نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي, اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2024 01:39 صباحاً
نشر بوساطة عذراء الحسيني في الرياض يوم 01 - 11 - 2024
أكدت الدكتورة منى مرعشلي، اختصاصية علم النفس والتربية، أن الإفراط في السعي لتحقيق تربية مثالية للأطفال قد يؤدي إلى «الاحتراق النفسي» لدى الآباء والأمهات، وهي ظاهرة متزايدة تشكل عبئاً كبيراً على الصحة النفسية للأهل وتؤثر سلباً على البيئة الأسرية ككل. وأوضحت مرعشلي أن هذا الاحتراق النفسي يحدث تدريجياً ويبدأ غالباً باستثمار الأهل وقتاً وجهداً مفرطاً لتحقيق حياة مثالية لأطفالهم، مما يُشعرهم باستنزاف طاقتهم ويخلق لديهم شعوراً دائمًا بعدم الرضا عن دورهم كآباء.
وشرحت أن الآباء والأمهات في هذه الحالة يضعون معايير صارمة على أنفسهم تتعلق بتربية أبنائهم، ويركزون كل اهتماماتهم على راحة أبنائهم وتلبية احتياجاتهم بلا حدود، وذلك تجنباً لتكرار أي أخطاء وقعت في تربيتهم الشخصية. إلا أن هذه الضغوط النفسية المتزايدة تدفع الأهل إلى إهمال احتياجاتهم الخاصة، ما يجعلهم في حالة من الإرهاق المستمر.
وأشارت مرعشلي إلى أن الأهل في المرحلة التالية يبدؤون بالشعور بالإحباط، خاصة عندما لا يحصلون على النتائج المرجوة من أبنائهم أو لا يجدون تقديراً واضحاً لتضحياتهم. هذا الإحباط، وفقاً للدكتورة مرعشلي، يدفعهم إلى مضاعفة جهودهم أملاً في تحقيق الصورة المثالية التي يتخيلونها، فيستمرون في تقديم المزيد من التضحيات على حساب حياتهم وراحتهم الشخصية. ونتيجة لذلك، يصبح الأبناء محور حياتهم بالكامل، ويغرق الأهل في الشعور بالذنب ولوم الذات لعدم وصولهم إلى المثالية المرجوة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى استنزاف كامل لطاقة الوالدين.
وأضافت أن هذه الظاهرة تتفاقم وتؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية، حيث يصبح التوتر سائداً بين الزوجين، وتتدهور العلاقة بينهما، ويشعر كلا الوالدين بالعزلة وكأنهما ضحيتان للضغوط المستمرة. وبيّنت مرعشلي أن هذه الحالة ليست نادرة، حيث تُظهر الدراسات أن 5-8% من العائلات تعاني من الاحتراق النفسي المرتبط بالتربية المفرطة، ما يجعل هذه الظاهرة تستدعي الانتباه والتحذير.
ودعت مرعشلي إلى ضرورة اتباع نهج متوازن في التربية، حيث ينبغي للأهل أن يدركوا أن المثالية ليست الهدف المطلوب، وأن الأبوة والأمومة الناجحة تعتمد على المرونة والصبر، وليس على السعي للكمال. وأكدت على أهمية الدعم العاطفي المتبادل بين الوالدين، بحيث يستمع كل طرف إلى مشكلات الآخر ويتفهم تحدياته، ويعبر عن تقديره لجهود شريكه. وشددت مرعشلي على أن تقديم العاطفة والتفهم والدعم النفسي بين الزوجين أمر حيوي للصحة النفسية للأسرة ككل، حيث يساعد على حماية الأهل من الوقوع في فخ الاحتراق النفسي، ويضمن بيئة أسرية صحية ومستقرة لأطفالهم.
أخبار متعلقة :