«اللوفر أبوظبي» يطلق برنامج الزمالات والمنح للباحثين حول العالم

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

* سعود الحوسني: استقطاب المواهب لصياغة رؤى إنسانية جديدة
أطلق متحف اللوفر أبوظبي برنامج الزمالات والمنح الجديد، وهو عبارة عن مبادرة صُممت لتعزيز البحث الرائد في مجالَي الفن والتاريخ من خلال توجيه الدعوة إلى الباحثين وخبراء المتاحف من أنحاء العالم للمشاركة فيه. ويتمثل الهدف من البرنامج في تحفيز الأفكار الإبداعية، وتيسير الحوار بين الثقافات، واكتشاف رؤى جديدة على الساحة الفنية العالمية.
ويدور البرنامج حول ثلاثة محاور موضوعية أساسية هي: «التاريخ العالمي للمتاحف ومجموعات المقتنيات»، و«انتشار الأنماط الفنية والصور والنصوص»، و«المواد الثمينة وطرق التبادل التجاري»، كما يتناول البرنامج موضوعات أساسية في تاريخ الفن في سياق توسعة نطاق الجهود البحثية في المتحف.
وتمثل المبادرة خطوة مهمة في إطار وفاء المتحف بالتزامه فيما يتعلق بدعم البحث في مجال تاريخ الفن وتشجيعه على المستوى العالمي.
ويستعين المتحف، ضمن مساعيه لتنفيذ فعاليات البرنامج، بمنشآته البحثية الرائدة التي تشمل مركز الموارد، ومركز الحفظ، والمختبر العلمي المتطور الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي لتحليل مواد الأعمال الفنية، لإتاحة الفرصة للباحثين لإجراء أبحاث مبتكرة.
كما يجري تنظيم ندوات، وورش عمل، وإصدارات لتعزيز الحوار الهادف، وتبادل المعرفة بشأن مجموعات مقتنيات المتحف واسعة النطاق، واستكشاف موضوعات أشمل في تاريخ الفن، وعلوم التراث.
مجتمع أكاديمي
يستهدف المتحف من خلال البرنامج إنشاء مجتمع أكاديمي حيوي، وتعزيز فهم الملامح الثقافية الكامنة في أعماله الفنية، ما يؤكد التزامه بأن يصبح مركزاً عالمياً رائداً للمنح الدراسية والأبحاث.
وقال سعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «نواصل جهودنا الدؤوبة في الدائرة لترسيخ مكانة الإمارة مركزاً ثقافياً عالمياً متخصصاً للأبحاث وتبادل المعرفة. وبينما لا تزال مؤسساتنا الثقافية متجذرة في سياق إقليمي، فمن المهم أن تكون على صلة بالاهتمامات العالمية لتستفيد من الرؤى ووجهات النظر المتباينة، ويساهم البرنامج في استقطاب المواهب من أنحاء العالم إلى أبوظبي، ما يساعد على صياغة رؤى جديدة عن الموضوعات التي تعكس قيم إنسانيتنا المشتركة».
دعم حيوي
يعتزم المتحف، في سياق إطلاق برنامج الزمالات والمنح، تقديم زمالات قصيرة وطويلة الأمد من شأنها أن توفر دعم حيوي للباحثين المحليين والدوليين في مشاريعهم البحثية، مصحوبة بمنح مالية كبيرة؛ إذ يحصل المشاركون في الزمالات قصيرة الأمد (التي تبلغ مدتها ثلاثة أشهر) على منحة مالية قدرها 85 ألف درهم إماراتي، بينما يحصل المشاركون في الزمالات طويلة الأمد (التي تبلغ مدتها تسعة أشهر) على منحة مالية قدرها 245 ألف درهم إماراتي.
في عام 2025، يطلق البرنامج منحاً مؤسسية تهدف إلى تعزيز المشاريع البحثية التعاونية بين المتحف والمؤسسات الثقافية، بما يشمل المتاحف الأخرى، ومراكز البحوث، والجامعات. ويتمثل الهدف من هذه المنح في دعم المبادرات التي تعزز مهمة المتحف المتمثلة في تشجيع التبادل الثقافي والحوار.
وقال مانويل راباتيه، مدير المتحف: «يمثل إطلاق البرنامج امتداداً طبيعياً لمهمة التحوّل إلى متحف عالمي الطراز، فهو لا يجمع التراث الفني العالمي ويعرضه فحسب؛ بل يسهم أيضاً بفاعلية في الحفاظ عليه وتعزيز فهمه. ومن خلال تزويد الباحثين بالموارد والدعم اللازمَين لإجراء بحوث رائدة، فإننا نؤكد التزامنا بتعميق المعرفة العالمية وتعزيز الحوار بين الثقافات».
أما د.غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، فقال: «نسعى من خلال إطلاق برنامج الزمالات والمنح، إلى التعاون مع الباحثين والمؤسسات، وتقديم الدعم الأساسي للباحثين وخبراء المتاحف، لتمكينهم من التفاعل بشكل عميق مع مجموعات مقتنيات اللوفر أبوظبي، والمساهمة في تعزيز الاهتمام العالمي بالفن، والتراث، ودراسات المتاحف».
المحاور الرئيسية
يدعو المتحف الباحثين والعلماء المتخصصين في تاريخ الفن، وعلم الآثار، ودراسات المتاحف، وعلوم التراث، والحفظ، والمجالات ذات الصلة إلى تقديم مقترحات تتماشى مع أحد المحاور الثلاثة التالية:
التاريخ العالمي للمتاحف ومجموعات المقتنيات: يتناول هذا المحور البحثي مسألة تطور مجموعات المقتنيات والمتاحف على نطاق عالمي. ومن خلال الاستعانة بمتحف اللوفر أبوظبي، باعتباره حلقة وصل، يدرس هذا المحور التجارب في مجال الإشراف على المتاحف، وإشراك الجمهور، وعرض الأعمال الفنية في العالم العربي وخارجه، على مستوى خمس قارات.
3 محاور رئيسية
تتضمن الموضوعات الرئيسية لهذا المحور استكشاف كيفية تصور مفهوم «المتحف العالمي»، وفهمه، والتعبير عنه في أنحاء العالم، إضافة إلى جوانب التاريخ ومجموعات المقتنيات المترابطة للمتاحف.
أما المحور الثاني، وهو انتشار الأنماط الفنية والصور والنصوص، فيتناول انتشار الأعمال، والأنماط الفنية، والصور، والنصوص من الألفية الثانية فصاعداً. كما يتطرق إلى تطور الأشكال، والأساليب، والموضوعات الفنية وانتشارها، إضافة إلى استكشاف تأثير التبادلات بين الثقافات على انتشار الأعمال الفنية في سياقات ثقافية مختلفة.
وتتم دعوة أصحاب المشاريع المُقدمة في إطار هذا المحور إلى تجاوز مفاهيم التسلسلات الهرمية الثقافية التقليدية، كما تتناول هذه المشروعات موضوعات مثل التحولات الثقافية في تاريخ الفن، والمسارات العابرة للحدود الوطنية للانتشار الفني، ومفهوم الحداثات المتعددة، من بين أمور أخرى.
ويركز المحور الثالث وهو «المواد الثمينة وطرق التبادل التجاري»، على الأهمية المادية للأعمال الفنية ضمن مجموعة مقتنيات المتحف، ليعكس العوامل المؤثرة من الشرق والغرب ويسلط الضوء على أهمية طرق التجارة التاريخية مثل طريق الحرير، إضافة إلى التبادلات التجارية البرية والبحرية. ويجب أن تستكشف المشاريع المُقدمة في إطار هذا المحور كيف أثر التبادل التجاري والتفاعلات الثقافية في استخدام المواد الثمينة بمرور الوقت، بهدف إعادة تصوّر الأعمال الفنية عبر العصور والثقافات المختلفة، مع تسليط الضوء على مفاهيم الندرة، والجمال، والثراء، والقيمة الآخذة في التطور.
التقديم والجدول الزمني
باب التقديم مفتوح الآن وحتى 10 يناير 2025، ويتم الإعلان عن المتقدمين المختارين في مارس 2025.
وتتولى لجنة تضم ممثلي متاحف وخبراء متميزين الإشراف على عملية الاختيار، وتقييم جميع الطلبات المقدمة بدقة، مع احتمال إجراء مقابلات بصفتها جزءاً من عملية المراجعة، ويتم تقديم عروض المشروعات عبر الموقع الإلكتروني للمتحف على أن تكون باللغة الإنجليزية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق