وكالة زهوة برس للأنباء

المواد الاختيارية تحدد مسار طلبة الثانوية الجامعي

تحقيق: ميثا الآنسي
تعد الحلقة الثالثة من التعليم من أبرز المراحل الأساسية في النظام التعليمي الإماراتي، حيث تمثل عملية تراكمية تبدأ بالتعليم الأساسي ثم تنتقل إلى التعليم الجامعي والحياة المهنية والعملية، ويشهد النظام التعليمي عدة تطورات منهجية في سبيل التطوير التعليمي لتحسين مخرجات التعليم والحصول على نظام تعليمي متطور.
ويواجه طلبة المرحلة الثانوية تحديات عديدة أهمها الاختيار الصحيح للمواد الاختيارية، باعتبار أن هذه المرحلة تحدد مسار الطالب الجامعي، والمواد الاختيارية تساعد كثيراً على تحديده لجهة التخصص الذي يرغب في دراسته، وبالتالي فإن الطالب يتحمل مسؤولية اختيارها وأحياناً يكون في حيرة من أمره لدورها في تحديد المسار التخصصي الجامعي الذي يرغب الالتحاق به، لذلك يقع على إدارات المدارس مسؤولية توجيه الطلبة بشكل مهني واحترافي للاختيار الصحيح للمواد الاختيارية.
اختيار الطالب التخصص الجامعي في وقت مبكر من بداية المرحلة الثانوية يساعده كثيراً على اختيار المواد الدراسية المناسبة من المواد الاختيارية في المرحلة الثانوية التي تساعد كثيراً على الالتحاق في التخصص الجامعي بشكل أسهل. 
استحداث المواد
«الخليج» التقت عدداً من مديري المدارس الذين تحدثوا حول هذه القضية، حيث قال أنس عادل الخنوس، مدير مدرسة خاصة: إنه في السابق كان يوجد مساران لطلاب الحلقة الثالثة وهما العلمي والأدبي، ويدرس طلبة العلمي مواد الكيمياء والأحياء والفيزياء والرياضيات، والأدبي المواد الأدبية، لكن قامت وزارة التربية والتعليم بدمج هذين المسارين واختارت المسار العام والمتقدم.
وأوضح أن المسار العام يتضمن دراسة المواد الأدبية والمواد العلمية بشكل مختصر، والمسار المتقدم يدرس الطالب المواد العملية بشكل مفصل والمواد الأدبية بشكل مختصر تحت مسمى مادة الدراسات الاجتماعية، وهناك مواد إضافية استحدثت وليست إلزامية ويمكن للطالب أن يختارها، وهي تقنية المعلومات والفن والعلوم الصحية كبديل لمادة الأحياء، وبالتالي لدى الطالب جميع التوجيهات والمعلومات الكافية حول كيفية اختيار المواد. 
خيارات عديدة
وقالت ضحى محمد غازي، رئيسة القسم الثانوي في مدرسة خاصة: إنه عند بداية المرحلة الثانوية وخصوصاً الصف الحادي العشر يجب على الطالب معرفة خطته الدراسية الجامعية، كما يقوم مسؤولو المدرسة بتوفير توجيهات تساعده على معرفة ميوله الدراسية. 
وأضافت، بأنه يتم تقديم نظام تربوي حديث وهو إعطاء الطلبة عدة مواد يستفاد منها، ما يجعلهم قادرين على اختيار عدة تخصصات في المرحلة الجامعية.
وأوضحت، أن بعض الطلبة يواجهون صعوبات في المرحلة الجامعية لعدم توصلهم لاختيار معين من التخصصات، لذا تقوم المدرسة بتقديم مجموعة مواد كافية خلال المرحلة الثانوية لكي تتيح لهم الاختيار بين العديد من التخصصات، ولكن عند ملاحظة بأن الطالب لديه ميول علمية نقوم بتوجيهه لدارسة مادة الكيمياء والأحياء والفيزياء. 
وأشارت إلى أن المواد الإجبارية في الصف الحادي عشر هي علم النفس وإدارة الأعمال ويتم التطرق بشكل إجباري في الصف الحادي عشر نحو العلوم الإنسانية، ومواد الفيزياء والإنجليزي والرياضيات تكون مواد ثابتة وإجبارية للمرحلة الثانوية، ولكن يوجد مستويات معينة في هذه المواد وهي دارسة فيزياء عام أو متقدم، ويتم دارسة مستوى عالٍ من الفيزياء وتسمى مناهج بمستوى جامعي وبالتالي هي تسهل عملية قبول الطالب في الجامعات. 
وأوضحت، أن دارسة مادة الكيمياء والأحياء اختيارية في حالة واحدة فقط مع دراسة مادة المحاسبة ومادة الاقتصاد وهذا فقط للطلبة الذين اختاروا مسارهم التخصصي تجاه العلوم الإنسانية، لذلك لا يتم إجبار هؤلاء الطلبة على المواد العلمية، ومن خلال ذلك يحرص مسؤولو المدرسة على عدم إلزام الطلبة مواد لا يرغبون بها، بل يتم توجيهم من خلال رغباتهم. 
رغبة الطالب
والتقت «الخليج» مع عدد من الطلبة الذين تحدثوا عن المواد الاختيارية والإلزامية، حيث قالت رنيم أسامه حسين، طالبة في الصف الثاني عشر: إنه عند دخول الطلبة مرحلة الثانوية يتم إجبارهم من الصف العاشر إلى الثاني عشر بدراسة مادة الرياضيات والفيزياء كمواد إلزامية وأساسية، ولديهم حرية اختيار مادتين فقط وهما الكيمياء والأحياء ويقع هذا الاختيار على رغبة الطلبة.
وأضافت أنه يتم اختيار هذه المواد اعتماداً على التخصصات التي سيقومون باختيارها عند التخرج من المدرسة، وتعد هذه الخطوة مهمة جداً لتسهيل عملية اختيار التخصص عند دخول الجامعة، التي من شأنها تقليل الضغوط على الطلبة.
وأشارت إلى أهمية أن يختار الطالب في هذه المرحلة التخصص الجامعي الذي سيلتحق به حتى يتمكن من اختيار المواد الدراسية في المرحلة الثانوية التي تؤهله للالتحاق بالتخصص الجامعي.
توفير الوقت 
قالت فرح أيهم مقلد، طالبة في الثاني عشر: إنها تسعى لتصبح دكتورة لذلك قامت بدراسة مادة الكيمياء والأحياء خلال سنتها الأخيرة في الثانوية العامة، بالإضافة إلى مادة العلوم النفسية وإدارة الأعمال التي تعزز من قدرات وإمكانات الطالب علمياً ومهنياً. 
وقال سيف رحمه البلوكي، طالب في الصف الحادي عشر: إنه كطالب علمي يجب عليه اختيار مادتي الفيزياء والكيمياء وعند دخوله الجامعة سيكون مهيأ للمناهج الجامعية العلمية.
وقال الطالب أحمد عوض البريكي، طالب في الصف الحادي عشر: «لقد واجهت بعض الصعوبات في اختيار المواد لدراستها ولكن بعد توجيه طاقم التدريس في المدرسة، تمكنت من معرفة الخطة الدراسية ما قبل الجامعة، وبناءً على ذلك اخترت مواد الكيمياء والمجتمع البيئي والرياضيات، وهذه المواد تسمح وتساعد كثيراً على دراسة عدة تخصصات علمية جامعية».
قالت نجلاء حمدان السعدي، طالبة في الصف الثاني عشر: إنها درست الكيمياء والفيزياء والعلوم الصحية لشغفها لدراسة هذه المواد وبالتحديد الكيمياء، التي ستستفيد منها بشكل كبير بعد تخرجها من المدرسة. 
وأشارت إلى أنها ستقوم بدراسة تخصص الكيمياء لذلك تشعر بالشغف والحب تجاه هذه المادة، التي ستكون ذات منفعة وستسهل لها الكثير خلال دراستها في الجامعة.

الاختيار الصحيح
قال تامر محمود العربي، مدير مدرسة خاصة: إن المدرسة تعرض مساراتها لطلاب الحلقة الثالثة ولديهم أكثر من فرصة لاختيار المواد العلمية، وفي الصف العاشر يتم تعريفهم بجميع المسارات الموجودة وتوجيهم للاختيار الصحيح، وفي الصف الحادي عشر والثاني عشر يختار الطلاب ما بين الكيمياء والأحياء ويعتمد ذلك على التخصص الجامعي الذين يرغبون الالتحاق به. 
وأكد بأن المواد الإلزامية هي الرياضيات والإنجليزي والفيزياء وتعد مادة الفيزياء مادة ثابتة من الصف التاسع إلى الثاني عشر، وفي الصف التاسع تفرض مادة الأحياء وفي الصف العاشر مادة الكيمياء وفي الصف الحادي عشر والثاني عشر تصبح المواد بالتبادل، وذلك اعتماداً على التخصص الجامعي الذي يتم اختياره من قبل الطلاب. 

التخصص الجامعي

قالت فاطمة محمد الخوري طالبة في الصف الحادي عشر: إن المدرسة قدمت عدة خيارات تجمع الكثير من المجالات والتخصصات الجامعية والتي جعلتها تحسن اختيار موادها.

وقالت حلا محمد مدحت، طالبة في مدرسة خاصة: إنه عند دخولها الصف الحادي عشر قامت باختيار مادة الأحياء لصعوبتها مشيرة إلى أنه عند اختيار الطالب أي مادة اختياريه لا يمكن اختيارها مرة أخرى في السنة الدراسية التالية، لذلك فضلت دراستها في الصف الحادي العشر قبل سنة التخرج لتفادي صعوبة المادة خلال سنتها الأخيرة في المدرسة.

وأوضحت بأنها تقوم بدراسة الكيمياء والعلوم الصحية في الصف الثاني عشر لأنهما تساعدانها كثيراً عند دراسة العلوم الصحية ولا تحتاج لدراسة الأحياء لاختيار تخصص طبي عند دخول الجامعة.

أخبار متعلقة :