وكالة زهوة برس للأنباء

«إبداعات شعرية وأدبية».. خلدها التاريخ للأجيال القادمة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«إبداعات شعرية وأدبية».. خلدها التاريخ للأجيال القادمة, اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024 08:56 مساءً

«إبداعات شعرية وأدبية».. خلدها التاريخ للأجيال القادمة

نشر بوساطة صلاح القرني في الرياض يوم 20 - 10 - 2024


إبداعات خالدة، ونصوص وأشعار فذّة، كتب لها الزمن البقاء والخلود؛ فقد طبّقت شهرتها الآفاق، ودرج على تردادها وذكرها محبّو الأدب وعُشّاق الشعر والنثر وفنون السرد. والمفارقة في هذه الإبداعات أنّ من سطّرها ومهرها بميسم إبداعه؛ هم من صغار السّن والأعمار الفتيّة التي لم تعمّر حياتيّاً طويلاً فما بالنا بأعمارهم الأدبية؟ لكنّ الزمن خير معيار لتقييم هذا الأعمال ويقول فيه كلمته الصادقة التي لا يحابي فيها ولا يمنح أحكاماً قيمية مجّانية.
رحل هؤلاء المبدعون الصغار في أعمارهم وفضائهم الزماني وبقوا كبارًا في أعين النقد والإبداع والمسيرة الأدبية الخالدة.
«الرياض» سبرت هذا التاريخ الإبداعي للمبدعين الذين لمعوا شهباً في سمائنا تاركين سيرة خالدة يقرؤها الخلود ويردّدها الزمن والأجيال على امتداد حقبه. وفي جعبة التاريخ من هؤلاء كُثر.
«طرفة بن العبد»
لم يكن لطرفة ذلك الرصيد من الشعر بسبب فترة حياته القصيرة التي عاشها، ولكنه كان مليئاً بذكر الأحداث، كما أنّه يعكس أفكاره، وخواطره عن الحياة والموت، وأهمّ ما يبرز في شعره دعوته إلى قطف الثمار قبل فوات العمر، وترك طرفة ديواناً شعريّاً كان أشهر ما فيه المعلقة، كما يحتوي على 657 بيتاً شعريّاً، والمعلقة البالغ عدد أبياتها 104 أبيات المنظومة على البحر الطويل، ومن أشهر موضوعات المعلقة: وصف الناقة، التعريف عن نفسه، ومعاتبة ابن عمه بعد ذلك، الغزل، والوقوف على الأطلال في وصف خولة، ذكر الموت، ووصيةٌ لابنة أخيه أن تندبه بعد موته، مات طرفة بعد قصته الشهيرة مع ملك الحيرة، عن عمر 26 عامًا، ولذلك سمي بالغلام القتيل.
«أبو القاسم الشابيّ»
من هؤلاء الذين وضعوا بصماتهم قبل موتهم الشاعر التونسي أبو القاسم الشابّي، قال عنه عاهل المغرب السابق الراحل الحسن الثاني: «أكلته عبقريته كما يأكل السيف غمده»، فقد توفي الشابي وهو في الخامسة والعشرين من عمره في التاسع من أكتوبر 1934، إثر مرض في القلب لم يمهله طويلاً. وبالرغم من وفاته وهو في ريعان شبابه، إلا أن اسمه بقي حياً وشعره مازال راسخاً في ذاكرة التونسيين والعرب جميعاً.
«بدر شاكر السيّاب»
يعتبر السياب من أعظم الرواد وأشهرهم لحركة التجديد التي أصابت القصيدة العربية، توفي وعمره لا يتجاوز السابعة والثلاثين، ومن خلال هذه السنوات أنجز ما لم ينجزه غيره من الشعراء.
وتعتبر أنشودة المطر من أجود وأروع ما قيل في الشعر الحديث شكلاً وموضوعاً، فهي قصيدة جمعت كل المعاني الطيبة التي يحبها الإنسان الشريف؛ ففيها الحب وحب الوطن والأرض والروح القومية. حيث تشكل هذه القصيدة مثالاً لا مثيل له من الشعر الحر أو ما سمي فيما بعد بشعر التفعيلة في الشعر العربي الحديث. يتصف النص بالوحدة الموضوعية، وهو من لون الشعر الملتزم الذي يعالج قضايا الأمة. وفيه استشراف لما يحلم به الشاعر وشعبه من تغير نحو الأفضل.
«آرثر رامبو»
ومن هؤلاء المبدعين الشاعر الفرنسي آرثر رامبو من أكبر شعراء فرنسا، رغم وفاته بمرض خطير أصابه فجأة وهو في السابعة والثلاثين من عمره، إلا أن شهرة هذا الشاعر تزداد يوماً بعد يوم، ولا يوجد الآن مثقف في أوروبا لا يعرف رامبو بل ولا يوجد محب للشعر الإنساني ودارس له إلا ويعرفه. قال عنه «بول فاليري»: «كلّ الأدب المعروف مكتوب في لغة المعنى المشترك، ما خلا رامبو، لقد اكتشف مقدرة على «التنافر المتناغم»، وإذ بلغ هذه النقطة القصوى، النقطة الحادة للإثارة الطوعية لفعل اللغة».
«فرانز كافكا»
ومنهم أيضاً الكاتب والروائي التشيكي فرانز كافكا وهو من أهم الكُتاب في ألمانيا بعد انتقاله إليها، ولكنه اكتسب الشهرة بعد وفاته بفضل صديقه القديم ماكس برود والذي كان له دور بارز في دعم ونشر إنجازاته الكتابيَّة والتي انتشرت بفضل صديقه بعد أن فارقته الحياة ومن هذه المؤلفات: قصة المسخ: كانت القصة قصيرة وهي الأكثر مبيعًا في ذلك الوقت، تم الانتهاء منها عام 1912م، ونُشرت عام 1915م، وكانت القصة مكتوبة من غرفة كافكا في الطابق الثالث واستعرضت القصة منظر الطبيعة من أنهار وجسور. رواية المحاكمة: وهي قصة نفسيَّة عرضت جنون العظمة، فكانت تلك الرواية هي الأكثر نجاحًا في أعماله، وتركز القصة على حياة الشخصيَّة جوزيف الذي كان مجبرًا على الدفاع عن نفسه ضد جريمة لم تُكشف أبدًا في الرواية ولدى القارئ أيضًا.
«ألبير كامو»
تبقى كتابات الكاتب والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو تلهم القراء والأدباء في مختلف أنحاء العالم حتى بعد ستين عاماً على وفاته. ويعد كامو من أهم الكتاب الفرنسيين في القرن العشرين. أعماله الأدبية والفكرية ترجمت إلى 75 لغة تناولت موضوعات عدة مثل الموت والعدمية والثورة والمقاومة والحرية. ودخل صاحب روايتي «الغريب» (1942) و»الطاعون» (1947) الشهيرتين، تاريخ الأدب والفكر من بابه الواسع في العام 1957 عندما أصبح الكاتب الثاني من جيل الشباب الذي يدون اسمه على لائحة جائزة نوبل للآداب، توفي في حادث سير عن عمر ناهز ال47 عاماً، مخلفاً وراءه إرثاً فكرياً ثميناً وصورة «الكاتب الأسطورة» الذي أثرى بأعماله المشهد الأدبي الفرنسي والعالمي.


أخبار متعلقة :