القاهرة: «الخليج»
تثير عمليات ترميم وصيانة يخضع لها أسود كوبري قصر النيل الأربعة وسط القاهرة، موجة واسعة من الجدل في أوساط فنية وتشكيلية في مصر، بعد طلاء التماثيل باللون الأسود، على خلاف صورتها الأصلية.
ودفعت عمليات الصيانة التي تم إسنادها إلى إحدى شركات المقاولات الخاصة في مصر، ضمن خطة صيانة تستهدف 21 تمثالاً بالميادين والشوارع الرئيسية وسط القاهرة، نقابة الفنانين التشكيليين إلى الإعلان عن تخوفها، من استمرار أعمال الصيانة على هذا النحو، بعدما لوحظ استخدام القائمين على أعمال الصيانة لأدوات الدهان التقليدية، في دهان التماثيل المصنوعة من البرونز، وهو ما يعد حسبما يقول الفنان طارق الكومي نقيب التشكيليين، خطأ كبيراً ومخالفاً للقواعد العلمية والفنية التي تتعين مراعاتها مع مثل هذه التماثيل الأثرية، إذ إنها تفقد التماثيل قيمتها الفنية.
ويرجع تاريخ نحت تماثيل قصر النيل الأربعة، إلى نهايات القرن التاسع عشر، على يد المثال الفرنسي الشهير هنري جاكمار، وقد صنعت هذه التماثيل المنحوتة من البرونز المخلوط بالنحاس الأصفر والأحمر، من أجل وضعها أمام بوابتي حديقة الحيوان بالجيزة، بتكلفة بلغت في ذلك الوقت 198 ألف فرنك فرنسي، قبل أن يقرر الخديوي توفيق، وضعها على كوبري قصر النيل، تخليداً لذكرى والده الخديوي إسماعيل.
دون دهان
قال طارق الكومي نقيب التشكيليين في مصر، إن أغلب أعمال النحاتين من التماثيل النحاسية في العالم تترك دون دهان، حتى تظهر علامات الجنزرة على التمثال بفعل عوامل الرطوبة، ما يحافظ على التمثال، ويعطي للعمل الفني الظلال التي تؤكد على جمال الفن، وقال الكومي إن صيانة الأسود الأربعة لا تحتاج سوى إلى عملية غسيل عادية، بمواد تنظيف بسيطة، مشيراً إلى أن ما يحدث في عمليات الصيانة، يقترب من حد المهزلة، وهو ما سوف يدفع نقابة التشكيليين إلى إبلاغ المسؤولين عن هذا الملف، لوقف هذه الأعمال التي ستمتد للعديد من التماثيل بكافة الميادين في مصر.
من المسؤول؟
من جانبها قالت محافظة القاهرة إن وزارة السياحة والآثار، هي المسؤولة عن حملة تنظيف وصيانة التماثيل الأثرية الموجود بعدد من الميادين العامة بالعاصمة المصرية، ومن بينها أسود قصر النيل، مشيرة إلى أن جميع أعمال الترميم تتم تحت إشرافها.
فيما قال د. جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إن أعمال التنظيف والصيانة التي تقوم بها الوزارة تستهدف إظهار الميادين بالشكل اللائق، وإضفاء الشكل الحضاري والجمالي عليها، مشيراً إلى أن تماثيل أسود كوبري قصر النيل «ليست في عداد الآثار المسجلة»، وأن أعمال التنظيف والصيانة التي يقوم بها فريق العمل، من مرممي المجلس الأعلى للآثار، تتم بدقة وفقاً للقواعد العلمية والفنية المتبعة، وقال مصطفى إن أعمال تنظيف تماثيل أسود قصر النيل، اقتصرت على إزالة الأتربة والاتساخات الملتصقة، وغازات التلوث الجوي عبر وضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية، ولم يتم إطلاقاً استعمال الورنيش أو المواد الملمعة.
أخبار متعلقة :