«استراتيجية الحفاظ على النمر العربي» في الشارقة يختتم أعماله

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اختتم، الأربعاء، مؤتمر «استراتيجية الحفاظ على النمر العربي» أعماله، والذي نظمته هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في سفاري الشارقة، على مدار ثلاثة أيام، برعاية المجموعة المتخصصة للقطط التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وشاركت فيه نخبة من الخبراء في مجال الحفاظ عليه، والباحثين وصناع السياسات الذين ركزوا خلال أيام المؤتمر على بحث سبل معالجة التحديات الملحة التي تواجهه، والذي يعد من الحيوانات المهددة بالانقراض، ووضع إطار تعاوني لضمان استمراريته.
شهد المؤتمر سلسلة من الجلسات النقاشية لتطوير استراتيجية الحفاظ على النمر العربي في منطقة شبه الجزيرة العربية، ولا سيما في دول النطاق، والبرامج المطبقة للحفاظ على هذا الحيوان الفريد وإعادة إدماجه في بيئاته الطبيعية.
تضمنت أجندة اليوم الختامي عقد جلسات مخصصة للتنفيذ العملي لاستراتيجية الحفاظ على النمر العربي بعد مراجعة واعتماد الصياغة النهائية لها، فضلاً عن جلسة لعرض حول صندوق النمر العربي وخطط العمل الوطنية لكل دولة، وجلسة أخرى مخصصة لتحديد الأولويات العامة وتطوير مجموعات العمل التخصصية.


واعتمد المشاركون، في نهاية المؤتمر، تحديث الاستراتيجية الشاملة للحفاظ على النمر العربي التي وضعت لأول مرة في عام 2010، كما تمت مراجعة الوضع الحالي في دول النطاق التي تشمل الإمارات، وعُمان، والسعودية، واليمن، إلى جانب تحديد المناطق ذات الأولوية للتعاون الإقليمي والإجراءات المشتركة، فضلاً عن الاتفاق على الأنشطة الحيوية المطلوب تنفيذها في هذه الدول.
جهود متجددة
أشادت هنا سيف السويدي، رئيسة الهيئة، بالجهود المتجددة والمستمرة لإنقاذ هذا النوع، موضحة أن الجلسات خلصت إلى مجموعة من النتائج الرئيسية، من أهمها أن وضع النمر العربي في منطقة شبه الجزيرة العربية يعتبر في الوقت الراهن أكثر حرجاً مما كان عليه في عام 2010، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وشاملة، كما أنه توجد تجمعات حيوية له في منطقة ظفار بسلطنة عُمان وفي اليمن، وإن كان بشكل غير مؤكد.
وتابعت أن النتائج أكدت التهديدات الجينية له، وخاصة زواج الأقارب، أصبحت أكثر خطورة نتيجة لصغر حجم التجمعات وعزلتها، وانتهى المؤتمر بأن حماية التجمعات البرية المتبقية وحدها لم تعد كافية، مما يستدعي أن تشمل الجهود تعزيز التجمعات وإعادة إدماجه في بيئته الطبيعية.
وأضافت أن المؤتمر شدد على أهمية تعزيز برنامج التربية للحفاظ على النمر العربي، والذي يؤدي دوراً محورياً في الحفاظ على التنوع الجيني، بحيث تضم أهداف البرنامج كأولوية رئيسية حمايته خارج بيئته الطبيعية، وتوفير أساس لإعادة إدماجه في البرية مستقبلاً.


وشدد البيان الختامي على ضرورة تركيز الجهود لإعادته إلى نطاقه التاريخي على محاور رئيسية عدة، تشمل فتح حوار مع المجتمعات المحلية في المناطق المستهدفة، وتحسين البيئات الطبيعية المتدهورة بسبب الرعي الجائر، وزيادة أعداد الفرائس الطبيعية لدعم غذاء النمر، وتقليل الصراع بين الإنسان والحياة البرية.
قائمة الأولويات
حدد المؤتمر قائمة الأولويات قصيرة الأجل لدول النطاق، وتضم إمارة الشارقة، باعتبارها الجهة المبادرة والمنسقة لبرنامج التربية، وتسهم بدور محوري، بحيث تتعاون جميع دول النطاق لإنشاء برنامج تربية دولي مشترك، كما تضم اليمن التي تعتبر إحدى المناطق التي يحتمل أن تحتوي على أكبر تجمع للنمور البرية، ويتطلب الأمر إجراء مسوحات وطنية دقيقة وجهوداً بحثية مضاعفة للحد من الصيد الجائر وحماية النمور، كما تضم سلطنة عمان التي تحتضن التجمع المعروف الأكثر استقراراً، مما يتطلب أن تواصل جهودها التوسعية في إعادته إلى مواطنه السابقة ومشاركة خبراتها مع دول النطاق الآخر، فضلاً عن السعودية، باعتبارها تمتلك أكبر حصة من النطاق التاريخي للنمر العربي، مما يجعلها نقطة رئيسية لمشروعات إعادة الإدماج، وبالتالي يجب تركيز الجهود على إعداد المناطق المناسبة وبناء القدرات لتنفيذ مشروعات استعادة فعّالة.
تكريم الداعمين والمشاركين
في ختام المؤتمر، كرّمت هنا سيف السويدي، الجهات الداعمة والمنظمة للحدث، إلى جانب تكريم المشاركين الذين أكدوا أن إنقاذ النمر العربي من خطر الانقراض يتطلب تنسيق الجهود بين دول النطاق، وتشكيل الاستراتيجية المحدّثة لتعزيز مستقبله، وتقديم حلول عملية تضمن استدامة وجوده في بيئته الطبيعية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق