أخبار عاجلة
6 نصائح للتغلب على الأرق -
مخاطر عدم علاج اضطراب إيذاء النفس -

مسرحية "جرانتي العزيزة" للفاضل الجزيري : حين يكون المسرح والموسيقى خزانا لذاكرة الشعوب

مسرحية "جرانتي العزيزة" للفاضل الجزيري : حين يكون المسرح والموسيقى خزانا لذاكرة الشعوب
مسرحية "جرانتي العزيزة" للفاضل الجزيري : حين يكون المسرح والموسيقى خزانا لذاكرة الشعوب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسرحية "جرانتي العزيزة" للفاضل الجزيري : حين يكون المسرح والموسيقى خزانا لذاكرة الشعوب, اليوم السبت 30 نوفمبر 2024 12:19 مساءً

مسرحية "جرانتي العزيزة" للفاضل الجزيري : حين يكون المسرح والموسيقى خزانا لذاكرة الشعوب

نشر في باب نات يوم 30 - 11 - 2024

babnet
يعد المسرح ذاكرة الشعوب حيث يخبرنا التاريخ أن لا وجود لوطن عظيم دون ذاكرة مسرحية توثق له، وهو ما حاول فاضل الجزيري إثباته من خلال عمله المسرحي "جرانتي العزيزة"، حيث وثق لتاريخ تونس منذ الاستقلال إلى ما بعد 14 جانفي 2011 بالاعتماد على الموسيقى انطلاقا من قصة عازف كمنجة بفرقة الإذاعة الوطنية.
مسرحية "جرانتي العزيزة" هي من إنتاج المسرح الوطني التونسي والمركز الثقافي جربة ومسرح الأوبرا تونس، سينوغرافيا وإخراج فاضل الجزيري، نص ودراماتورجيا جماعي، أداء كل من إشراق مطر وسليم الذيب بمشاركة العازفين لطفي السافي على آلة التشيللو و إلياس بلاغي على آلة البيانو ومهدي ذاكر على آلة الكمنجة.
...
وقد تابع الجمهور هذه المسرحية مساء الخميس بقاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي في إطار فعاليات أيام قرطاج المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين، التي يسدل عليها الستار مساء اليوم السبت.
مسرحية "جرانتي العزيزة" تجمع بين الغناء والموسيقى والرقص والتمثيل، ويخيّل للمتفرج، منذ الوهلة الأولى، أنه أمام مسرحية غنائية حيث توزعت الآلات الموسيقية على الركح وتمركزت الميكروهات في الجزء الأمامي منه، ثم يقتحم خمسة أفراد هذا الفضاء أربعة رجال وامرأة. يؤدي إلياس بلاغي معزوفة على آلة البيانو، لتستهل إشراق مطر العرض وتخبر الحاضرين أنهم أمام حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة وشهرزاد. ويوهم فاضل الجزيري جمهوره أنه أمام "خرافة" سيروي أطوارها طيلة العرض.
تروي مسرحية "جرانتي العزيزة" قصة عازف كمنجة يدعى ماهر على أبواب التقاعد بعد سنوات من العمل في فرقة الإذاعة الوطنية وخارجها، مما جعله طرفا في عديد الأعمال الموسيقيّة والمسرحيّة وشاهدا على أكثر من نصف قرن من الإنتاج الأدبي والفنّي في تنوّعه.
"بتهوفن" أو "ماهر عاشق الكمنجة" يسرد ويجسّد على الركح مع رفيقة دربه وبحضور باقي العازفين خلاصة خبراته التي تعكس حقبة من تاريخ الفن والإبداع وبالتالي تاريخ البلاد وما طبع تلك الفترة من تجاذبات بين السياسي والإبداعي استقرّت في ذاكرة العازف وتركت ندوبا لا تُمحى.
ساعتان روى خلالهما هذا العازف، العاشق لكمنجته، كل المحطات السياسية التي مرت بها تونس منذ الاستقلال إلى اليوم، ولم يقتصر التاريخ الذي رواه ماهر على الجانب السياسي فحسب بل أيضا الفني وتطوره وكيف ارتبط الفن بالسياسة في كل هذه المحطات.
وعن طريق الموسيقى والغناء، يستحضر الجزيري في المسرحية عديد الشخصيات السياسية المؤثرة في تاريخ تونس مسلطا الضوء على كواليس هذا العالم وكيف تدار الأمور وتحاك في الكواليس، مشيرا إلى أن لكل تاريخ وحقبة زمنية فنانيها ومبدعيها الذين عاصروا السياسيين وتقربوا منهم كل بطريقته .
ولم تخل مسرحية فاضل الجزيري من المشاعر الانسانية عبر استحضار ثنائية الحب والخيانة من خلال قصة ماهر وزوجته التي رافقته في كل مسيرته الحياتية والفنية لتقرر في نهاية المسرحية تركه بعد أن خيّر "الجرانة" أو الكمنجة والأوبيرات عن حياتهما الزوجية .
مسرحية "جرانتي العزيزة" تدفع الجمهور إلى البحث وطرح عديد الأسئلة خاصة في علاقة الفن بالسياسة وهل كان لفرقة الاذاعة الوطنية دور في المشهد السياسي وهو ما جاء في أحد المشاهد التي تحدث فيها الشخصية الرئيسية عن انتهاء هذه الفرقة بمجرّد ابتعادها عن عالم السياسة ( اليوم الفرقة فيها 6 او 7 عناصر يسجلون حضورهم ويتقاضون أجرا دون عناء ) .
في هذا العمل المسرحي استحضر الجزيري كذلك أسماء عديد الشخصيات الفاعلة في تاريخ تونس منهم أساتذة الكونسرفتوار من أحمد عاشور الذي درّس بالمعهد العالي للموسيقى وقاد الأوكسترا السيمفوني من سنة 1979 الى 2010 إلى عدة أساتذة بالمعهد على غرار "زلاطكا" و"ياروش" و"سترينو" الذي تتلمذ على يده رضا القلعي. كما تطرق الى سيرة عازفين متميزين من بينهم عبد الحميد بن علجية والسيد شطا كما أشار إلى عدد من المسرحيين من بينهم محمد إدريس والحبيب بولعراس وقدم لمسة وفاء الى مدير التصوير الحبيب المسروقي الذي انتحر سنة 1980 عن عمر لم يتجاوز الثلاثين سنة .
كما تحدث الجزيري عن بورقيبة واليوسفيين و الهادي نويرة وأحمد بن صالح والشاذلي القليبي وعبد الرؤوف الباسطي ومجموعة "بريسبكتيف" وغيرهم من الشخصيات التي تركت بصمتها في المشهد الفني والسياسي في تونس وصولا الى مرحلة فرار بن علي واندلاع الثورة التي ربما عبر عنها فاضل الجزيري بمشهد تخلي الزوجة عن زوجها واختيارها للسعودية كمكان للاستقرار فيها .
"جرانتي العزيزة" عمل قوبل عرضه بتفاعل إيجابي كبير من الجمهور الذي غصت به قاعة العرض وصفق مطولا تعبيرا عن إعجابه بهذا العمل الذي يوثق لجزء هام من الذاكرة الجماعية ومن تاريخ تونس.
مر
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.




اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لجنة الصحة والسكان بقومي المرأة تزور مستشفى الشرطة بالعجوزة
التالى عاجل/ العاصمة: القبض على 3 أشخاص داخل منزل وحجز أقراص مخدرة