إعداد: مصطفى الزعبي
يحتل تأثير تغير المناخ في صحة الإنسان مكانة عالية. ووسط بعض الإحصاءات الناشئة المثيرة للقلق بحلول نهاية هذا القرن، سيكون تغير المناخ سبباً لوفاة 3 ملايين شخص سنوياً «حوالي 5 أضعاف عدد الوفيات السنوية عالمياً بسبب فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز».
ويسلط تقرير جديد صادر عن لجنة مراجعة علمية من الخبراء في العالم بأمريكا تحت عنوان «العد التنازلي»، الضوء على كيفية مواجهة الناس على مستوى العالم تهديدات غير مسبوقة لصحتهم نتيجة لتغير المناخ. وتشمل المخاطر المناخية الرئيسية التأثيرات السلبية على الأمن الغذائي (بما في ذلك الإنتاج)، وانتشار الأمراض، والنظم البيئية، والبنية الأساسية، والاقتصاد.
وعلى الرغم من أن إفريقيا هي الأقل مساهمة في الانبعاثات العالمية، فإنها ستكون الأكثر تأثراً بتغير المناخ. ويرجع هذا إلى ضعف اقتصادها والتعرض لأحداث الطقس المتطرفة في معظم أنحاء القارة. ولكن كل القارات، بما في ذلك أوروبا، سوف تتأثر سلباً.
ونذكر هنا الأولويات الخمس الأهم لتغير المناخ والصحة البشرية:
1. الأمراض المعدية الجديدة والناشئة:
تزيد التغيرات البيئية الجذرية من خطر الإصابة بأمراض معدية مميتة مثل الملاريا وحمى الضنك وفيروس غرب النيل في مناطق جديدة. وتظهر النماذج أن أسراب البعوض تنتقل إلى مناطق مختلفة من إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وإلى أوروبا.
2. الأمن الغذائي:
يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وبالتالي انتشار الأمراض مع تزايد معدلات الفقر، في غانا على سبيل المثال، أدى عدم هطول الأمطار بشكل منتظم خلال موسم الأمطار لعام 2024 إلى ترك ما يقدر بنحو 1.05 ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد. وهذه هي الحال بشكل خاص شمالي البلاد، وهي منطقة تعاني مستوى مرتفعاً من انعدام الأمن الغذائي والجوع.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يعيش 600 مليون شخص في فقر مدقع بحلول عام 2030، بسبب تأثير الصدمات المناخية ونقص المساعدات والإجراءات الحكومية حتى الآن.
ويؤدي تغير المناخ إلى فقدان المزارعين الريفيين في غانا لمحاصيلهم بسبب التغيرات بهطول الأمطار.
وبحلول عام 2030، سيعاني ما بين 570 ألفاً ومليون طفل دون سن الخامسة من التقزم بسبب تغير المناخ، في تلك البلاد وهو ما سيؤدي أيضاً إلى تفاقم تعرضهم للأمراض المعدية مثل الملاريا.
3. الحصول على الرعاية الصحية:
تمنع الظروف الجوية المتغيرة الناس من الحصول على الرعاية الصحية. وفي الفترة ما بين عامي 2014 و2023، شهدت 61% من الأراضي على مستوى العالم زيادة في عدد أيام هطول الأمطار الغزيرة، مقارنة بالفترة ما بين عامي 1961 و1990.
وأدت الفيضانات المفاجئة إلى تدمير مدينة فالنسيا بإسبانيا، وتتوقع «الخدمات الصحية» زيادة في حالات الإسهال والتهابات الجلد والتهاب الكبد الوبائي «أ».
4. جودة الهواء
تعد جودة الهواء واحدة من أكثر التأثيرات المحلية لتغير المناخ، وخاصة في البلدان الصناعية. تقدر وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة أن حوالي 36000 حالة وفاة سنوياً تعزى إلى تلوث الهواء، مع ارتفاع هذا الرقم إلى مليوني في الصين.
ويرجع هذا جزئياً إلى التسبب بظهور أمراض تنفسية مزمنة جديدة أو تفاقم الأمراض الموجودة بالفعل.
5. الحرارة الشديدة
في عام 2030، سيؤدي التعرض المتزايد للحرارة إلى تعريض الأشخاص المشاركين في الأنشطة البدنية بالهواء الطلق (والتي تشمل كل شيء من العمل الزراعي إلى الجري الترفيهي) لخطر الإجهاد الحراري لمدة 28% ساعات أكثر مما كانت عليه الحال قبل عقدين من الزمن.
وارتبط الإجهاد الحراري بمشاكل مزمنة مثل حصوات الكلى والإرهاق والربو والنوبات القلبية. وأي قدر من النشاط أو الحركة في ظل ارتفاع درجات الحرارة من شأنه أن يعرض الأفراد لخطر كبير من الإصابة بهذه الحالات.