وكالة زهوة برس للأنباء

المقاهي الأدبية

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المقاهي الأدبية, اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024 10:24 مساءً

المقاهي الأدبية

نشر بوساطة راشد السكران في الرياض يوم 10 - 10 - 2024


تلعب المقاهي الأدبية الثقافية دوراً محورياً ومهماً في تحريك المشهد الثقافي وفي مجال عموم الثقافات والآداب والفنون، ولأن الثقافة أسلوب حياة، تسعى وزارة الثقافة من خلال «مبادرة الشريك الأدبي» إلى عقد شراكات أدبية مع المقاهي التي تعمل على ترويج الأعمال الأدبية بشكل مبتكر وأقرب المتناول المجتمع، مما يسهم في رفع الوعي الثقافي بشكل مباشر.
واستهدفت المبادرة زوار المقاهي بتقديم فعاليات ومساهمات أدبية وثقافية لهم، تثري زيارتهم للمقهى وتجعل منها تجربة ثقافية مختلفة، وتمكنهم من التفاعل مع القطاع الثقافي، وخصت الشركاء الفائزون بجوائز يتجاوز مجموعها 1,000,000 ريال سعودي، وتهدف المبادرة في الآتي جعل الثقافة أسلوب حياة، وتعزيز قيمة الأدب في حياة الفرد، ودعم انتشار الكتاب السعودي محلياً وعالمياً، وتعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص والثالث في النهوض بالقطاع الثقافي، وإلهام الأفراد للإنتاج الأدبي والثقافي.
وأنواع المبادرات المتاحة في الشريك الأدبي هي؛ فعاليات مناقشة الكتب، استضافة نوادي القراءة، ركن الأديب الصغير، دعم الأديب السعودي من خلال تخصيص زاوية أو رفوف لكتب الأدباء السعوديين وتحديثها بشكل مستمر، مساهمات مبتكرة، مثل: الأكواب، فواصل الكتب التصميم الداخلي.
دعم ومؤازرة
وبتوجيه من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، تدعم الوزارة إتاحة المكتبات العامة والمراكز الثقافية ومقرات الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون لإقامة الفعاليات التابعة للمنظمات الجديدة، ودعت وزارة الثقافة المهتمين للتقدم إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لإنشاء مؤسساتهم الأهلية، وجمعياتهم الأهلية، والتعاونية، في حقول الأدب، والنشر، والترجمة، والمكتبات، والتراث، والمتاحف، والمسرح والفنون الأدائية، والموسيقى، والأفلام، والأزياء، والطهي، والعمارة والتصميم، والفنون البصرية.
وتعمل وزارة الثقافة على عدد من المبادرات الداعمة للمنظمات الثقافية غير الربحية، وتستهدف توسيع نطاقات الممارسة المحترفة، والهواية، والتطوع، في مجالات الثقافة والفنون؛ بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030م، والاستراتيجية الوطنية للثقافة.
شريك أدبي
ولوزارة الثقافة تجربة فريدة من نوعها، وتحدث الكاتب سعد الأنصاري عبر مقاله في "الرياض" عن تجربته مع المقاهي الأدبية بالمملكة قائلاً: تجربتي الثقافية مع المقاهي الثقافية؛ بدأت باهتمامي بالثقافة من خلال اهتمامي بالكتاب بالقراءة، وكانت إحدى أقدم المكتبات بالرياض وجهتي اليومية للقراءة والاطلاع والبحث، وجاءت فرصتي الأكبر عندما جسدت فكرة الشريك الأدبي، وفي إحدى الأمسيات التقيت بالمشرف على المقهى الذي قدمت فيه أمسية ثقافية ودار بيننا حديث وترتب عليه دعوتي من قبل هذا المشرف المثقف لأكون ضيفاً في أمسية قادمة بعنوان "الأدب السعودي المعاصر"، وكانت هذه الأمسية انطلاقتي الأولى والحقيقية مع الشريك الأدبي والمقاهي الثقافية، ومن ثم واصلت التجربة التي شغفت بها، أيضاً أشرفت على أمسيات بالمقاهي نالت إعجاب الكثيرين من رواد تلك المقاهي، وكان لها أثر واضح في المشهد الثقافي العام شجعني على المواصلة، ويعود السبب في ذلك كونها مواضيع مبتكرة ولم يسبق طرحها من قبل وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ صلة الأديب محمد رجب البيومي بالمثقفين السعوديين، والتي كان ضيفها الدكتور عبدالله الحيدري، وأيضا لقاء مع الأديب هاشم الجحدلي الذي حل ضيفاً لدينا بأحد المقاهي بالرياض وكذلك كان للشعر دوره مع الشاعر جاسم الصحيح وغيرهم.
وهذا التنوع هو ما أسهم بشكل مباشر في تحقيق رغبات الجمهور والمجتمع الذي أصبح يرتاد المقاهي بشكل يومي ويجد ما يحقق رغبته وهدفه.
أخيراً يظل دور الشريك الأدبي محوراً هاماً ويعول عليه في إيصال الرسالة الثقافية والأدبية والفنية نحو كل المجتمع السعودي على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية.
تجربة الأندية
ورأى د. خالد الخضري في مقاله في "الرياض" أن تجربة الأندية الأدبية في المملكة شكلت مرحلة مهمة، امتدت لما يقارب 50 عاماً، بعد أن قام مجموعة من رواد الأدب في مدينة جدة من الرعيل الأول في تقديم خطابات للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- بطلب إنشاء نادٍ أدبي يمثل مقراً رسمياً لاحتواء أنشطتهم الأدبية، وبعد صدور الموافقة من الأمير، تشجع أدباء مدن أخرى لتكرار الطلب، وانطلق ما يقرب 12 نادياً أدبياً في البداية، ثم تضاعفت إلى 24 نادياً، واستمرت في تقديم نشاطات أدبية كالمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والقصة، وإصدار المطبوعات والكتب، وكتب الدراسات النقدية، وبعض الأندية طورت نشاطها في إصدار مجلات ثقافية دورية، والبعض الآخر منها طور فعالياته بأن أصبح يقيم ملتقيات أدبية، لتطلق على نفسها النادي الأدبي الثقافي، مضيفاً أن فكرة أن يكون هناك أندية أدبية قبل 50 عاماً، كانت مناسبة جداً للمرحلة تلك، وظهر معها تأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون المتقاطعة مع الأندية الأدبية في اهتمامها، مشيراً إلى أنه مع بداية الألفية الجديدة بدأت تظهر للسطح أسماء تنادي بتحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية، والاقتباس من التجربة المصرية "قصور الثقافة" التي تتميز بالشمولية، حيث تتعدد بها الأنشطة بين مسرح وسينما وفنون موسيقية وطربية، بمعنى أن يصبح الأدب جزء من المنظومة الثقافية، وليس كل ما نقدم من ثقافة.
تقليدية ماضية
وتابع د. خالد الخضري قائلاً: كنت ممن ناديت بذلك بحكم عملي في أحد الأندية الأدبية في المملكة لعدة سنوات ولمست فعلاً، كما يظهر للجميع تقليدية الأندية الأدبية فيما تقدم، وعدم مقدرتها على استقطاب جمهور من داخل النخب الثقافية أو الأندية، لكونها انحصرت في شللية معينة، ذات مصالح مشتركة، مغلقة بذلك الباب على القلة القليلة من أدباء المنطقة التي يوجد بها النادي، متذكراً عندما خاضت الأندية الأدبية تجربة الانتخابات قبل 10 سنوات، أيضاً لم تنجح التجربة، وظل الحال على ما هو عليه، وعادت إلى أنشطتها التقليدية، وإصدار كتب يخضع جزء كبير منها للمجاملات، وتظل النسخ في المستودعات، حيث لا تسمح لائحة الأندية الأدبية بالبيع وإنما بتوزيعها هدايا مجاناً، أو إعطاء كافة النسخ للمؤلف الذي يجد نفسه في مأزق عدم القدرة على توزيع كتابه، لتبدأ مأساته في التخزين، واعترف لي أحد أصدقائي المؤلفين، بأنه قام بتوزيع عدد من النسخ كهدايا لبعض المكتبات وعدد من أصدقائه، مؤكداً على أنه كانت الأندية الأدبية تجربة استنفدت طاقتها مع منتصف التسعينيات من القرن الماضي، ثم أصبحنا بحاجة ماسة لتشكل جديد لمفهوم الثقافة وتقديم الثقافة السعودية عبر مجالاتها المتعددة وليس من خلال الأدب الذي يمثل نشاطاً نخبوياً صرفاً ومحدود الجمهور والمتابعين.
شريك ثقافي
وأشاد د. خالد الخضري بجهود وزارة الثقافة التي عملت على إعادة صياغة كل ذلك لتختلط بالناس عبر مشاريع متنوعة وجميلة على رأسها الشريك الثقافي، مضيفاً أن فكرة المقاهي الثقافية ليست جديدة، بل إنها متجذرة في التاريخ الثقافي، وفي المملكة يمكن لأي صاحب مقهى لديه رغبة واهتمام بالثقافة والأدب أن يحصل على ترخيص من الوزارة كشريك ثقافي، ليقدم أنشطة ثقافية وأمسيات أدبية تصاحبها في كثير من الأحيان أنغام الموسيقى، أو يتخللها بعض العزف والغناء، ليحد من جمودها، إذن نحن أمام تشكل جديد جدير بالالتفات إليه، وتحية لوزارة الثقافة وما تقوم به من جهود في ظل رؤية المملكة 2030.
نوعية ومختلفة
وسبق أن نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة لقاءً افتراضياً خاصاً بعنوان "مبادرة الشريك الأدبي"، لمناقشة تحديات المبادرة وسبل معالجتها، وتعزيز التواصل بين الهيئة والشركاء الأدبيين، وطرح سبل التعاون مع المؤسسات والقطاع غير الربحي، والمبادرة حققت الكثير من أهدافها المرجوة لجعل الثقافة أسلوب حياة في المجتمع، من خلال تعزيز قيمة الأدب والثقافة في حياة الفرد، وأبرزت دور مؤسسات القطاع الخاص والثالث في النهوض بالقطاع الثقافي، وتطرق الشركاء الأدبيون إلى أهم الملحوظات والمقترحات الفاعلة لتطوير المبادرة في نسختها القادمة، حيث خُصصت مساحة واسعة لمداخلات عدد من الشركاء الأدبيين وطرح آرائهم، وعرض تجاربهم الخاصة بالمبادرة، إضافة إلى مناقشة الخطط التطويرية للمشروع، واتفق الحضور على أن النسخة الحالية من المبادرة نوعية ومختلفة، وأنها حققت النتائج المرجوة منها.
قاعدة بيانات
وسهلت وزارة الثقافة وصول الجمهور المحلي والدولي إلى قاعدة بيانات شاملة للقطاع الثقافي السعودي بأصوله وبُناه التحتية، ومؤسساته، وآثاره ومنجزاته، عبر المنصة الإلكترونية "بوابة الثقافة"، والتي تغطي الأصول الثقافية بمختلف القطاعات الثقافية، وتُشرك المجتمع في رصدها ورفع كل ما يتعلق بها على هذه المنصة عبر الرابط الإلكتروني: https://culturalhub.moc.gov.sa/.
وتتيح المنصة للمستخدمين استعراض أنواع مختلفة من صور الأصول الثقافية ووصفها وموقعها، واستكشاف المواقع التاريخية والثقافية عبر خريطةٍ تفاعلية، إلى جانب التصفح والبحث في سجلٍ ثقافي يضم جميع المسارح، والمكتبات، والمتاحف، إلى جانب استكشاف مجموعات القطع الأثرية الثقافية، ومجموعات المخطوطات، والفن الصخري، والنقوش وغيرها من الأصول الثقافية التي خُزنت رقميًّا، فضلًا عن إمكانية مشاركة الأفراد أصولهم الثقافية مع المجتمع الثقافي عبر مدونة بوابة الثقافة، وتأتي منصة "بوابة الثقافة" في إطار سعي الوزارة إلى جمع الموارد الثقافية السعودية في منصةٍ واحدة؛ ليستفيد منها المتلقي والراغب في رصد الحراك الثقافي ومتابعة نشاطه، إلى جانب ما تسعى له الوزارة من خلق منصة رقمية شاملة، وجامعة لمختلف الأصول الثقافية في المملكة؛ لحفظ الثروة الثقافية السعودية ونشرها محليًّا ودوليًّا، وتمثل هذه المنصة واحدةً من المنتجات التي تقدمها وزارة الثقافة لدعم مشروع النهوض بالقطاع الثقافي، وتعزيز حراكه ونشاطه في الاتجاهات المعرفية والمجتمعية، وذلك لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة في جعل الثقافة نمط حياة للمجتمع، وزيادة مساهمتها في الناتج الاقتصادي الوطني، ورفع مستوى تأثيرها في تعزيز مكانة المملكة على المستوى الدولي، وذلك لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية.
الشراكة الأدبية تنعش المجتمع
النوادي الأدبية حياة مجتمعية




أخبار متعلقة :