دبي: مها عادل
احتفاءً بسفير الأغنية الإماراتية، الفنان الراحل جابر جاسم، نظمت مكتبة محمد بن راشد أمسية فنية، شهدت حضور أعضاء مجلس إدارة المكتبة، وتوافداً كبيراً من عشاق الفن الإماراتي ومحبي الموسيقى العربية الأصيلة، حيث تألق الفنان سيف العلي في أداء مجموعة من أبرز أغاني الراحل، بمصاحبة فرقة الإمارات الموسيقية بقيادة المايسترو عبدالعزيز المدني.
يُعد الراحل جابر جاسم أحد أعلام الموسيقى البارزين في الدولة، أسهم خلال مسيرته الحافلة في تطوير الأغنية الإماراتية، مقدماً مجموعة من الأعمال امتزجت بكلمات تعبق بالحب والوفاء للوطن وأبنائه، ليظل رمزاً خالداً من رموز الثقافة والفن، بعد رحيله عن عالمنا عام 2001.
واستهل سيف العلي الأمسية بتقديم مجموعة من أشهر أغاني الراحل، شملت «غزيل فله»، «عيونك تجبر الخاطر»، «وناس»، إضافة إلى «ضاع فكري»، «يا ويل من ضاع فكره»، «شدو العربان»، و«نسيتونا حبايبنا»، إلى جانب عدد من روائع التراث الإماراتي التي مزجت بين الإبداع الفني والحنين إلى زمن الفن الأصيل.
وتألق المايسترو عبدالعزيز المدني، بقيادته الفرقة الموسيقية باحترافية عالية مع فريق العازفين، الذي تميز بالتناغم المثالي بين الصوت والألحان، حيث قدم توزيعات موسيقية حديثة نجحت في الحفاظ على الطابع الأصيل لأغاني الفنان الراحل.
وفي ختام الحفل، قدّم د.محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة المكتبة، درعاً تكريمية للفنان سيف العلي، والمايسترو عبدالعزيز المدني، وعيد جاسم المريخي، شقيق الراحل، الذي حضر ممثلاً عن عائلته الكريمة.
إرث الراحل
في كواليس الحفل قال المايسترو عبدالعزيز المدني، لـ«الخليج»: «سعداء بمشاركتنا في الحفل الذي يجدد إرث الراحل، ويعود الفضل للمكتبة وإمارة دبي لاستضافتها الفعالية التي تقام للمرة الأولى منذ وفاته، لتقدم أعماله في حفل مسرحي مباشر، إذ تنبع أهمية الحفل من كونه يتيح الفرصة للأجيال الجديدة الاستمتاع بفنه والتعرف إليه أكثر».
ويتابع: «نشعر بالفخر، كوننا ضمن هذه الأمسية التي تضيء مشوار فنان إماراتي رائد يعد واحداً من الرعيل الأول المؤسس للموسيقى في الدولة، وأجاد تقديم «الهنك» الإماراتي بشكل مميز، و«الهنك» هو الطابع الإماراتي في الموسيقي والذي يختلف عن الأسلوب الموسيقى في دول الخليج، وامتلاك الراحل لسمة مميزة في تقديمه جعل موسيقانا تتميز، وكان سبباً في وصول موسيقانا إلى خارج الدولة».
ويضيف: «خلال الحفل قدمت مع فرقتي المكونة من 25 عضواً مجموعة من أغاني جابر جاسم، وتميزت ألحانه بالطابع الشرقي مثل غناء عبدالحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، بحكم إنه تربى فنياً ودرس في مصر، مع الحفاظ على الطابع الإماراتي بألحانه. وقدمها الفنان المبدع سيف العلي وهو من المطربين المميزين الذين يجيدون الغناء الإماراتي بكل أشكاله».
وجدان وذائقة
أعرب الفنان الشاب سيف العلي، 26 عاماً، لـ«الخليج» عن اعتزازه بتقديم الحفل، وقال: «فخور بمشاركتي في هذا الحفل المقام، تخليداً لإرث الفنان الكبير جابر جاسم، وهي حفلة لها خصوصية وأهمية كبيرة لكل محبي الموسيقى، فهذه الأغاني العشرة التي قدمتها على المسرح من روائعه، محفورة في ذاكرتنا، وساهمت في تشكيل وجدان وذائقة أجدادنا وآبائنا، وهي تحتوي على لون تراثي متناسق».
وتابع: «يتميز لونه الموسيقي باستخدام المفردة الإماراتية الراقية، فقد كان مطرب الإمارات الأول، ولم نستغرق وقتاً طويلاً في التدريبات قبل الحفل، لأن الأغاني معروفة ومحفوظة بذاكرتنا جميعاً».
ويضيف: «تتلمذت بالبداية على يد والدي الفنان أحمد العلي، وتعلمت العزف على العود، وأجيد الغناء بكل اللهجات والألوان الموسيقية العربية مثل الإماراتي، والمصري، والسوري، والمغربي، والسوداني».