أكّد عدد من الخبراء السياسية أهمية الوعي كعنصر أساسي في مواجهة التحديات الراهنة، محذرين من خطورة الشائعات ودورها في زعزعة الاستقرار المجتمعي واستهداف الثقة بين المواطن والحكومة.
وأنّه من الضروري رفع الوعي لدى الفرد والمجتمع بخطورة تلك الأكاذيب من خلال تقديم الحقائق الموضوعية، وهنا يكمن الدور المحوري للإعلام في نقل الحقائق والتصدي للحرب الإعلامية التي تهدد أمن البلاد.
الإعلام وتوعية المواطنين بالمخاطر
وإنَّه في ظل التقدم التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بات من السهل انتشار الشائعات على نطاق واسع، مضيفًا أنَّ العقد الأخير شهد جهودًا مكثفة لتعزيز الوعي الوطني، من خلال محتوى هادف وقنوات متنوعة لزيادة الوعي العام.
ويعد الوعي من أقوى الأسلحة في مواجهة التحديات الحالية، ويظل للإعلام دورًا محوريًا في تعزيز ثقة المواطنين وتوعيتهم بمختلف المخاطر المحيطة، إلى جانب التصدي للشائعات وتقديم الحقائق بموضوعية، متابعًا أنَّ الإعلام المصري، وتحديدًا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كانت على أتم الاستعداد لمواجهة هذه التحديات عبر تطوير الأدوات، بما في ذلك الوسائل الرقمية، وتفعيل المنصات الرسمية للدولة عبر مواقع التواصل لتفنيد الشائعات وإيصال الحقائق بسرعة وفعالية.
بث السموم والشائعات
ومازالت مصر تتعرض لمؤامرات ومخاطر، نتيجة استمرار قوى الشر والظلام والإرهاب في بث الشائعات والأكاذيب ونشر السموم ضدها، وسلة المهملات هي المكان الطبيعي لتلك الأكاذيب، مشيرًا إلى وجود آلاف الشائعات والأكاذيب التي استهدفت الدولة المصرية ورموزها ومؤسساتها الوطنية، مؤكدًا أن المصريين لم يتأثروا بتلك المحاولات من خلال وعيهم التام بما يحيط بهم.
الشفافية والمصارحة في نقل المعلومات
وتمثل حروب الجيل الرابع إحدى أخطر الحروب المعاصرة، كونها تسعى إلى تدمير المجتمع من الداخل عبر تقويض الثقة بمؤسسات الدولة ونشرالشائعات والأكاذيب والمعلومات الزائفة، وأنَّ الغرض من هذه الحروب هو إضعاف الروح المعنوية للمجتمع من خلال شائعات تسعى إلى شل قدرته على مواجهة التحديات.
ومواجهة هذه الحرب الشرسة تتطلب تعزيز الوعي المجتمعي كأولوية أساسية وخط دفاع أول ضد مثل هذه الحروب، وأن الوعي العام يحمي المواطنين من الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة، ويعزز الثقة في المؤسسات الرسمية، وأنَّ الشفافية والمصارحة في نقل المعلومات هي من أهم الوسائل لمواجهة الأكاذيب، وأن مصارحة المواطنين تمثل إحدى أدوات التصدي الفعالة للشائعات.
ويجدر التشديد على خطورة الشائعات وتأثيرها على الأمن القومي المصري، مبينًا أن هذه الشائعات تستهدف زعزعة الثقة بين المواطن والدولة، وإشاعة أجواء من القلق وعدم الاستقرار، كما تستهدف قطاعات حيوية مثل الاقتصاد والتعليم والصحة والتموين، حيث تنتشر بشكل خاص في أوقات معينة، كفترات بدء العام الدراسي أو أثناء الأزمات الاقتصادية.
إنَّ مواجهة الشائعات أصبحت ضرورة ملحة في ظل التحديات الراهنة، خاصة في مصر، وأنَّ الشائعات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مئات الصفحات الوهمية والممولة من الخارج، التي تسعى لتشويه الوعي المصري وإثارة البلبلة، لا سيما في الملفات التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين.
وأنَّ تجارب بعض الدول أثبتت نجاحها في مواجهة الشائعات، وذلك من خلال توعية مجتمعاتها، مثل تجربة سنغافورة التي طورت برامج وطنية للتوعية بمخاطر الشائعات والأخبار الكاذبة. وأنَّ الإعلام المصري يقوم بدور رئيسي في مواجهة الشائعات عبر نشر المعلومات الدقيقة من مصادرها الرسمية وتفنيد الشائعات على الفور قبل أن تتوسع وتؤثر في الرأي العام، وتؤكد على أهمية التعاون بين المواطن ومؤسسات الدولة لخلق وعي وطني شامل.
أخبار متعلقة :