نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النهضة العمرانية في قاموس أرامكو السعودية, اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 10:26 صباحاً
نشر بوساطة نبيل بن عبد الله الجامع في الرياض يوم 28 - 11 - 2024
أن تكون جزءًا فاعلًا في مجتمعك هو، ولا شك، مصدرٌ للفخر والاعتزاز، فهو دليلٌ على إسهامك في كتابة التاريخ الذي يحكي عراقة هذه الأرض الطيبة التي تنتمي إليها، ويدون اسمك بحروفٍ نورْ كشاهدٍ على مراحل نهضتها العمرانية المستمرة حتى يومنا هذا. وأرامكو السعودية، التي رسخت وجودها على مدى عقود كمحركٍ رئيسٍ للتنمية في المملكة، كانت ولا تزال دائمًا سباقة في تقديم كل ما يدعم الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي، ولا سيما في المجالات التي تتلمّس احتياجات الشرائح المختلفة في المجتمع بداية بموظفيها.
قبل أكثر من 7 عقود، بدأت أرامكو السعودية أولى خطواتها في مسيرة رائدة لدعم النهضة العمرانية في المملكة ببرامج مدروسة شكلت منعطفًا تاريخيًا في هذا المجال، حيث وقّعت أولى اتفاقيات برنامج تملّك البيوت في عام 1951، لتقدم من خلاله قروضًا ميسرة لموظفيها لبناء أو شراء بيوت بالقرب من مناطق أعمالها. فكانت وهي تقوم بذلك إنما تؤسس لبنًى تحتية متينة في المناطق المحيطة بها.
وفي عام 1956بدأت الشركة المراحل الأولى لإنشاء حي سكني بمدينة الدمام، ثم تطور البرنامج بعد ذلك ليتجاوز المفهوم التقليدي للإسكان ويواكب تطلعات المستقبل عندما أطلقت الشركة مشروع "أجيال" السكني في عام 2012، والذي يُعد أكبر مشاريع تملُك البيوت في تاريخ أرامكو السعودية بمساحة أكثر من 10 كيلومتر مربع. وهو أول مشروع للبنية التحتية في الشرق الأوسط يحصد جائزة "إنفيجن العالمية للاستدامة" من معهد البنية التحتية المستدامة في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
هذا المشروع ليس مجرد حي سكني، بل أيقونة ورمزًا للتقدم والابتكار، وقد جذب أنظار وزراء الإسكان العرب الذين أشادوا به خلال مؤتمر ومعرض الإسكان العربي الرابع بالرياض في عام 2017، كمبادرة رائدة غير مسبوقة في العالم. والقيمة الكامنة للمشروع تتجلّى في مراعاة أعلى المعايير العمرانية والبيئية فضلًا عن دعم الاستقرار الاجتماعي لموظفينا وأفراد عائلاتهم، مما يسهم في تحسين الجودة النوعية لحياتهم، ويعزز في الوقت ذاته صورة شركتنا من حيث التميّز والمسؤولية الاجتماعية. ولا تتوقف هذه القيمة هنا، بل تمتد لتشمل جوانب أخرى، فإن إنشاء هذه الأحياء السكنية بالقرب من مناطق العمل يشكل عنصر جذبٍ مهمٍ لاستقطاب الكوادر السعودية المؤهلة بما يكفل استقرارها واستمرار عملها بالشركة.
ومشروع "أجيال" في مجمله هو مزيجٌ موزون بعناصره الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، متماسكٌ باهتمام الشركة وهدفها باستيفاء أعلى معايير التنمية المستدامة ومتطلباتها. ولم تدخر أرامكو السعودية جهدًا في تصميم المشروع بحيث يتمتع ببنية تحتية متكاملة بأعلى المواصفات العالمية، ويوفر لسكانه أجود أنشطة الترفيه مع مسارات مؤهلة لممارسة رياضة المشي في الحدائق العامة ومرافق تجارية وأسواق مركزية وغيرها من الخدمات المساندة، وفي مقدمتها المرافق التعليمية التي تعتمد أساليب التعليم الحديثة. أضف إلى ذلك البنية التحتية المتطورة لأنظمة الاتصالات والألياف البصرية، وتقنيات ترشيد استهلاك المياه سواء داخل المنازل أو في ريّ المساحات الخضراء في الحي، وكذلك سهولة التنقّل، ما يجعله متوافقًا وبشدة مع أهداف برنامج جودة الحياة.
لم يتوقف تميز مشروع "أجيال، الذي تم تنفيذه في مرحلتين، عند التصميم والبناء، بل تُوّج بحصول أرامكو السعودية على خمس شهادات ماسية خلال حفل تكريم المشاريع الحاصلة على شهادة مستدام "أجود" الذي تم تنظيمه في الرياض، مؤخرًا، برعاية وزارة البلديات والإسكان ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة. فحصل مشروعان في (أجيال1) وهما المجاورة الأولى والثانية، على الشهادات الماسية في مرحلة الإنشاء، بينما حصلت ثلاثة مشاريع في (أجيال2) وهي المجاورة الثالثة والرابعة والخامسة على الشهادات الماسية في مرحلة التصميم، ليعكس بذلك حجم الدور الذي تضطلع به أرامكو السعودية منذ عقود لتطبيق أفضل المعايير في جميع مشاريعها، وتقديم كل ما يسهم في توفير نمط حياة مثالي لموظفيها.
وعندما نتحدث عن جهود الاستدامة في المجال السكني، فإن "أجيال" يقدم نموذجًا فريدًا يعكس رؤية أرامكو السعودية حول الاستثمار في الأحياء السكنية باعتباره استثمارًا في حياة أفضل ومستقبل أكثر استدامة، من خلال تبنّي أحدث التقنيات في تطوير و إنشاء 2783 وحدة سكنية ضمن (أجيال 1) بالإضافة إلى تطوير 4294 أرض سكنية ضمن (أجيال 2) ، مع 14مدرسة مكتملة في مشروع (أجيال 1)، و 19 مدرسة مخطط لها في مشروع (أجيال 2) بما يجعل هذه البيئة السكنية أكثر معاصرة وحداثة، ونماذج تنطلق منها مدن ذكية وطنية تنافس على الصعيد العالمي.
وبالنظر إلى ما يتوفر في مشروع "أجيال" الفائز بالجوائز الماسية من أعلى معايير الجودة الإنشائية، وأنظمة البيئات السكنية الذكية فإنه تأكيدٌ على الاستجابة لرؤية المملكة الطموحة لرفع نسبة تملك الأسر السعودية للمنازل إلى 70% بحلول العام 2030، وهو في واقعه امتداد لمشاركة أرامكو السعودية طوال عقود في النهضة العمرانية لبلادنا الغالية.
*النائب التنفيذي للرئيس للموارد البشرية والخدمات المساندة في أرامكو السعودية
أخبار متعلقة :