نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بقلم مرشد السماوي : لماذا لا يتم بعث وزارة الآثار والحضارات لانقاذ معالمنا والمدن المدفونة تحت الأرض ؟, اليوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 02:40 صباحاً
نشر في تونس الرقمية يوم 03 - 11 - 2024
لا يخفى على احد ان البلاد التونسية تعج بالمعالم الاثرية والكنوز التاريخية العالمية منها المدفون تحت الاراضي في عديد المدن والقرى ومنها التي عبثت بها ايادى الفاسدين وتم نبشها وتخريبها ومنها التي تم البناء فوقها.
وعندما نتساءل ونتاسف على ما لحقهم من دمار وخراب وجرائم يعاقب عليها القانون التونسي وترفضها القوانين الدولية والمنظمات المختصة في تسجيل المواقع الاثرية وتثمينها في مقدمتها اليونسكو .
ونسوق امثلة كثيرة على ما حصل من خراب ودمار للاثار الرومانية والبيزنطية والقرطاجية وكل الحضارات المتعاقبة على البلاد التونسية على امتداد اكثر من سبعة الاف سنة نذكر منها الحضارة القفصية بقفصة وبعدة مناطق من ربوع الجنوب التونسي وقد شاهدت بام عيني القلعة الرومانية بقصر غيلان بقلب صحراء قبلي وكيف تم تخريبها من الباحثين الهمجيين الذين ينبشون في كل مكان للبحث عن كنوز اثرية وذهبية للمتاجرة بها كما هوالحال بقلعة سيدي احمد عبسة بمدينة يونقة بالمحرس بولاية صفاقس ومدينة طينة والاحواز الغربية والجنوبية والساحلية بنفس المدينة وخاصة بهنشير الشقاف حسب ما يسمونه اليوم وهو مدينة تبرورة الرومانية بالقرب من سيدي منصور على بعد 10كلم من قلب عاصمة الجنوب التي زحفت عليها البناءات كما حصل الضواحي الشمالية للعاصمة بسيدي بوسعيد وقرطاج والمرسى والمعلقة وقمرت والقائمة تطول بولاية منوبة واريانة وبن عروس وزغوان ونابل والمهدية وسوسة دون ان ننسى ولايات القصرين و سليانة وتطاوين ومدنين وتوزر …
ملخص الحديث هو أن البلاد التونسية التي تملك معجزات حضارية كالحنايا التي اختلف العلماء على انه رومانية او قرطاجية على طول عشرات الكيلمترات ونفس الشيء بالنسبة بالنسبة للمسرح الروماني بالجم الذي يصنف الثاني في العالم مماثل لقصر الجم.
اضافة الى ان بلادنا تملك اكبر مجموعة فسيفساء في العالم و أجملها كما ان هناك كنوز بعدة متاحف اهمها متحف قصر باردو مما يستوجب التفكير في بعث وزارة للتراث تعنى به .
ويمكن تثمين الكنوز الاثرية كما لا ننسى اسوار المدن الكبرى واهميتها كسور صفاقس وسوسة والقيروان والمهدية والكاف وكل ما ذكرته يمكن تثمينه وتصنيف مراحل هذه الحضارات وتحديد المعالم الدينية الاسلامية والمسيحية واليهودية وما صنعته ايادي من عمروا البلاد التونسية من نقائش رخامية وحجرية وتماثيل.
كل هذه المكاسب الحضارية يمكن تثمينها وترميم العديد منها بدعم من منظمات عالمية ويمكن ان تصبح مورد هام في السياحة الثقافية قد يزورها ملايين السياح المهتمين بتراث وتاريخ وحضارات الشعوب التي عمرت تونس الغالية علينا جميعا .
كما حان الوقت لبعث فرق امنية يمكن ان نصنفها شرطة الاثار والكنوز الحضارية ..
نتمتى ان يولي اصحاب الحل والعقد والقرار باهمية تراثنا المادي والغير مادي والعناية به وانقاذه من ايادي المخربين الاثمين والله ولي التوفيق وللحديث بقية.
.
0 تعليق