نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جارالله الحميد.. القصّ بعيون سينمائية, اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 12:49 صباحاً
نشر بوساطة حسين الحربي في الرياض يوم 29 - 11 - 2024
في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود..
جارالله الحميد
لم يتبقّ من جار الله الحميد 1954 - 2022 م سوى «أحزان عشبة برية» كتبها في أحد مواسم الربيع. عاش 68 عامًا زاهداً في كل شيء، ونافراً من كل شيء. مثقل بالخيبات والانكسارات. منعزل على ذاته على الرغم من دوره الطليعي في حركة الأدب السعودي منذ السبعينات الميلادية. جارالله لم يكمل تعليمه ولم يستقر على وظيفة لكنه اتسم بطابع موسوعي ومعرفي جمع بين العديد من الفنون والمعارف كطبيعة الجيل الذي كانوا معه موهوبون بالفطرة، فنان عبقري، مجنون، صعلوك، مبدع، قل عنه ما شئت. يبقى قليلاً في حقه. ظل وفياً للقصة، كما كان وفياً لأعشابه البرية قصيرة الأجل، لم تُغْرِهِ الرواية مثل كُتّاب جيله. كان يرى أن القصة متعته، وملعبه، وسعادته، وموقداً لإشعال كتابة الذات دون مواربة، وأنها تحظى بجماهيرية لا تتمتع بها الفنون الأخرى. اعتبر من المجددين الأوائل للقصة، رافضاً التكرار. كان يكتب نصوصاً مغايرة عن جيله. طوّر أنماطها، ولغتها من مجموعة إلى أخرى. اكتشف عوالم بالقصة لم تكن مطروقة. كان مهموماً بالبحث عن الجديد، تأثر بكتاب الواقعية الروسية مثل دستويفسكي، تولستوي.
قال في مقدمة الأعمال الكاملة التي صدرت 2010 عن نادي حائل الأدبي: «أكتب القصة القصيرة كشيء أرغب باقتنائه داخل مجتمع تهلهلت فيه قيم الحب والمتعة التي تورثها نصوصي، إنها ليست أكثر من تساؤلات وحفر في الذاكرة الجمعية بغية الوصول إلى خلق إبداع بقدر خصوصيته ينتمي إلى العالم. والقصة القصيرة هي من أصعب الفنون؛ لأنه في داخل العمل تكنيكات متعددة. ولقد تأثرت بالسينما فجاءت معظم قصصي وهي تشبه مشاريع فيلمية. إنني إنسان أحب السلام والعدالة والوطن والناس، وهذه هي مؤهلاتي لا غير»
اعتبره الناقد محمد صالح الشنطي أحد أهم كتاب جيل المرحلة الحديثة التي وظفت تقنيات فنية جديدة في الكتابة القصصية مطالع السبعينيات الميلادية. أصدر مجموعات قصصية «أحزان عشبة برية» 1979م، «وجوه كثيرة أولها مريم»، 1984م و «رائحة المدن» 1988م و»ظلال رجال هاربين» 1998م و»ولكنه لم يكن خائفاً» 2008م.
حسين الحربي
أخبار متعلقة :