهدف) الموجه نحوه.
نحن كبشر بحاجة ماسة للتوجيه والتشجيع والمناقشة وتبادل الخبرات والمعارف لكي تتلاقح الأعمال وتنتج ثمارها المنشودة التي تنعكس على المجتمع الذي نعيش فيه ونعتبر نحن أحد مكوناته، أما السعي وراء الأخطاء وتصيدها لمجرد الاستعراض والاستعراض فقط! فهذا يضع استفهاماً حول صاحبه، والطامة الكبرى عندما يكون الجلد بناءً على فهم سقيم أو مغلوط فحينها لا الاستفهامات تجدي ولا علامات التعجب تشفي.
ومن ناحية أخرى فإننا يجب أن نهوِّن على أنفسنا وألا نأتي عليها أكثر مما ينبغي، وعلينا أن نستوعب أن الكمال في كل شيء لله وحده، وأن النقص فينا نحن البشر، وعليه فلا داعي لاستنفاد القوى واستهلاك رصيد السعة الذي منحنا الله إياه بإنفاقه في التضييق على النفس بالبحث عن الكمال في جوانب حياتنا، لأننا لن نجده، فالدنيا ليست مكانه، أو باللهث وراء رضا الآخرين لاستجلاب محبتهم ودفع مذمتهم بقولبة النفس بما يوافق ذلك!
أخيراً احرص على الوسطية في التعامل مع نفسك وفق مبدأ شعرة معاوية، فالنفس كائن يعيش داخلك.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق