إعداد: محمد عزالدين
اكتشف باحثون أمريكيون في جامعة تولين لوك أولد توماس بالصدفة، أثناء البحث على شبكة الإنترنت، مسحاً بالليزر أنجزته منظمة مكسيكية للرصد البيئي، وبإعادة معالجة البيانات، وباستخدام معايير طورها المركز الوطني لرسم الخرائط بالليزر المحمولة جواً، وجدوا أنها مدينة المايا المفقودة منذ قرون، والمدفونة تحت غابة كثيفة في جنوب شرق المكسيك.
وقال أولد توماس، الأستاذ في الجامعة، والباحث الرئيس في الدراسة: «يغطي الموقع الهائل، الذي سمي فاليريانا على اسم بحيرة قريبة، أكثر من 16 كيلومتراً مربعاً، ويقدّر عدد الهياكل التي بناها الإنسان بـ6.764 هيكلاً، ولا ينافسه في الحجم سوى موقع كالاكمول الذي يبعد 100 كيلومتر».
وأوضح أن على الرغم من حقيقة أنها تقع على بعد مسافة قصيرة من بلدة كشبوجيل، إلا أن المجتمع الأثري لم يكن على علم بهذه الحاضرة القديمة المختبئة في الجوار.
وكشفت البيانات لمحة عما كانت عليه الحياة في فاليريانا في ذروتها، بين عامي 750 و850 ميلادية، إذ كان يعيش فيها ما بين 30 ألفاً إلى 50 ألف شخص، ويضم مركز المدينة العديد من أهرامات المعابد، وملعباً للكرة، وساحات مغلقة متصلة بجسر، وخزاناً وباحات سكنية على طراز المدرج، وتكشف التفاصيل المعمارية أن المدينة تأسست قبل عام 150 ميلادية، وأن الموقع بأكمله كان جزءاً من امتداد حضري متواصل.
وإلى الجنوب الغربي من وسط المدينة تقع منطقة سكنية أكثر تواضعاً، هنا، كشفت الهياكل ذات الشكل الدائري أن الأشخاص الذين كانوا يعيشون هناك كانوا ينتجون الجص الجيري، ويقع مركز الموقع على حافة المنطقة التي تغطيها البيانات المتاحة، ما يجعل من المحتمل وجود المزيد من المباني خارج القسم الذي تم مسحه.