وفي كلمته الافتتاحية "التأطيرية" لاعمال المؤتمر، أكد الدكتور العيسى، أنَّ المؤتمر يأتي لتذاكُر دلائل الإيمان، ولتعزيزه في القلوب المؤمنة من جهة؛ وليُواصِلَ أهلُ العلم والإيمان هزيمةَ الإلحاد من جهة أخرى.
وأشار معاليه إلى ما يتميز به هذا الكون البديع من تصميمٍ أوصل بعض علماء العلوم المادية، مثل آينشتاين، إلى قناعة بأنَّ قوانين الكون لها سلطة تدير الكون، مبينًا أنَّ آينشتاين اضْطُر إلى ذلك بسبب حقائقَ صادمةٍ للفكر العدمي، مع أنه لم يكن باحثًا عن وجود الخالق جلّ وعلا، لكنَّ تلك الحقائقَ أنطقته كما أنطقت غيرَه.وفي ختام كلمته، نبَّه الشيخ العيسى إلى جملة من الأمور المتعلقة بالتصدي لشبهات الإلحاد، أهمها: ألا يتصدَّى لذلك إلا المختصون الراسخون، إضافة إلى ضرورة التصدي بخطابٍ يفهمه الجميع ويَقْبلون بمُسَلَّماته المنطقية المشتركة.
بعد ذلك توالت الكلمات الإرشادية للمتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بمشاركة كل من: معالي الرئيس العام للرابطة المحمدية لعماء المغرب الدكتور أحمد عبادي، ومعالي رئيس مجلس الإمارات العربية المتحدة للإفتاء الشرعي الشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، ومعالي وزير الأوقاف المصري السابق عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد مختار جمعة، ومعالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب مصطفى سانو، وفضيلة مفتي الديار المصرية السابق عضو مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي الدكتور شوقي علام ، ورئيس منظمة الإيسسكو الدكتور سالم المالك، وأستاذ كرسي اليونسكو للتعددية الدينية والسلام، في سابينزا بجامعة روما، البروفسور ألبرتو ميلوني، ومعالي الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى في المغرب محمد يسف، ورئيس أسقفية الرباط الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، وعدد من الشخصيات الدينية والفكرية والمبرزين في الدراسات ذات الصلة.
وشهد اليومُ الأول للمؤتمر عقدَ جلستين علميتين تناولت الأولى محور "الإلحاد في السياق المعاصر.. عرض ونقد"، بينما تناولت الجلسة الثانية محور "الإيمان في ضوء التكنولوجيا المعاصرة.. الرهانات والتحديات".
كما شهد اليوم الأول عقد ثلاث وُرش عمل تمحورت الأولى حول "الاعتقاد والقضايا الحارقة في عالم متغير"، والثانية حول "الإيمان في عالم اليوم ووظيفية الأبعاد التمثلية والمعرفية والفكرية"، بينما تمحورت الثالثة حول "الإيمان في عالم متغير.. الأبعاد العلائقية والأنساق الاجتماعية".
وتتواصل أعمال المؤتمر غدًا الأربعاء عبر ثلاث جلسات علمية، تتناول الأولى محور "الطفرة الرقمية وظهور المؤثرين الجدد في التدين"، وتتناول الثانية محور "مكانة النظريات الفلسفية والمعرفية في تشكيل المفاهيم والتاريخ والحضارة"، بينما تتناول الثالثة محور "البناء الإيماني.. الواقع والاستشراف".
وسيشهد المؤتمر في ختام أعماله الإعلان عن وثيقة "الإيمان في عالم متغير" التي تمثل بيانًا مهمًا من النخب والرموز الدينية والفكرية العالمية حول الإيمان في مواجهة الإلحاد، مع التأكيد على وجود الاختلاف بين العقائد الدينية والفكرية في معنى الإيمان بالله، وإنما ينصب الحديث وتضافر الجهود على مواجهة الأفكار العدمية الإلحادية.
أخبار متعلقة :