إعداد: مصطفى الزعبي
في السنوات الأخيرة، أثار التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، جدلاً بين العلماء والباحثين حول الكيفية التي ستؤثر بها هذه التكنولوجيا في مستقبل البشرية. وأثارت د. سارة جونسون، إحدى علماء الأحياء التطورية بالولايات المتحدة الأمريكية، مخاوف بشأن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في أدمغتنا وعلاقاتنا الاجتماعية.
وتركز أبحاث الدكتورة على تطور الدماغ البشري والسلوك الاجتماعي. وهي تشير إلى أنه مع تزايد تكامل الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، قد يحدث تحول بطريقة عمل أدمغتنا وطريقة تفاعلنا مع الآخرين.
ومن بين النقاط الرئيسية التي أثارتها سارة جونسون إمكانية أن تصبح أدمغة البشر أصغر حجماً بمرور الوقت مع اعتمادنا بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في المهام المعرفية. وتزعم أنه مع تولي أنظمة الذكاء الاصطناعي المزيد من عمليات صنع القرار، فقد لا تحتاج أدمغتنا إلى العمل بجد، ما يؤدي إلى انخفاض محتمل في حجم الدماغ.
وكانت هذه الظاهرة، المعروفة باسم «فرضية انكماش الدماغ»، موضوع نقاش بين العلماء. ويزعم البعض أن أدمغتنا قد تتطور لتصبح أكثر كفاءة استجابة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بينما يعتقد آخرون أن تقلص حجم الدماغ قد تكون له عواقب سلبية على قدراتنا المعرفية.
وإضافة إلى التغيرات في حجم الدماغ، تثير الدكتورة أيضاً مخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على علاقاتنا الاجتماعية. ومع تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي، هناك احتمال أن يعتمد البشر بشكل أقل على التفاعلات وجهاً لوجه وأكثر على التواصل الافتراضي.
ولهذا التحول نحو التواصل الافتراضي آثار على مهاراتنا الاجتماعية وذكائنا العاطفي. وتقترح الدكتورة أنه إذا أمضينا وقتاً أقل في التفاعل مع الآخرين شخصياً، فقد نكافح من أجل تطوير علاقات ذات معنى والتعاطف، ما يؤدي إلى انخفاض محتمل في جودة اتصالاتنا الاجتماعية.
في حين أن تأثير الذكاء الاصطناعي في أدمغتنا وعلاقاتنا الاجتماعية لا يزال موضوعاً للنقاش، فمن الواضح أن هذه التكنولوجيا ستستمر في تأدية دور مهم في تشكيل مستقبل البشرية. ومع تزايد تكامل الذكاء الاصطناعي بمختلف جوانب حياتنا، فمن المهم للباحثين وصناع السياسات وعامة الناس أن يأخذوا في الاعتبار العواقب المحتملة واتخاذ خطوات للتخفيف من أي آثار سلبية.
ويذكر البحث بالعلاقة المعقدة بين البشر والتكنولوجيا. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث ثورة في الصناعات وتحسين الكفاءة، ويجب على البشر أن يدركوا تأثيره في أدمغتنا وعلاقاتنا الاجتماعية ورفاهتنا بشكل عام.
صعود الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً وتحديات للبشرية. ومع استمرارنا في تبني هذه التكنولوجيا، فمن الضروري أن نفكر بالكيفية التي تؤثر بها في أدمغتنا وتفاعلاتنا الاجتماعية. ومن خلال البقاء على اطلاع والمشاركة في مناقشات مدروسة، يمكننا العمل نحو المستقبل، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين حياتنا من دون المساس بإنسانيتنا.