نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
55.5 مليار متر مكعب من الأمطار.. كيف نستفيد منها؟, اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 12:48 مساءً
والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحول الأمطار والسيول من نقمة مدمرة الي نعمة كبيرة متعددة الفوائد وتعود علينا جميعاً بالخير والنماء.
وبالرغم من أن مصر تعتبر من البلاد شحيحة الأمطار بشكل عام فإن السيول كانت دائماً مصدر تهديد وأيضاً لم يكن هناك أي اهتمام في الماضي للاستفادة من المياه لكن مع التغيرات المناخية في العالم تضاعفت احتمالات سقوط أمطار غزيرة في مثل هذا الوقت من كل عام وبالتالي يفترض تطوير السبل لمواجهتها والاستفادة من هذه المياه المتوفرة في زراعة المزيد من الأراضي خاصة أننا نعاني من شح مائي وبما أننا في فصل الخريف وهو موسم سقوط الأمطار والسيول فإن الحديث عن الاستفادة من هذه المياه يصبح ذات جدوي كبيرة.
طرحنا هذا السؤال علي الخبراء: كيف يمكننا الاستفادة من مياه الأمطار والسيول؟ حتي تصبح نعمة ننتظرها ولا نترك المياه تتحكم فينا وتكون مؤشراً للخطر.. فماذا قالوا.. ؟!!
م.أحمد صيام مؤسس "مبادرة سطح أخضر"
حجز وتخزين مياه الأمطار في خزانات
تحت الارض.. يفيد في الاستفادة منها
قال م. أحمد صيام "مهندس زراعي ومؤسس مبادرة سطح أخضر" إن موارد مصر المائية تقدر بحوالي 60 مليار متر مكعب سنويا بينما يصل إجمالي الاحتياجات المائية حوالي 114 مليار متر مكعب سنويا وتسعي الدولة نحو تعويض هذه الفجوة من خلال بعض المشاريع التي تهدف إلي الترشيد وحسن الاستخدام.
أضاف أن معظم هذه المشاريع تصب نحو ترشيد المياه في القطاع الزراعي كالمشروع القومي لتبطين الترع ومشروع التحول من الري بالغمر لنظم الري الحديث وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي ويرجع ذلك إلي أن المياه التي يتم استهلاكها في القطاع الزراعي سنويا تقدر بنحو 61.35 مليار متر مكعب وهو ما يمثل نسبة 7.76% من إجمالي الاستخدامات وتسعي كل الجهود نحو ترشيد هذه النسبة.
اشار إلي أهم الوسائل التي يمكن ان تقلل هذه الفجوة "مشروع حصاد وتجميع الأمطار" سواء لاستخدامها مباشرة أو تخزينها لأوقات لاحقة أو نقلها لأماكن شديدة الإحتياج حيث يبلغ حجم الأمطار التي تسقط علي مصر سنويًا حوالي 55.5 مليار متر مكعب وهي مقاربة لحصة مياه النيل التي تبلغ 55 مليار متر مكعب كما يمكن لهذه الكمية من مياه الأمطار أن تكفي ما يقرب من 80% من احتياجات الزراعة المائية ولكن لا يتم الإستفادة منها سوي بـ 1.3 مليار فقط بنسبة 10% بينما يفقد حوالي 90% منها بالهروب الي داخل التربة أو بالتبخر والصعود إلي طبقات الجو العليا مرة أخري.
أوضح أنه يمكن الإستفادة من هذه الأمطار عن طريق حجزها وتخـزينها في حفـر تحت الأرض أو خزانات أسمنتية خلال فترات سقوطها بطرق تختلف باختلاف الغاية من تجميعها ومعدلات هطولها ثم إعادة استخدامها عند الحاجة سواء للري التكميلي أو لتغذية المياه الجوفية أو لنقلها لأمكان أخري.
أكد ان تعدد الأساليب لحصد وتخزين مياه الأمطار والسيول يحدده ذلك مناخ المنطقة بدرجة كبيرة فعلي سبيل المثال: في المناطق التي يكون بها سيول وأمطار بمعدلات كبيرة كالساحل الشمالي ومطروح يمكن بناء سدود لتجميع هذه المياه أو تخزينها في خزانات أرضية كبيرة ثم استخدامها في ري بعض المحاصيل بهذه المناطق كالشعير والزيتون او يتم نقلها للمناطق المختلفة للتغلب علي نقص المياه بها كسيناء وقد تستخدم البرك المعدة من الأسمنت أو البلاستيك المقوي أو الفيبر جلاس أو الإسفلت وهي أساليب مكلفة ولكنها ذات جدوي اقتصادية حيث إن كمية مياه الأمطار وطول فترة هطولها يبرر استخدامها علي الرغم من ارتفاع تكاليفها.
أضاف أنه في المدن وبعض المناطق التي تكون كمية الأمطار بها قليلة وهطولها يكون غير ثابت فـإن استخدام برك من الأسمـنت أو البلاستيك أو الفيبر جلاس تكـون غير ملائمة بل وغير اقتصادية وذات جدوي ضئيلة أو بدون فائدة تذكر ويمكن الإستفادة من المياه في هذه الحالة بتوجيهها إلي الترع أو المصارف لتوفير المزيد من المياه وحماية المحافظات من مخاطرها لإستغلالها والإستفادة منها في شتي المجالات والأغراض وخاصة في الزراعة ويلزم ذلك تجهيز مجاري مائية لتجميع تلك الأمطارمع خفض مناسيب المياه في الترع والرياحات الرئيسية علي مستوي الجمهورية لضمان استيعاب أي كميات من المياه وتجنب حدوث غرق للأراضي الزراعية وكل ذلك يستدعي اعادة النظر في البنية التحتية بما يتواكب مع التغير المناخي الذي تشهده مصر والتي لم تكن مصممة لإستقبال هذا الحجم من الأمطار.
أشار إلي أن الحاجة أصبحت عاجلة لإنشاء السدود واقامة الآبار الخاصة بحصاد الأمطار في مناطق تجمع المياه والمناطق الساحلية كمناطق الساحل الشمالي والتي يصل معدل الأمطار الساقطة عليها بمعدل 250 ملم وعلي الساحل الغربي تسقط أمطار بمعدل 150 ملم في العام يمكن استخدامها في زراعة نحو 100 ألف فدان من محصول الشعير كما يبلغ معدل سقوط الأمطار علي شمال سيناء 114 ملم وهو ما يعني حدوث نقلة نوعية غير مسبوقة في حالة تخزين تلك الكمية واستخدامها في الزراعة.
د. أحمد فوزي خبير المياه الدولي
تعلموا من تجربة اليابان وسنغافورة .. !!
نستطيع توفير 11 مليار من المياه كل عام
قال د. أحمد فوزي دياب خبير المياه الدولي وأستاذ الموارد المائية بمركز البحوث ان حصة مصر من مياه الأمطار بـ 55.5 مليار متر مكعب تقريباً "ما يزيد علي 3% من الأمطار الكلية البالغة نحو 1660 مليار متر معكب سنوياً المتساقطة علي حوض النيل داخل 11 دولة وهي حصة مقاربة لحصتنا من مياه النيل التي تبلغ 55 مليار متر مكعب لكن 80% تقريباً من مياه تلك الأمطار نفقدها في مصر نتيجة التبخر ما يعني أن الكمية التي يمكن أن نستفيد منها قد تصل إلي 11 مليار متر مكعب وهي حصة تزيد علي الكمية المخصصة لمياه الشرب 10 مليارات متر مكعب.
أضاف أنه وفقاً لأرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وعلي أرض الواقع لا تستفيد مصر إلا من 10% تقريباً من الـ 11 ملياراً وبحسب الميزان المائي الصادر عن وزارة الري والموارد المائية فإن كمية الأمطار والسيول التي نجمعها تساوي 3.1 مليار متر مكعب وهي نسبة ثابتة لم تعرف الزيادة تعددت طرق الاستفادة من مياه الأمطار والسيول في كل الدول فنري كل دولة تسعي لابتكار طريقة مختلفة للاستفادة من تلك المياه لاستخدامات متنوعة صديقة للبيئة والأمور الاستهلاكية يومياً في حياة المواطنين من خلال تقنيات حصد وتجميع هذه المياه لاستخدامها لاحقاً بسبب قلقهم من آثار تغير المناخ علي امتدادات المياه في بلدانهم فعلي سبيل المثال سنغافورة وهي دولة صغيرة تواجه زيادة مستمرة في عدد السكان وتبحث دائماً عن مصادر وأساليب مختلفة لتجميع الأمطار وذلك من خلال استخدام أسطح المنازل ثم تخزين كميات المياه في خزانات لاستخدامها في المهام اليومية.
أشار إلي الوضع في طوكيو باليابان المشابه تماماً حيث يساعد حصد مياه الأمطار علي تجنب نقص امدادات المياه وتوفيرها في حالات الطوارئ وفي السيطرة علي الفيضانات وكذلك في استراليا يمكنك ان تري خزانات مياه الأمطار بجوار كل منزل والأمثلة علي ذلك كثيرة.
أضاف انه يمكن الاستفادة واستغلال مياه الأمطار والسيول وذلك عن طريق توفير بعض التقنيات والأدوات لمعرفة تخزينها حيث يمكن استخدام مياه السيول في الزراعة وفي الري وتوفير مياه للشرب والاستعمالات الأخري ولكنه يتعذر استخدامها البشري لأنه تصبح محملة بقدر كبير من الغبار والأتربة ولكن من الضروري استغلال مياه السيول بدلاً من تسببها في الكثير من المشاكل كماحدث في الأعوام الماضية بعدما ضربت القري والمحافظات علاوة علي تدميرها وإتلافها آلاف الأفدنة الزراعية.
أكد أن الحل الأسهل أو الأبسط من خلال تحذيرات الأرصاد بفترة كافية والتي تتزامن معها لتفريغ الترع والمصارف لاستقبال المياه.
د. نور عبدالمنعم خبير المياه الاستراتيجي
يمكن استخدامها في ري الحدائق العامة
وتنظيف الشوارع وشحن الخزانات الجوفية
أكد د.نور عبدالمنعم خبير المياه الاستراتيجي بالشرق الأوسط أن مياه الأمطار لها دور مهم في شحن الخزانات الجوفية والتي يتم التخلص منها دون الاستفادة بها رغم أنها يمكن أن تكون أحد الحلول المستدامة لمشكلات ندرة المياه في المناطق شبه الجافة كما هو الحال في مصر.
أوضح أن كميات كبيرة من الأمطار تسقط علي بعض المناطق في مصر خلال فترات محددة وهو ما من شأنه أن يؤدي أحياناً إلي كوارث بيئية مثل السيول ولذلك يمكن اعتبار حصاد مياه الأمطار بالمناطق الحضرية وتخزينها بالخزان الجوفي وذلك حلاً مستداماً لمشكلات نقص المياه وكذلك مشكلة غمر المدن بسبب السيول ويفيد أيضاً في تقليل نفقات تركيب شبكات صرف الأمطار وتشغيلها.
أضاف : يمكن أن يؤدي تسلل مياه الأمطار المباشر إلي طبقة المياه الجوفية دوراً مهماً في إعادة شحن الخزان الجوفي وتحقيق الإدارة السليمة والمستدامة للمياه في البيئات الحضرية كما أن ذلك قد يؤدي إلي تقليل الأخطار الناتجة عن الفيضانات وتقليل نفقات تركيب شبكات الصرف الصحي وتشغيلها.
وعن كيفية الاستخدام الأمثل لمياه الأمطار الساقطة علي المدن المصرية أوضح أن مياه الأمطار مصدر متجدد للمياه النظيفة التي يمكن أن تستخدم في كثير من المجالات بما في ذلك الزراعة والصناعة والاستخدام المنزلي مؤكداً أنه بالنسبة لطبيعة المدن في مصر يمكن استخدامها في ري الحدائق العامة وتنظيف الشوارع وشحن الخزانات الجوفية وأيضاً في الأغراض المنزلية خاصة في مناطق الساحل الشمالي.
أشار إلي إحدي دراسات جدوي حصاد الأمطار والتي أكدت وجود مدن تقع بعيداً عن نهر النيل وبالتالي تمثل تلبية احتياجاتها المنزلية تحدياً كبيراً في ظل العجز المائي الحالي وأيضاً التكلفة العالية لتوصيل المياه إليها منوهاً إلي إمكانية استغلال هذه المياه في إعادة تهيئة كل الشوارع لتشتمل علي قنوات صرف جانبية ذات ميول لتصب في مجمعات مصارف ويتم تجميعها في محطات تنقية ويعاد استخدامها.
يري أنه يمكن تجهيز أسطح المنازل بحيث تتجمع مياه الأمطار في جهة معينة تصب في مواسير صرف تصب بدورها في الصرف العمومي أو في شبكات صرف الأمطار المنفصلة كما هو موجود بالمدن الجديدة وأوضح أنه بالتوازي يجب علي هيئات الدولة المختصة عمل برامج توعية بأهمية المياه والتوعية بطرق الحفاظ عليها فيما يتعلق بالاستخدامات اليومية موصياً باستخدام طرق الري الحديثة مثل أنظمة الري المضغوطة الرش والتشجيع علي زراعة الأسطح باستخدام طرق الهيدروبونيك وهي الزراعة بدون تربة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :