الغيلاني وطاشكندي يفوزان بجائزة أمين مدني في دورتها التاسعة

نشر في الرياض يوم 02 - 10 - 2024

يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة حفل توزيع "جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية في دورتها التاسعة" مساء الثلاثاء المقبل 8 أكتوبر 2024 في قصر سموه الكريم في حي سلطانة في المدينة المنورة.
وكانت الأمانة العامة ل للجائزة قد أعلنت في وقت سابق عن منح الجائزة في دورتها التاسعة لكل من الشيخ حمود بن حمد بن محمد بن جويد الغيلاني من سلطنة عُمان، عن موضوع "الخليج العربي وثقافة البحر والجذور التاريخية لشعوب الخليج العربية في علاقتهم بالبحر" لدوره الملموس في نشر ثقافة المعرفة بالجوانب التراثية والحضارية المرتبطة بالبحر في سلطنة عمان ودول المنطقة؛ ولكونه من الباحثين المميزين في مجال التاريخ البحري في الخليج العربي، والأستاذ الدكتور عباس صالح طاشكندي عن مجمل أعماله وبحوثه العلمية المتنوعة فيما يتعلق بشبه الجزيرة العربية وخاصة في دراساتها المرتبطة بتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة والحرمين الشريفين.
وأكد أمين عام الجائزة الأستاذ إياد بن أمين مدني على أن الجائزة تسعى بدأب لأن تظل -بإذن الله- رافداً فاعلاً في حفز العمل العلمي والبحثي والكشفي حول الجزيرة العربية بأبعاده التاريخية والآثارية والمجتمعية؛ مشاركة بذلك في الحراك الثقافي والفكري والمجتمعي الذي تنبض به، وتعيشه المملكة العربية السعودية.
وكانت الجائزة قد أُنشأت بموافقة سامية عام 1409ه، وفاز بها أربعة عشر باحثا وباحثة وجهة منذ إنشائها، وتقدم الجائزة كل عامين بمشاركة النادي الأدبي بالمدينة المنورة؛ وبتشريف سمو أمير منطقة المدينة المنورة.
وتغذي "جائزة أمين مدني" حاسة البحث والدراسة والتنقيب عن تاريخ الجزيرة العربية التي تعد منبتًا من منابت البشرية ومنطلقًا لآخر الرسالات السماوية، فضلًا عن أنها مصدر من مصادر اللغات والخطوط، وتسهم الجائزة في ربط حاضر الأمة ومستقبلها بضرورة فهم الماضي ووعي التاريخ. ودراسة مسرح التاريخ أي الجغرافيا التي ينطلق منها هذا التاريخ ممتدًا إلى المستقبل.
أهداف الجائزة
منذ انطلقت الجائزة عام 1414ه التي تبناها نادي المدينة المنورة الأدبي، وضعت نصب عينيها أهدافها المتمثلة في: دفع المزيد من الكشف الأثري والبحث التاريخي والدرس المجتمعي عن الجزيرة العربية. تحفيز النشاط البحثي ورفد الحركة الثقافية، تأصيل التراث، الإسهام في تعميق المعرفة بتاريخ الجزيرة العربية..
في هذا المضمار تشجع على أن يتنافس المتنافسون في تقديم معرفة ووعي تعنى أمانة الجائزة بتعميقها عبر دراسات وأبحاث متخصصة عن شبه الجزيرة العربية بما فيها ويحدها من بحار وصحار وآثار عربية وإسلامية.
أمانة مدني مهمة الأمانة
إذ تتصل الجائزة باسم المرحوم الأستاذ أمين مدني أول رئيس تحرير لصحيفة "المدينة المنورة"، باعتباره علمًا من أعلام "التأريخ" ومجتهدًا من أهم المجتهدين في توثيق تاريخ المدينة المنورة ومكة المكرمة وغيرها من مدن وحواضر المملكة العربية السعودية والبلدان العربية، (ويُنتظر صدور أعماله غير المطبوعة بعد). فإن الأمانة العامة للجائزة برئاسة معالي الأستاذ إياد أمين مدني، (وعضوية كل من أ.د. عبدالله بن عبدالرحيم العسيلان رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة، د.عبدالعزيز بن محمد السبيل، أ.د. حمزة بن قبلان المزيني، أ.د. عباس طاشكندي، أ.د. أحمد بن عمر بن آل عقيل الزينة).. فإن الأمانة العامة حريصة على البر به وما كان ينشده المرحوم أمين مدني، في أداءِ أمانةَ إحداثِ نهضة جادة في مجال البحث في تاريخ الجزيرة.
جائزة إلى خارج الجزيرة
وبموالاة الاهتمام بتنظيم دورات الجائزة، من بعد صدور الموافقة السامية سنة 1409ه، فقد فاز بها 14 باحثًا وباحثة وجهة علمية، جامعةً إلى نطاق باحثي الجزيرة العربية، الباحثين المتخصصين من دول عربية أخرى في شمال أفريقيا.. "لأن الجائزة ليست قاصرة على دول الجزيرة والخليج العربية بل مفتوحة للباحثين من مختلف أنحاء العالم" حسب تصريح لرئيس لجنة الجائزة أ. د. سعد بن عبدالعزيز الراشد.
دورات ومواضيع الجائزة
أول الفائزين في الدورة الأولى 1414ه - 1994م عن تاريخ المدينة المنورة: الأستاذ د. محمد العيد الخطراوي (رحمه الله) مناصفةً مع الأستاذ د. صالح لمعي مصطفى.
وخصصت الجائزة في الدورة الثانية 1416ه - 1996م لموضوعي "الموانئ في الجزيرة العربية منذ عصر الرسول محمد بن عبدالله (ص) وحتى قيام الدولة العثمانية" و"الحياة الاقتصادية في الحجاز كما تعكسها كتب الرحالة المسلمين وحتى مطلع القرن العشرين الميلادي"، تناصف الجائزة كل من د. محمد بن سعيد الشعفي، ود. محمد أحمد الرويثي.
أما جائزة الدورة الثالثة 1418ه - 1998م انفرد بها د. سعد الراشد على مجمل دراساته بموضوع "الكشف الأثري للمدن والموانئ الإسلامية في الجزيرة العربية".
ولأول مرة تختص بجائزة الدورة الرابعة 1420ه-2000م جهة مؤسسية هي دارة الملك عبدالعزيز، مع الدكتور عاتق البلادي.
و ذهبت جائزة الدورة الخامسة إلى الدكتور عبدالله العنقاوي سنة 1422ه - 2002م عن مجمل أعماله وبحوثه المكرسة لتاريخ مكة المكرمة.
والسادسة حازها كل من الدكتور عبدالرحمن الأنصاري المختص في الآثار والدكتور سعد الصويان المختص في توثيق التاريخ الشفهي.
المرأة تنال الجائزة
وللمرة الأولى في تاريخ الجائزة تفوز باحثة سعودية هي الدكتورة دلال الحربي حول موضوع (دور المرأة القيادي والاجتماعي في تاريخ وثقافة الجزيرة العربية)، مناصفة مع الدكتور مبروك الباهي عن مجمل أعماله العلمية وخصوصا المتصلة بإقليم البحر الأحمر، وذلك في الدورة السابعة 1440ه - 2019م.
الدورة الثامنة.. 1442 – 2021م حول موضوعين اثنين، أولاهما: الدراسات الوثائقية للأملاك في المدينة المنورة خلال الفترة من القرن 9 إلى 14 الهجري، الموافق بداية القرن 15 إلى 20 الميلادي. وثانيهما: الدراسات المتخصصة في الجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والاجتماعية لشخصية أو لشخصيات أو لتيارات تركت أثرها في مجتمع الجزيرة العربية في القرون التي سبقت ظهور الإسلام..
الدورة الجديدة
أما الدورة التاسعة 1446ه - 2024م فقد تقرر تخصيصها لكل من الدكتور عباس طاشكندي أول من حاز درجة الدكتوراه في علم المكتبات، والدكتور حمود الغفلاني الباحث العماني المتخصص في تاريخ البحار عن مجمل أعمالهما.
مرونة الجائزة
وإذ تتواصل الدورات وتمنح الجوائز لبحوث متخصصة أو باحثين متخصصين على مجمل أعمالهم فإنها بذلك تتسم بمرونة عالية تنم عن رغبة صادقة في تشجيع الباحثين على مواصلة جهودهم البحثية والعلمية.
رعاية دورات الجائزة..
الدورة الثامنة انعقدت برعاية أمير المدينة المنورة سابقًا (رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين حاليًا) صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي أسدى الجائزة مقترحات ضافية تعمل الأمانة على درسها. وسيرعى الدورة التاسعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة مساء الثلاثاء 8 أكتوبر 2024.