شَهِدَت فعاليات اليوم الخامس من جناح الأديان بمؤتمر الأطراف COP29، سلسلةً من الجلسات النقاشية التي تناولت التحديات الملحة الناتجة عن التغير المناخي، وأهمية تعزيز الشفافية في العمل المناخي العالمي، والدعوة إلى ضرورة توحيد جهود المجتمعات الدينية لتحقيق نتائج ملموسة في مواجهة الأزمة البيئية، كما ركَّزت على أهمية الجمع بين القيم الدينية والمعرفة العلمية لتعزيز الوعي البيئي والعمل على حماية الفئات الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية للجناح، أوضح يوجين تشو، الرئيس التنفيذي لمنظمة "خبز إلى العالم" أن التغير المناخي يعد أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الجوع والفقر عالميًّا، مشيرًا إلى أن 45 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، كما أثرت الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي على 1.7 مليار شخص خلال العقد الماضي، مؤكدًا أهمية العمل الجماعي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة من خلال اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لحماية كوكب الأرض والتخفيف من تأثيرات المناخ على المجتمعات الضعيف والأكثر تضررًا من تداعياته.
وخلال الجلسة الأولى التي عُقِدَت بعنوان: "تطوير إستراتيجية الخطاب في مجال المناخ من خلال إشراك المجتمعات في الدبلوماسية المناخية القائمة على الإيمان"، أوضح المشاركون أن الخطاب على المستوى الشعبي في مجال المناخ يعتمد بشكل كبير على الفهم الديني للتغيرات البيئية، وهو ما قد يختلف أحيانًا عن اللغة العلمية والتقنية، مؤكدين أهمية إشراك القيادات الدينية من المستوى المتوسط والقواعد الشعبية لتوجيه المجتمعات بشكل مباشر، والاعتراف بتأثير المعرفة الدينية التي يستخدمها الناس لفهم التغير المناخي والتعامل معه، بحيث تكون جزءاً من الجهود المبذولة لمواجهة التحديات البيئية.
وفي الجلسة الحوارية الثانية التي كانت بعنوان: "مواءمة الشفافية: التعامل متطلبات المساهمات المحددة وطنيًّا لتعزيز العمل المناخي"، أكَّد المشاركون أهمية تعزيز مبدأ الشفافية لدعم جهود العمل المناخي العالمي، خاصَّة فيما يتعلق بالمساهمات المحددة وطنيًّا، مشيرين إلى أهمية تطبيق مبدأ الشفافية في قياس تقدم الدول نحو تحقيق أهدافها المناخية، التي من ثَمَّ تسهم في بناء الثقة بين الدول والمجتمع الدولي من خلال توفير بيانات دقيقة حول الانبعاثات والسياسات المناخية.
وفي السياق نفسه، أكد المشاركون في الجلسة الثالثة التي جاءت بعنوان: "الفرص والتحديات للمضي قدمًا في تنفيذ الخطط المناخية" أنه برغم وجود تنوع في الرؤى الدينية حول الطبيعة، لكن هناك إجماعًا على أهمية حماية البيئة والتعاون المشترك بين المجتمعات الدينية والتعاون فيما بينها، مشيرين إلى أن بعض النجاحات التي تحققت في العمل متعدد الأطراف مثل اتفاقية التنوع البيولوجي خارج الحدود الوطنية والتي أظهرت أهمية القيادة الحاسمة لبناء الثقة والمرونة والتركيز على الأهداف المشتركة لتنفيذ المشروعات المناخية العالمية.
وركَّزت الجلسة الرابعة التي حملت عنوان "توحيد جهود المجتمعات الدينية لتحقيق نتائج إستراتيجية للمضي قدمًا نحو COP30"، على أهمية دور المجتمعات الدينية في تعزيز العمل المناخي وتحقيق العدالة البيئية، كما تناول المشاركون أهمية COP30 كمحطة حاسمة لتوحيد الجهود المناخية، والدور المحوري التي تؤديه المجتمعات الدينية لضمان الحقوق الاجتماعية والبيئية، واتخاذ إجراءات ملموسة في مواجهة الأزمة المناخية من خلال إشراك جميع الفئات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ لا سيما النساء والفتيات والشعوب الأصلية.
وفي الجلسة الختامية لجناح الأديان في يومه الخامس التي عُقِدَت بعنوان: "وثيقة الميزان دعوة إلى العمل"، أكد المشاركون أهمية هذه الوثيقة بوصفها إطار شامل يعكس العلاقة بين الإنسان والطبيعة وفقًا للقيم الدينية؛ حيث تبرز أهمية التوازن بين البشر والطبيعة وتحث على المسؤولية تجاه الحفاظ على الموارد الطبيعية، كما أوضحوا ضرورة دمج هذه المبادئ في العمل المجتمعي من خلال تحفيز الوعي المحلي.
أخبار متعلقة :