وكالة زهوة برس للأنباء

«السمندل الأعمى».. جلد شفاف وخياشيم ملتوية

إعداد: عائشة خمبول الظهوري
في عالم غريب من الكهوف العميقة في جنوب شرق أوروبا، يعيش كائن نادر يتحدى قوانين التطور ويجذب اهتمام العلماء ومحبي الطبيعة. إنه «السمندل الأعمى»، أو ما يُعرف بـ «السمكة البشرية»، وهو نوع من البرمائيات التي تقطن البرك الجوفية المعتمة، وتتكيف مع بيئة غارقة في الظلام التام. اكتسى هذا الكائن جلداً شفافاً بلون يماثل لحم الإنسان، ما أكسبه المظهر الغريب الذي يوحي بحكايات الأساطير.
تتكيف السمندلات مع الظلمة ويتلاشى الجهاز البصري لديها تدريجياً؛ إذ تبقى عيونها مكتملة النمو خلال الأشهر الأولى من الحياة قبل أن تضمر بالكامل، تاركةً إياها كائنات تعيش بلا بصر. وبدلاً من النمو التقليدي، تحافظ السمندلات على سمات يافعة، ومنها خياشيم متطورة تعمل بكفاءة، ما يجعلها في حالة من النمو الدائم غير المكتمل.
غموض السمندل وسحره ألهما الكثير من الحكايات في العصور الوسطى؛ إذ شبّهها الناس آنذاك بتنانين صغيرة، بجلدها الشفاف وخياشيمها الملتوية، ولا تزال مياه الفيضانات الجارفة تجلب هذا الكائن الساحر إلى السطح أحياناً، ليظهر للحظات ككائن غامض من أعماق التاريخ، يعيد للذاكرة قصص الأساطير عن كائنات غامضة تعيش في عمق الأرض.

أخبار متعلقة :