إعداد: محمد عزالدين
توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون أمريكيون في جامعة كليمسون بكارولينا الجنوبية، إلى أن عادات الأمريكيين تغيرت بعد جائحة كوفيد- 19، وأصبحوا يقضون وقتاً بالمنزل أطول من قبلها، بتقليل ساعة في مزاولة الأنشطة خارج المنزل.
وقال إريك موريس، الأستاذ في الجامعة، والباحث الرئيس في الدراسة: «وجدنا أنه منذ عام 2019، حدث انخفاض عام بنحو 51 دقيقة في الوقت اليومي الذي يقضيه الناس في ممارسة الأنشطة خارج المنزل، و12 دقيقة أقل في الوقت الذي يمضونه في التنقل اليومي بالسيارات أو وسائل النقل العام».
وأوضح أن هذا الانخفاض في الوقت الذي يقضيه الناس خارج المنزل، نتيجة دائمة للجائحة، وسيؤثر هذا الأمر في المجتمع على عدة مستويات، على سبيل المثال، ستحتاج المدن إلى إعادة التفكير في اعتمادها على الأشخاص الذين يتنقلون في أيام عملهم».
وأضاف: «في عالم لا تستطيع فيه المدن الاعتماد على العاملين في المكاتب، يتعين عليها جذب السكان والعمال والعملاء، والاستثمار بشكل أكبر في نقاط القوة المتبقية لديهم، يشمل ذلك فرص الاستجمام، والترفيه، والثقافة والفنون وغيرها، وقد تتحول المدن المركزية لتصبح مراكز للاستهلاك أكثر من الإنتاج».
حلل الباحثون بيانات 34 ألف أمريكي شاركوا في المسح الأمريكي لاستخدام الوقت، وهو استعراض سنوي يجريه مكتب الإحصاء الأمريكي، وجمعوا استخدام الوقت في 16 نشاطاً منزلياً مثل النوم وممارسة الرياضة والعمل، بالإضافة إلى 12 نشاطاً خارج المنزل، مثل الفنون والأحداث الرياضية والتسوق والعمل.
وأظهرت النتائج أن الوقت المستغرق في 8 من الأنشطة الـ 12 خارج المنزل، انخفض بين عامي 2019 و2021، كما انخفض متوسط الوقت المستغرق في الأنشطة خارج المنزل من 5.5 ساعة يومياً في 2019 إلى 4.5 ساعة في 2021، و أن الوقت الذي يقضيه الشخص خارج المنزل لم يتعاف إلا بشكل متواضع بعد الجائحة، حيث انتعش بمقدار 11 دقيقة فقط من 2021 إلى 2023، بينما اكتسب 11 نشاطاً من أصل 16 نشاطاً داخل المنزل المزيد من الوقت.
وقال إريك موريس: إن كل الوقت الذي يقضيه الفرد خارج المنزل، وجميع أشكال التنقل، والأنشطة خارج المنزل ظلت أقل بشكل ملحوظ في عام 2023 مقارنة بعام 2019، بينما ظلت ثمانية أنشطة داخل المنزل أعلى، وإن تطور تكنولوجيا المعلومات هو أحد الدوافع الرئيسية في هذا الاتجاه، إذ أصبح التسوق أسهل وأسرع عبر الإنترنت في المنزل، فضلاً عن أن البث المباشر، أصبح يوفر فرصة مشاهدة الأفلام في أوقات الفراغ.
كما أن الناس يمارسون المزيد من التمارين الرياضية في المنزل، حيث اشترى الكثيرون معدات رياضية في المنزل خلال فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي، ونتيجة لكل ذلك، قد تركز مراكز المدن على إنشاء مساكن كثيفة متعددة الوحدات السكنية التي يفضلها الشباب ومن يفضلون نمط الحياة الحضرية.
وبالمثل، قد يكون من الأفضل لسياسات النقل التركيز على سلامة المشاة وراكبي الدراجات، بدلاً من بناء المزيد من الممرات لاستيعاب حركة المرور في ساعات الذروة.
أخبار متعلقة :