نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأناناس, اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 11:47 مساءً
قبل أكثر من 40 سنة صدّقت حكاية غريبة عن عصيرات العنب والرمان. وقد سمعتها من قريبٍ لي فلم تبارح مخيّلتي إلى اليوم، إلا أني صرت أعتبرها أكذوبة طريفة. يقول راوي الحكاية إن مصانع تعليب هذه العصيرات تشتري محصول العنب بالأطنان ثم تراكمه في ساحات موصّل إليها مواسير ثم تكلّف عمالاً أشداء أن يعصروا هذه الكميّات بطريقة غريبة، وهي القفز فوق أكوام العنب عشرات المرات حتى تتفجّر الأعناب ويخرج منها السائل ولا يبقى في الساحات إلا بذورها وقشورها، ويموج العصير العنبي في سواقي ومواسير ثم في خزاناتٍ كبيرةٍ جداً، وبعد ذلك تتم معالجة هذا السائل أو السيل بمواد حافظة ثم يوزّع إلى قوارير وعلب ويُرسل إلى الأسواق والبقالات.
وكنت ولازلت أحب علب الأناناس؛ لما فيها من عصير لذيذ، ولأن شرائح الأناناس في هذه العلب محال أن تخضع لأقدام العمّال النطاطين.. ولا حتى بأقدام ” مكانك سر”، المصطلح العسكري المعروف.
وأذكر أن بدوياً جاء إلى دكان توفيق في قريتنا وقال لتوفيق: أعطني قصعة ” عنانيص”. فقال توفيق: القصعة بشلن ونص. فقال البدوي: يا غارة الله شلن ونصف؟! قال توفيق سر معي. وقاد البدوي إلى مخزنٍ ملحقٍ بالدكان وفيه أنواع البضائع والتقط له قصعة أناناس وقال للبدوي: تشوف هذي النقشة على القصعة؟ قال البدوي: ايه. قال: اعمل لي مثلها وأنا مستعد أعطيك القصعة ببلاش.
وبما أننا نستورد قصعات الأناناس بشرائحها ونقشاتها فإنني أذكر أن الزعيم الهندي نهرو حالما استقلّت الهند عام 1948، أو قبل ذلك بعام، اجتمع مع الشركات الأجنبية التي تعمل في الهند وقال لهم أريد تزويد مصانعنا بالمكائن التي تصنع المكائن. يعني إذا كنتم تصنعون لنا مكائن خياطة فأعطونا المكائن الأساسية التي تصنع هذه المكائن، وخذوا مهلة خمس سنوات تدرّبون فيها مواطني الهند، وبعد ذلك تتركون البلاد لأهلها. فمن قبل بهذا الشرط فأهلاً وسهلاً ومن لم يقبل فمن الآن عليه أن يجمع معداته ويرحل.
لذلك صارت الهند قوية. مقارنةً بالباكستان التي كانت قبل عام 1947 جزءاً من القارة الهندية. والعملة الهندية هي الروبية. وقد رأيت، والشيء بالشيء يُذكر، في مجلة الدوحة القطريّة معلومةً تقول أن الهند فيها 18 لغة رسمية. وهذه اللغات مرسومة على العملة الهندية. فطلبت من سائق هندي شراء صرائف (أوراق بنكنوت) من فئات مختلفة وفعلاً وجدت أن الصرائف هذه عليها أسماء اللغات الست عشر التي اختارتها الهند.
وكنت ذات عام في محل قطع غيار يعمل فيه شيخ باكستاني فأخرجت له مازحا عند دفع الحساب ورقة المائة روبية الهندية فصاح باللغة العربية: هذا نجس. بطبيعة الحال لا فائدة من الجدال معه.
الهند دولة صناعية كبرى من عصير العنب وشرائح الأناناس إلى الردع النووي. وكانت إلى سنوات قريبة دولة منفتحة على كافة الطوائف والديانات.
أخبار متعلقة :