نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 21 - 10 - 2024

حققت المملكة العربية السعودية إنجازات اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تأسيس شركات محلية وإقليمية وعالمية كبرى. جذب الاستثمار الناجح رأس المال الأجنبي ووطَّن العديد من الصناعات، مما جعل المملكة وجهة سريعة النمو ومستقرة في المنطقة.
إحدى هذه الشركات العالمية هي TÜV Rheinland، مع أكثر من 150 عامًا من الخبرة في تقييم ومنح الشهادات المعتمدة. في هذا السياق، أكد الدكتور مايكل فوبي، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة TÜV Rheinland، أن السعودية لديها خطط نمو طموحة. تتضمن رؤية 2030 العديد من المشاريع الكبرى، إلى جانب العديد من الأنشطة الإنشائية الحديثة. لقد شهد هذه الإنجازات بنفسه وأشار إلى أن رؤية 2030 توفر العديد من الفرص. وأكد أن شركته تهدف إلى جعل العالم مكانًا أكثر أمانًا ويمكن أن تضيف قيمة كبيرة في هذا السياق، دعمًا لاستراتيجية النمو.لقد زاد الطلب بشكل كبير على خدمات الاختبار والشهادات في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة المتجددة وقطاع السيارات.
ذكر الدكتور فوبي أن خبرتهم في قطاع الاختبار والتفتيش والشهادات، الذي ينمو بشكل كبير، تتماشى مع رؤية السعودية 2030. مسار النمو يعكس ما رأوه في اقتصادات أخرى ناشئة بسرعة، مثل اليابان في السبعينيات والثمانينات، والصين في التسعينيات، والهند اليوم. وأشاد بالاستراتيجية الطموحة التي تنفذها المملكة، وغالبًا ما تتجاوز التوقعات في قطاعات مثل السياحة والاقتصاد غير النفطي. هذه الإنجازات تساعد الشركات مثل TÜV Rheinland في تخطيط الأعمال وتحديد الفرص الجديدة.
بينما يبدو أن النمو المحتمل واضح، يعتقد أنه هناك عدة تحديات، كما هو الحال مع أي تحول كبير. وتشمل هذه التحديات ضمان النمو المستدام على المدى الطويل، والتكيف بسرعة مع تغيرات السوق، والحاجة إلى تحسين السياسات باستمرار لدعم التقدم المستدام. كما أشار إلى أن الديناميكيات السياسية الإقليمية يجب أن تُؤخذ في الاعتبار، لأن ادارة المشاهد السياسية الغير متوقعة في المنطقة هو تحد كبير لكل دولة في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، سواء كانت مجموعة TÜV Rheinland تقدم شهادة الجودة لمعايير ISO، أو الصحة والسلامة، أو السلامة الهيكلية، أو التفتيش من طرف ثالث، فإن مسؤوليتهم الأساسية هي ضمان أن المنتجات أو العمليات أو الأفراد يلتزمون بالمعايير المطلوبة، سواء الدولية أو المحددة محليًا. وهذا يعني تقييم الامتثال والتحقق منه بدقة لضمان أعلى مستوى من الجودة والسلامة.
أوضح الدكتور فوبي: "دورنا الرئيسي هو ضمان أن المنتجات والعمليات والأشخاص يتوافقون مع المعايير المطلوبة التي وضعتها الهيئات العالمية مثل ISO، أو GS، أو الاتحاد الأوروبي، أو مجلس التعاون الخليجي، واللوائح المحلية. غالبًا ما تكون هناك اختلافات أو فجوات بين المعايير لمنتجات مماثلة في بلدان مختلفة. هذا هو المكان الذي تلعب فيه شركات مثل TÜV Rheinland دورًا حيويًا. باستخدام خبرتنا العالمية، نحدد هذه الفجوات ونساعد المنظمين والدول على مواءمة ممارساتهم. نحن نعمل كمنارة للمنظمين، نوجههم من خلال مسح السوق وتحليل الفجوات لضمان تلبية أعلى المعايير عبر الحدود."
توفر الشركة شهادات، سواء ISO، أو الصحة والسلامة، أو السلامة الهيكلية، أو التفتيش من طرف ثالث، مؤكدة للمستهلكين والمنظمين والأطراف ذات الصلة الأخرى أن طرفًا ثالثًا خبيرًا أجرى الفحوصات اللازمة وفقًا للمتطلبات المعمول بها. لهذه الشهادات فوائد كبيرة، بما في ذلك زيادة ثقة المستهلك، لأنها تؤكد للمستهلكين أن المنتجات والعمليات والأفراد يلتزمون بمعايير جودة وسلامة محددة، مما يعزز الثقة في العلامة التجارية.
فائدة أخرى هي تحسين الجودة والسلامة، حيث تُظهر المنتجات والخدمات والعمليات المعتمدة التزامًا بالتميز ورفع معايير الجودة والسلامة. أخيرًا، من خلال تعزيز الالتزام بالمعايير واللوائح المعمول بها، تساعد الشهادات في إنشاء وتنفيذ ثقافة الامتثال داخل الصناعة، وتعزز التحسين المستمر والالتزام الواسع بأفضل الممارسات.
أضاف الدكتور فوبي: "هناك عدة أسباب تجعلنا نعمل كمستشار موثوق للمنظمين والصناعات والأسواق. لأكثر من 150 عامًا، بنينا سمعة قوية للعمل كطرف ثالث مستقل، مما يعني أننا نظل دائمًا غير متحيزين تمامًا، مما يضمن أن تقييماتنا وشهاداتنا تعتمد فقط على الامتثال للمعايير المعمول بها. لقد كان خبراؤنا نشطين بشكل كبير في تطوير المعايير وإجراء الفحوصات وإجراء عمليات التدقيق عبر بلدان وصناعات متعددة، مما يسمح لنا بالتنقل في تعقيدات المعايير المختلفة في المناطق المختلفة. تاريخنا الطويل يجعلنا أقدم من العديد من الدول نفسها، مما يمنحنا رؤية لا مثيل لها في تطور المعايير العالمية والمحلية."