وكالة زهوة برس للأنباء

الشائعات أداة الحرب الباردة.. كيف تزرع الشائعات الفتنة بين المصريين؟

الشائعات هى  أخطر ما تواجه المجتمعات ، حيث تهدد الأمن المجتمعي من خلال أحداث الفتن بين أفراد شعبها وهو ما يهدد أمنها واستقرارها فالشائعات هي أحدي ادوات الحروب الحديثة (الحرب الباردة) حيث يكون الهدف منها هو اهتزاز النفوس وهدم الثقة الشخصية بالدولة وآثره الخطير على الوئام المجتمعي.

 

 وتعد الشائعات الالكترونية من أخطر الأسلحة التي تهدد المجتمعات في قيمها ورموزها وقد مرت الشائعات بمراحل مختلفة نتيجة التقدم والتطوير التكنولوجي ووجود الفضاء الالكتروني الغير محمود ولأنها مصدر للأخبار الخفية فيمكن أن تحول الصواب إلى خطأ والخطأ إلى صواب ولها العديد من المخاطر التي تؤثر على تحقيق الأمن المجتمعي.

 

 

وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تسريع وتيرة انتشار الشائعات، حيث تُعتبر هذه الوسائل بيئة خصبة لنشر الأخبار المغلوطة دون ضوابط تذكر، وفي مصر، يتابع ملايين الأشخاص الأخبار من خلال منصات التواصل، ما يجعلها هدفاً لأصحاب النوايا السيئة الذين يسعون لاستغلالها لخلق حالة من الفوضى .

 

 

و بالرغم من ان التكنولوجيا تساهم  في تعزيز التواصل وسهولة الوصول إلى المعلومات، إلا أن هذا التقدم أدى أيضاً إلى مشاكل جديدة، حيث أصبحت مكافحة الشائعات الإلكترونية أمراً بالغ الصعوبة، خاصة في ظل صعوبة تتبع مصادر الأخبار الكاذبة والتحقق من مصداقيتها.

 

 ويرجع  الخبراء سهولة انتشار الشائعات إلى الطبيعة النفسية للأفراد التي تميل إلى تصديق ما يتماشى مع مشاعرهم وأفكارهم، إضافة إلى الميل الطبيعي لتضخيم الأخبار المثيرة والخلافية، مما يساهم في زيادة الشائعات دون وجود أدلة واضحة.

 

وتستهدف بعض الشائعات إحداث فجوة بين مختلف الفئات الاجتماعية، ما يسهم في زعزعة وحدة المجتمع، كالشائعات التي تتعلق بالخلافات الطائفية أو الفئوية ، وتتعمد بعض الشائعات نشر الأكاذيب حول أداء الجهات الحكومية، مما يؤدي إلى إضعاف الثقة بين المواطن والدولة، خصوصاً في القضايا الحساسة المتعلقة بالأمن والاستقرار الاقتصادي ، وبعض الشائعات تهدف إلى إشاعة الخوف بين الناس، مثل الشائعات المتعلقة بانعدام الأمن أو نقص السلع الأساسية، ما يثير قلقاً عاماً ويؤدي إلى تصرفات غير مدروسة تؤثر على الاستقرار المجتمعي.

 

 وتجد  الشائعات  بيئتها الخصبة فى المجتمعات التى تفتقد الوعى ويسودها الجهل وتنتشر فيها البطالة، ولأن الإشاعات أشد خطرًا على المجتمع من حرب الإرهاب ومواجهة الأعداء، فإنه يجب على المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية أن تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، وتهيئة المجتمع وتوعيته بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار دون التأكد من مصداقيتها، وبث روح الثقة بين الحاكم والمحكوم والقضاء على كل ما من شأنه أن يضيع هذه الثقة، إلى جانب ضرورة تكذيب الإشاعات إعلاميًّا وتفنيدها وبيان خطورة الانجراف وراءها.

 

أخبار متعلقة :