إعداد: محمد عزالدين
تبدأ قريباً في مستشفى سالفورد رويال ببريطانيا أول تجربة سريرية في العالم باستخدام شريحة دماغية بحجم طابع البريد وسمك ذرة، مصنوعة من الغرافين، وهي مادة أقوى من الفولاذ بـ200 مرة، للكشف عن الأورام الدماغية السرطانية من خلال رصد الفرق في الانبعاثات الكهربائية بين الخلايا السرطانية والأنسجة العصبية السليمة.
يقول كوستاس كوستاريلوس، أستاذ الطب النانوي والباحث الرئيسي للدراسة: «إن هذه التجربة تمثل أول استخدام لجهاز طبي يعتمد على الغرافين، وقد صممنا واجهة حاسوبية للدماغ وربطها بالشريحة لمراقبة النبضات الكهربائية للخلايا في الدماغ باستخدام ترددات لم تكن ممكنة الرصد سابقاً، يتمثل الاستخدام الأول للجهاز في تمييز الخلايا السرطانية عن الخلايا السليمة».
وأوضح: «يتطلب استخدام الجهاز إزالة جزء من جمجمة المريض، حيث تُثبت الشريحة الدقيقة التي تحتوي على آلاف التلامسات الكهربائية فوق الدماغ، وترسل أجهزة الإرسال إشارات كهربائية لتحفيز خلايا الدماغ، بينما تلتقط أجهزة الاستقبال الصغيرة استجاباتها».
وأكد كوستاريلوس، بأن الخلايا السرطانية لا تستجيب للتحفيز الكهربائي، ما يساعد الفريق الجراحي على التعرف بدقة إلى الخلايا العصبية القريبة من الورم، وهو أمر بالغ الأهمية خاصةً في المناطق التي تؤثر في النطق.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لواجهة الدماغ والحاسوب اكتشاف إشارات ترددات عالية جداً ومنخفضة جداً، ما يوفر فهماً جديداً لما يحدث في الدماغ بعد السكتات أو نوبات الصرع، وبهذا، تسهم هذه التقنية في توجيه التدخلات الجراحية، ما يعزز الفهم الأساسي لعمل الخلايا في حالات المرض.