نشر في باب نات يوم 26 - 10 - 2024

احتضن المسرح البلدي بالعاصمة مساء أمس الجمعة العرض الأول لمسرحية للاهم" وهي من إخراج زهير الرايس عن نص لحبيب وأداء الثنائي كوثر الباردي وريم الزريبي وكوريغرافيا رشدي بلقاسمي، وإنتاج شركة "إيفانتس تونيزيا".
وتجتمع الممثلتان ريم الزريبي وكوثر الباردي في عمل ثنائي للمرة الأولى بعد أن جمعتهما عديد الأعمال المسرحية الجماعية الأخرى لا سيما ضمن فرقة مدينة تونس. وتدور أحداث مسرحية "للاهم" حول امرأتين تعملان في فرقة موسيقية لتأثيث حفلات الزفاف، يدور بينهما حوار طريف وساخر حول قصة كل منهما في علاقة بالذات وبالمجتمع، ومنها يتم تسليط ابضوء على عديد القضايا الاجتماعية والثقافية.
...
هذا العمل الجديد الذي اختير له عنوان "للاهم" ينتمي إلى مسرح "الفودفيل" وهو تكريم للمرأة التونسية الكادحة في المقام الأول، فمصطلح "للاهم" أو "للّا" في اللهجة التونسية يفيد قدسية المرأة ويرفع من شأنها ومكانتها ويعبر عن الاحترام والتقدير للمرأة.
بالغناء وأجواء الأعراس التونسية انطلقت أحداث مسرحية "للاهم"، امرأتان كادحتان من أجل لقمة العيش تملآن المكان فرحا وبهجة واحتفالا وهما عنوان للأفراح والمسرات تشتغلان في فرقة موسيقية لتأثيث حفلات الأعراس، تبدوان في الظاهر مسرورتان لكنهما تخفيان أوجاعا ومآسي في الباطن، وهذه المآسي تبدأ في التكشّف والظهور رويدا رويدا مع تتالي أحداث المسرحية رغم المواقف الهزلية الساخرة المسيطرة على أجواء العرض.
وتتطرق المسرحية إلى مواضيع اجتماعية وسلوكيات سائدة في المجتمع مثل التحديات التي تواجهها المرأة التونسية في العمل والحياة اليومية. ويظهر الحوار بين الشخصيتين كنوع من الهزل والإضحاك لكنه يتناول مواضيع جدية مثل الضغوطات الاقتصادية والتحديات الاجتماعية كالبطالة وتدني المقدرة الشرائية وغلاء الأسعار وانقلاب القيم في ظل التطور التكنولوجي وما يخلفه من آثار نفسية. وتبرز المسرحية التوتر بين الصورة المثالية للفرح والعواطف الحقيقية التي تخفيها الشخصيات.
ويحمل هذا العمل رسالة قوية حول كفاح المرأة التونسية من خلال استعراض قضايا الكد والتضحية لهاتيْن المرأتين من أجل لقمة العيش. وتسلط "للاهم" الضوء على دور المرأة الكادحة في المجتمع وكيف يمكن أن تكون رمزا للصمود والأمل والفرح.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.