رحلة اكتمال لوحة!

نشر بوساطة سمية الدريس في الرياض يوم 24 - 10 - 2024

يلعبُ الفنان التشكيلي أدواراً عديدة في رحلة اكتمال لوحة! إذا يعمل على الضوء واللّون بقدرِ ما يُتوّجُ على صَدر العمل كائنُاً ابتكارياً أو زاويةً خلاقة، مصوراً حكايةً صغيرة بحبكة مختارة وزمنِ مُطلق . في ضيافة مُتكأ يراقصنا التشكيلي ميرزا عبر كائناتِه المتمايزة بإيماءاتها الجسدية العبقرية والغامضة معاً، كما لو أنها تتورعُ عن الظهور ولا تود العثور عليها! كإرث قديم يحملُ كثافة عاطفية وتاريخاً دقيقاً.
في هذا العمل يُوقد لنا ميرزا شرارة الجَمال من خلال عملة المتوهّج نحو مسؤولية المعرفة، نحو مفهوم أن تعرف، فيا لهُ من بؤس أن تعرف لوحدك حقيقة غامضةً بوزن الذهب، فعوضاً عن أن يأكلها الصدأ تخشى أن تتفجر كنيزك حارق. ففي الصدر يلتهب الضوء حيث القلب سيد الحدس ورب المعرفة. وفي محطة الساق اليمنى يستدعي معنى أن لا تكون مرئياً مناديًا ما تملكُه ان يخفُت كلُغز أبديّ. فكائننا المنشود يظهرُ بين تردُداتٍ متضادة، الجهل والمعرفة، الميلُ والاستقامة، اللّهب والعتمة.
عملُ نابض ألقى علي سحراً كيميائيّاً، فظننت أن هذا ما تبدو عليه أجسادنا عندما نمتلئ بالسِرّ والفهم، كما لو أننا نزخَرُ بالأسرار والجَلاء في ليل حالك، أو بصورة عكسية يهمدُ ما حولنا من هول ما نُدركه. عملُ حيّ شَعرتُ لحظة لقائي بهِ بالحركة والترنح، في مقصد أن يفوتك أو أن تعرف، أن تخفت أو تضيء.