إعداد: محمد عزالدين
تظهر أبحاث حديثة أجراها باحثون في كلية لندن الجامعية، أن عدد البريطانيين الذين لم يدخنوا قط، وبدؤوا في استخدام السجائر الإلكترونية، ارتفع 7 أضعاف خلال ثلاث سنوات فقط، ويقدّر أن أكثر من نصف المستخدمين، أي (600 ألف شخص)، تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، ليبلغ عددهم المليون شخص، الزيادة التي أثارت قلقاً كبيراً في أوساط الخبراء والمختصين في مجال الصحة العامة، نظراً للتأثيرات السلبية المحتملة لاستخدام هذه الأجهزة على صحة الشباب والمجتمع بشكل عام.
وتصف هيئة الخدمات الصحية الوطنية السجائر الإلكترونية، بأنها وسيلة مساعدة مفيدة للإقلاع عن منتجات التبغ التقليدية، لكن الخبراء يحذرون من احتوائها على النيكوتين المسبب للإدمان، ويشير الباحثون إلى أن هناك مجموعة من الأشخاص الذين قد يتجهون إلى استخدام السجائر التقليدية، في حال عدم توفر نظيرتها الإلكترونية التي تعد بديلاً أقل ضرراً، إلا أنها لا تزال تحتوي على مواد سامة، ولا تزال الآثار طويلة المدى لاستخدامها مجهولة، في الوقت الذي يُظهر فيه بعضهم قلقاً متزايداً من أن الاستخدام المبكر لها، قد يؤدي إلى مشاكل صحية مستقبلاً، بما في ذلك أمراض القلب وأمراض الرئة.
وتسعى الحكومة البريطانية إلى تقليل استخدامها بين الشباب، من خلال حظر السجائر ذات الاستخدام لمرة واحدة، ولكن الخبراء يحذرون من أن هذا الإجراء قد لا يكون كافياً، ويعتقدون أن العديد من الشركات ستتجه لإنتاج منتجات قابلة لإعادة الاستخدام، ما قد يبقي المشكلة قائمة، وبدلاً من ذلك، يوصى بأن تتبنى الحكومة لوائح تنظيمية أكثر صرامة بشأن مظهر المنتج وتغليفه، ما قد يساعد على تقليل جاذبية هذه المنتجات لدى الشباب.
ويتضح أن زيادة استخدام السجائر الإلكترونية بين الأشخاص الذين لم يدخنوا من قبل، قد تتطلب تدخلات عاجلة وفعالة، ويتعين على صانعي القرار، التركيز على استراتيجيات من شأنها تقليل انتشار هذه الظاهرة، مع مراعاة الآثار الصحية المحتملة، وفي الوقت نفسه، يجب الاستمرار في دعم المدخنين في رحلتهم نحو الإقلاع، من خلال توفير بدائل آمنة وفعالة.
0 تعليق