* عائشة ديماس: بناء أجيال واعية بتاريخها وثقافتها
* علياء الخيال: فرص للتفاعل مع القطع الأثرية
تحتفل هيئة الشارقة للمتاحف باليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، في ظل إنجازات نوعية، مؤكدة التزامها بتوفير بيئة تعليمية وترفيهية آمنة للأطفال، تُسهم في نموهم العقلي، والاجتماعي، والثقافي، مترجمة بذلك مقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حول أهمية دور المتاحف في حياة الأجيال الناشئة، قائلاً: «المتاحف وُجدت لتكون مدرسةً لأبنائنا والأجيال القادمة»، حيث تعلمهم تاريخهم وتراثهم بطرق تفاعلية وممتعة، وتفتح لهم آفاقاً جديدة للمعرفة.
يأتي الاحتفاء بالطفل منسجماً مع توجيهات وجهود سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، التي قالت: «اللَبِنة الأهم في بناء مستقبل الأمم هي تعزيز طاقات الأطفال ومواهبهم ومهاراتهم، وذلك هو النهج الذي تسير فيه إمارة الشارقة، الذي استثمر في فضول الأطفال، وأنتج عقولاً مفكرة ومبتكرة، تسعى لتعزيز بصمتها في مسيرة الارتقاء بمجتمعها ووطنها».
رؤى ثاقبة
بفضل الرؤى الثاقبة للقيادة الرشيدة، أولت هيئة الشارقة للمتاحف أهمية كبيرة بفئة الأطفال حيث عززت استراتيجيتها من المشاركة الحقيقة للأطفال من خلال مبادرات وبرامج ومحتويات تعليمية مبتكرة استهدفت تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي لدى هذه الفئة، مع تمكينهم من اكتشاف التاريخ والتراث الثقافي بطرق جذابة.
وتشمل المبادرات التي تنظمها الهيئة برامج متحفية، وورشاً تثقيفية، ومخيمات، ومعارض تفاعلية تهدف إلى تنمية المهارات مثل الملاحظة والتوثيق والتفكير النقدي، علاوة على تقديم محتوى متنوع عبر متاحفها يضم الفنون والثقافة الإسلامية والآثار والتراث والعلوم والأحياء المائية وتاريخ إمارة الشارقة والإمارات.
مكانة ريادية
تتبوأ الهيئة مكانة ريادية نظراً لدورها البارز في توفير بيئة مواتية لتنشئة الطفل ونموه نمواً سليماً، حيث تسعى إلى تقديم تجارب تفاعلية ممتعة ومفيدة للأطفال ضمن أجواء آمنة ومحفزة.
ومن بين هذه الوجهات الثقافية المهمة، يبرز متحف الشارقة للفنون ومتحف بيت النابودة، اللذان اُختيرا كوجهات صديقة للطفل والعائلة من قبل مكتب الشارقة صديقة للطفل والعائلة حيث جاء هذا الاعتراف بعد أن رشحت الهيئة المتحفين ضمن النظام الخاص بالمكتب بعد تزويدهم بالأدلة المطلوبة، وإجراء زيارات ميدانية لتقييم التجهيزات والخدمات المتاحة.
فضول واستكشاف
قالت عائشة راشد ديماس، مدير عام الهيئة: «نؤمن بأن المتاحف ليست مجرد أماكن لعرض المقتنيات، بل هي بيئات تعليمية وترفيهية تسهم في بناء أجيال واعية بتاريخها وثقافتها».
وأضافت: «تشارك الهيئة بهذه المناسبة بتقديمها باقة متنوعة من البرامج والفعاليات التي تلبي احتياجات الطفل وتشجع على الفضول والاستكشاف».
وأكدت «التزام المتاحف بتوفير بيئة تعليمية وترفيهية آمنة ومحفزة للأطفال، حيث يمكنهم التعلم واللعب والتفاعل مع التاريخ والثقافة بطرق مبتكرة وممتعة».
وتابعت: «حققت الهيئة إنجازات بارزة في مجال برامج الأطفال، حيث قدمت مجموعة واسعة من البرامج التي تلبي احتياجاتهم، بما في ذلك ورش العمل التفاعلية، ومخيمات إجازة سعيدة، والجولات الاستكشافية، والمحاضرات التثقيفية، التي تهدف الى تعزيز سهولة وصول الأطفال إلى ما تقدمه المتاحف».
وأشارت إلى أن «الهيئة تمكنت من تحقيق التوازن بين الجانبين التعليمي والترفيهي في برامجها، ما جعلها سهلة الاستيعاب، وتحظى باهتمام الأطفال، علاوة على حرص الهيئة بتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير برامجها، ما أسهم في جعلها أكثر جاذبية للأطفال».
مكتشفات أثرية
يُعتبر متحف الشارقة للآثار الأول من نوعه في الدولة وإمارة الشارقة، وأحد أبرز أماكن عرض التراث الثقافي، كما أنه المتحف الوحيد الذي يحتوي على مكتشفات أثرية من جميع مناطق إمارة الشارقة، مما يسهم في توفير بيئة تعليمية تفاعلية متكاملة تُعزز ارتباط الأطفال بتاريخهم وتراثهم الثقافي.
وافتتحت الهيئة قاعة «عالم الآثار الصغير» كأول قاعة تفاعلية لعلم الآثار على مستوى متاحف الدولة، والمخصصة للأطفال من سن الخامسة وحتى الثانية عشرة.
وتوفر القاعة فرصة استكشاف آثار الشارقة عبر نماذج وتقنيات تفاعلية وأنشطة عملية تُنمي حواس الأطفال وتُشجع خيالهم لفهم حياة الإنسان القديم في الشارقة، منذ العصر الحجري وحتى ظهور الإسلام في القرن الميلادي السابع.
تفكير نقدي
أكدت علياء الخيال، أمين متحف الشارقة للآثار أن «المتحف يمثل منصة تعليمية وترفيهية متكاملة تُعزز مهارات الأطفال وتعمق ارتباطهم بتاريخ وطنهم، من خلال توفير فرص لهم للتفاعل مع القطع الأثرية في أجواء آمنة ومحفزة».
وأشارت إلى البرامج والأنشطة والمعارض التفاعلية، ومنها معرض «رحلة الاكتشافات» المؤقت، الذي يتسمر حتى مايو/ أيار من العام المقبل، والذي يعتبر الأول من نوعه، ويحاكي المشاركون فيه مهام علماء الآثار، حيث يخوض الأطفال مراحل تشمل التنقيب والاكتشاف والتوثيق، ما يُعزز لديهم مهارات الملاحظة والتفكير النقدي بطريقة عملية وممتعة، كما يتزود الأطفال بمعلومات عن تاريخهم.
وأضافت علياء الخيال أن «الفعاليات السنوية التي يقدمها المتحف، خصوصاً التي تقام بمناسبة اليوم العالمي للطفل، تتماشى مع استراتيجية الهيئة لتعزيز وعي الأطفال بأهمية التراث الثقافي للإمارة بشقيه المادي والمعنوي وضرورة حمايته.
وأشارت إلى أن هذه الأنشطة تحتفي بحقوق الأطفال الأساسية في التعلم والاستكشاف والتواصل مع تراثهم الثقافي، معتبرة أن فهمهم لتاريخهم يسهم في بناء هويتهم ويغرس فيهم شعور الفخر بأجدادهم.
جولات تعريفية
تنظم الهيئة فعالية خاصة بعنوان «حقوق الطفل في التعرف على تاريخ إمارة الشارقة» في متحف الشارقة للآثار بتاريخ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي تتضمن جولات تعريفية غنية بالمعرفة والمتعة في قاعات المتحف، بالإضافة إلى قراءة قصص عن الآثار، وورش عمل تفاعلية تهدف إلى تعزيز تجربة الأطفال في استكشاف التراث الأثري، وتسليط الضوء على ارتباط حقوق الطفل بالتراث الثقافي.
عدسات إبداعية
أطلقت الهيئة مسابقة أثمرت عن معرض «أنا في متاحف الشارقة»، الذي استهدف طلاب المدارس الخاصة والحكومية في الدولة، لتعزيز وعي الأجيال الناشئة بالتراث الثقافي، وتشجيعهم على التعبير عن رؤيتهم لهذا الإرث من خلال عدساتهم الإبداعية.
ويسلط المعرض الذي يُقام في بيت النابودة ويستمر حتى 6 أبريل/ نيسان 2025، الضوء على الصور الفائزة بعدسات الطلاب التي تُظهر جمال المتاحف وما تحتويه من مقتنيات ومعمار فريد.