نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شهاب الأزهرى لقناة الناس: التصوف الحقيقى لا يتعلق بالمظاهر بل بالورع والعبادة, اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 07:48 مساءً
قال الشيخ شهاب الأزهرى، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن التصوف هو "اسم لثلاث معانٍ" كما عرفه الإمام السرى السقطى، وهي: "أولًا: أن لا يطفئ نور معرفته نور الورع، بمعنى أن الإنسان عندما يعرف ربه ويعلم أن الأمور كلها بيد الله عز وجل، فهو يسعى دائمًا للعبادة دون كسَل، ثانيًا: إلا يتكلم بباطن فى علم يُناقضه ظاهر الكتاب والسنة، بمعنى أنه إذا جاءه خاطر أو إلهام فى قلبه، فلا ينبغى أن يتناقض مع ما جاء فى القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، ثالثًا: إلا تحمل الكرامات على هتك ستر محارم الله، بمعنى أنه لا يجب على الإنسان أن يتفاخر بكراماته أو رؤاه، أو أن ينشرها بين الناس".
وأضاف العالم بوزارة الأوقاف، خلال حلقة برنامج "حياة الصالحين"، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس: "التصوف الحقيقى لا يتطلب مظاهر كالرَّقص أو الطبل والزمر، كما يعتقد البعض، بل هو فى جوهره فقه الدين، وتطبيقه فى الحياة اليومية من خلال الورع وحسن الخلق، وإن التصوف هو فى الحقيقة (تحقيق الخلافة فى أرض الله)، أى أن المسلم يحقق مسؤوليته كخليفة فى الأرض من خلال تقوى الله وحسن المعاملة مع الناس".
وشدد على أهمية تصحيح المفاهيم حول التصوف قائلًا: "للأسف، التصوف تم تحريفه من قبل البعض، وتم استخدامه لأغراض شخصية، لكن التصوف الصحيح هو الذى يتوافق مع الكتاب والسنة، والذى يقوم على الأخلاق والنية الطيبة، لذلك، ينبغى أن نتمسك بما دعانا إليه شيخنا الإمام محمد زكى الدين إبراهيم، الذى حارب التصوف المنحرف ونادى بالتزام التصوف الرشيد الذى سار على منهج الأكابر مثل السرى السقطى، معروف الكرخى، والجنيد".
وتابع: "كما قال الإمام محمد زكى الدين فى كتابه ديوان البقايا، ليس "التصوف ليس رقص الراقصين، ولا طبل وزمر، ولا هو الذكر بالألفاظ الساذجة، ولا صعق وتشنيع مواكب، ولا مظاهر تكاثُر الموالد، ولا سبحات من البهتان، ولا دعوى الولاية أو صنع الخوارق، التصوف هو فقه الدين كله، وهو توثيق للكتاب والسنة، وكل شيء خلاف ذلك محو".
ويضيف شهاب: "إن التصوف هو فقه الدين، هو العمل بما جاء به الكتاب والسنة، ومن يتبع غير ذلك فإنه يضل، التصوف هو تذوق للحقيقة، وحب لله، وللخلق، والعمل بما فيه صالح المسلمين."
كما نقل عن الإمام أبو على الدقاق شيخ الإمام القشيرى فى كتابه، أن السرى السقطى علم الجنيد معنى المحبة قائلًا: "المحبة هى التى تجعل الإنسان ينسى نفسه، وينشغل بالآخرين، المحبة الحقيقية هى التى تضعف شهواتك، تجعل طعامك أقل، ومنامك أقل، وكلامك أقل".
وروى الموقف الذى ذكره السرى السقطى عن حريق فى بغداد قائلًا: "لما كان هناك حريق فى بغداد، سمع السرى السقطى أن دكانه لم يصبه الأذى، فقال: 'الحمد لله'، ولكنه ندم على ما قاله، وقال استغفر الله على الحمد لله، لأنه شعر أنه كان يتمنى لنفسه الخير أكثر من إخوانه المسلمين، هذا درس لنا جميعًا، لأن الإيمان هو أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك."
وختم حديثه بالوصية المهمة التى تركها السرى السقطى للجنيد فى آخر أيامه: "إياك ومصاحبة الأشرار، فالصاحب ساحب، إذا كنت مع الناس الطيبين، ستسير على دربهم، أما إذا كنت مع الأشرار فستسحبك أفعالهم إلى السوء.. الصحبة الصالحة تساعد الإنسان على الاقتداء بالصالحين فى عباداتهم وأخلاقهم، ولذلك يجب على المسلم أن يحرص دائمًا على اختيار الصحبة الطيبة".
أخبار متعلقة :