وكالة زهوة برس للأنباء

محمية الوعول.. تنوُّع فريد

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محمية الوعول.. تنوُّع فريد, اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024 02:49 مساءً

محمية الوعول.. تنوُّع فريد

نشر في الرياض يوم 10 - 10 - 2024


يمثل إعلان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية إدراج محمية الوعول في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) باعتبارها أول محمية سعودية تحصل على هذا الاعتراف العالمي، إنجازاً تاريخياً يؤكد جهود المملكة الرائدة في إدارة وحماية المناطق المحمية وفق أفضل الممارسات العالمية، وحماية التنوع البيولوجي وتعزيز التنمية المستدامة، وهو ما يتواءم مع تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء والاستراتيجية الوطنية للبيئة.
ويهدف برنامج القائمة الخضراء الذي يسعى الى تحسين أداء المناطق المحمية للمساهمة في الحفاظ على الطبيعة وضمان تقديم المنفعة الى أصحاب المصلحة، إلى زيادة عدد المناطق المحمية وتطوير إدارتها للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتفعيل الاتفاقية العالمية للتنوع البيولوجي.
ويستهدف البرنامج تحقيق وتعزيز مناطق محمية فعالة من خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات وتوفير معيار للتقدم نحو إدارة فعالة وعادلة، وضمان تحقيق نتائج ناجحة في مجال حماية القيم الرئيسية للمنطقة المحمية.
معايير ومؤشرات
تتكون القائمة الخضراء من أربعة محاور، هي: الحوكمة، والتصميم والتخطيط السليم للموقع، والإدارة الفعالة، والنجاح في تحقيق نتائج الحفاظ على المنطقة المحمية.
وقد وُضع لهذه المحاور 17 معياراً و50 مؤشراً .
ورغم أن هناك ما يزيد عن 300 ألف منطقة محمية حول العالم، إلا أنه لم تحقق من بينها سوى 71 منطقة محمية المعايير المطلوبة ليتم تسجيلها ضمن القائمة الخضراء.
وتشمل معايير محور الحوكمة: ضمان قانونية الموقع، وتحقيق الشفافية والمساءلة، ومرونة حوكمة الموقع للتعامل بنهج الإدارة التكيفية.
بينما تشمل معايير محور التصميم والتخطيط السليم للموقع: تحديد وفهم قيم الموقع الرئيسية، وتصميم الموقع، وفهم التهديدات والتحديات التي تواجه الموقع، إلى جانب فهم السياق الاجتماعي والاقتصادي.
فيما تشمل معايير محور الإدارة الفعالة للموقع: تطوير وتنفيذ استراتيجية الإدارة طويلة المدى، وإدارة الموقع (وفق اجراءات واستراتيجيات الحفاظ على قيم الموقع)، ومراعاة السياق الاجتماعي والاقتصادي، وإدارة التهديدات، وتطبيق الأنظمة واللوائح بشكل فعال وعادل، وإدارة آلية دخول واستخدام الموارد في الموقع، إلى جانب معيار قياس النجاح.
أما معايير محور النجاح في تحقيق نتائج الحفاظ على المنطقة المحمية فتشمل: إثبات عملية الحفاظ على القيم الطبيعية الرئيسية للموقع، وإثبات عملية الحفاظ على الخدمات البيئية الرئيسية فيه، وأخيراً إثبات عملية الحفاظ على القيم الثقافية الرئيسية للموقع.
وتُعد معايير القائمة الخضراء أفضل المنهجيات العالمية لتوفير حماية فعالة وشاملة للنظام البيئي، وهي توفر دليلاً لمساعدة مشاريع حماية البيئة على تحقيق نتائج مستدامة في مختلف المناطق المحمية، ويتيح اتباع المعايير المحددة الفرصة للمنظومات البيئية للإسهام في تعزيز البيئة والقائمين عليها.
اعتراف عالمي
وتمثل القائمة الخضراء اعترافاً عالمياً بنجاح برامج المنطقة المحمية بعد التحقق من صحة وسلامة إدارة الموقع من قبل خبراء مستقلين، وهي تساهم في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات، وضمان قدرة الأنظمة البيئية على البقاء واستدامة تقديم الخدمات والمنافع للمجتمعات المستفيدة، مع زيادة مساحة المناطق المحمية التي تدار بفاعلية، وصولاً الى ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وذلك في ظل ما تملكه المحمية من تنوع يعكس الثراء البيئي والأحيائي فيها بما يجعلها موقعاً طبيعياً متميزاً على المستوى الإقليمي والعالمي، كما يعزز إدراج المحمية ضمن هذه القائمة من مكانتها على الصعيد الدولي، ويسهم في تطوير برامج الحفظ والتنمية المستدامة في المنطقة.
فاعلية الرؤية والمبادرة الخضراء
ويجسد الاعلان عن إدراج المحمية في القائمة الخضراء التزام المملكة في حماية الحياة الفطرية والحفاظ على النظم البيئية وعملها المستمر لحماية 30% من مساحة المملكة براً وبحراً بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، وهو ما يعكس فاعلية خطة منظومة المناطق المحمية التي أطلقها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والتي يضمن تنفيذها حماية التنوع البيولوجي، مما يساهم في الإدارة المستدامة للمناطق المحمية والموائل الطبيعية.
كما يعكس هذا الإنجاز ثمرة التعاون بين المنظمات الوطنية والدولية لحماية الطبيعة ومواجهة التحديات البيئية، وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية الموارد الطبيعية..
إدارة مستدامة توافق المعايير الدولية
وكان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قد أكد خلال الإعلان عن خطة منظومة المناطق المحمية في المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد الدولي لصون الطبيعة لدول غرب آسيا على دوره في الإدارة المستدامة المتوافقة مع المعايير الدولية لحماية التنوع الأحيائي والالتزام بالممارسات الدولية البيئية لتحقيق الأهداف المشتركة، حيث يسعى المركز لمواءمة عمل المنظومة الوطنية للمحافظة على التنوع الغني والمتميز والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في المملكة مع المستهدفات العالمية من خلال تطبيق أفضل المعايير والممارسات الدولية، بما يعكس مضي المركز في جهوده التي يعمل من خلالها مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والمنظمات العالمية الأخرى لتعزيز ريادة المملكة في مجال الحفاظ على البيئة.
محمية الوعول: تنوُّع فريد
تأسست محمية الوعول عام 1408ه/1988م، وتبلغ مساحة المحمية 1,840.9كم2، وتقع في المنطقة الوسطى جنوب الحريق وغرب حوطة بني تميم، وتبعد عن الرياض180كم؛ وهي عبارة عن هضبة كبيرة وعرة ضمن سلسلة جبال طويق يتخللها العديد من الأودية والشعاب وبعض المناطق الرملية، ويصل ارتفاع الحواف الغربية للجبال فيها إلى 1097م، وهي ضمن ثلاث محميات في منطقة الرياض.
تكثر في محمية الوعول أشجار الطلح والسمر والسلم والسدر والغضى، خاصة في أوديتها، وتنتشر الشجيرات والأعشاب والحشائش، وتنمو بشكل جيد بعد هطول الأمطار، ومن الكائنات التي تعيش فيها الوعول والذئب العربي والوبر، وكذلك الثعالب، وأنواع عدة من القوارض والطيور التي من أهمها الحجل الرملي، والعقبان والنسور إضافةً إلى أعداد متنوعة من الزواحف والأفاعي والسحالي.
كما أُعيد توطين أعداد من ظبي الأدمي في المحمية عام 1410ه/1990م، إلى أن تأقلمت مع طبيعة المنطقة وتنامت بشكل جيد.
إشراك المجتمع المحلي
حظيت محمية الوعول بمجلس إشرافي دشنه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالتنسيق مع إمارة منطقة الرياض بمحافظتي حوطة بني تميم والحريق، ضمن برامج المركز لإشراك المجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة في رفع مستوى الإدارة الفعالة في المحمية وفق المعايير الدولية.
حيث يتيح هذا المجلس للمجتمع المحلي المجاور للمحمية الإسهام في تقديم المقترحات لتطوير برامج الحماية والمحافظة على التنوع الأحيائي بالمحمية بما يعزز التميز التشغيلي والحوكمة ورفع الفعالية والكفاءة في المناطق المحمية الى جانب أثرها في المجتمعات من خلال الانتفاع المستدام من موارد المحمية، وهو ما يتوافق مع أفضل الممارسات الدولية التي تشجع مشاركة المجتمعات المحلية في برامج الحماية والمحافظة على الموارد الطبيعية في المناطق المحمية وتحقيق الاستغلال المستدام للموارد مع بقاء انتماء المجتمعات المحلية لهذه المناطق.
الجدير بالذكر أن القائمة الخضراء انطلقت عام 2008م وتم إعلان أول قائمة لمحمياتها عام 2014م حيث ضمت 25 موقعاً، وهي برنامج عالمي أطلقه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة لتحديد وتكريم المناطق المحمية التي تتمتع بإدارة فعالة وعادلة.




أخبار متعلقة :