مجلة مباشر الاخبارية

«مرايا للفنون» يفتتح معرضي «كن» و«في سكن المغيب»

* لمياء قرقاش: تقوية الروابط التي نتشاركها كبشر.
* شفى غدّار: التجارب المتكررة أساسية في الحياة.

افتتح مركز مرايا للفنون، المبادرة الإبداعية التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) والتي تعنى بدعم الفنانين والمواهب الإبداعية في المنطقة، معرض «كن» للمصورة الإماراتية لمياء قرقاش، ومعرض «في سكن المغيب» للفنانة شفى غدّار، بتقييم سيما عزام، القيّمة الفنية في المركز، السبت.
حضر الافتتاح زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لرئيس الدولة، وأحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لـ(شروق)، وعدد من المسؤولين والفنانين من منطقة المشهد الفني المحلي.
تضمن الافتتاح جولة تعريفية للمعرضين اللذين يستمران حتى 10 يناير 2025.
«كُن» هو المعرض المؤسسي الأول للمصورة الإماراتية لمياء قرقاش في مركز مرايا للفنون. تُجسد كلمة «كُن» في اللغة العربية فعل الكينونة والوجود والتجلي.
وتعكس الفنانة رحلتها الشخصية التحولية، وهي تركز على المساحات الحدية كونها محفزاً للنمو الروحي والتحول على المستوى الشخصي.
ترجع أصول معنى المساحات الحديّة في اللغة اللاتينية إلى الكلمة (Limen) والتي تعني «الدافع»، ويرمز المعنى في هذا المساق إلى التغيير المحتمل بين المكان الذي كان يستقر فيه الفرد والمكان الذي يتجه إليه؛ سواء أكان ذلك التغيير جسدياً أو عاطفياً أو مجازياً. وأن يكون الفرد ضمن مساحة حدية، فهذا يعني أنه على حافة تغيير لم يحدث بعد.
تستكشف صور لمياء قرقاش مفاهيم الهوية التي تستلهمها من المساحات المهجورة والمساحات الاجتماعية والثقافية.
وتسلط عدسة الفنانة الضوء على قاعات الحفلات الموسيقية، والمتاحف، والمسارح، والمدارس، والغرف الترفيهية، والبيوت، والمكاتب متّبعةً في ذلك طرائقَ متعددة يمكن وصفها بأنها غامضة، رومانسية، مشوقة وغامرة في الجمال.
وباعتبار أن الفنانة تستمد إلهامها من حياتها المتنقلة بين المملكة المتحدة والإمارات، فإنها تُوجِدُ الرابط بشكلٍ واعٍ بين الشارقة ودبي ولندن وباث، من خلال قطعة قماشية ذهبية تصل كل الصور ببعضها بعضاً بأسلوب فني فريد، وُضِعتْ في مساحات متعددة، وترمز من خلال توجيهها نحو قِبلة الصلاة إلى الاتجاه، والروحية، والوَحدة. يغطي القماش الذهبي بعض العناصر في طريقه، ما يكسر من صمت اللقطة.
شعور بالحنين
تقول لمياء قرقاش حول معرضها المؤسسي الأول في المركز: «يسلط المعرض الضوء على الروابط البشرية بين المدن، ويهدف إلى تقوية الروابط التي نتشاركها كبشر على كوكب الأرض، فتجاربنا المشتركة، والطبيعة تذكرنا أننا جميعاً نتشارك بالشعور للحنين إلى الشيء ذاته: وهو الانتماء».
ويصوّر معرض «في سكن المغيب» مشهداً طبيعياً عبر مراحل متعددة، وتستلهم شفى غدّار أعمالها من تقنية «الفريسكو» التقليدية التي تعود إلى ما قبل عصر النهضة، وهي تقنية لرسم الجداريات يوضع بها الجص على مراحل، ما يسمح باندماج الألوان في السطح الرطب للجص حتى تجف.
بالاستلهام من فكرة ومفهوم «جيورناتا» (التي تعني «عمل يومي» بالإيطالية)، تستخدم شفى غدّار تقنية الفريسكو ببراعة لتقديم مفهوم الجزء ككيان مستقل.
وتتحدى الفنانة الفكرة التقليدية للأجزاء كأنها بقايا من أطلال أو جزءاً من عملية ما، وتحفز المشاهدين على رؤية الجزء ككل متكامل.
ويتألف كل عمل فني من أجزاء، بهدف نقل فكرة «الجزء ممثل للكل»، أي إن جزءاً صغيراً يمكن أن يمثل الكل بشكل كامل.
وتتناول الفنانة المشهد البانورامي على أنه شيء لا يبدأ بشكل محدد، ويظل غير مكتمل.
يُشار إلى المشهد كجسم، أو أرض، أو قصيدة، أو اقتراح، بينما تبقى الإشارة إلى الشمس ثابتة، كنقطة استقرار ورمز للعاطفة.
يسلط معرض «في سكن المغيب» الضوء على شغف شفى غدّار بشروق الشمس وغروبها، والذي يظهر من خلال الألوان الخوخية والدرجات اللونية الناعمة في أعمالها.
وتستخدم الفنانة الشمس رمزاً للضوء واللحظات العابرة والعواطف التي تم تجسيدها وتثبيتها في أشكال ملموسة باستخدام مواد، مثل الحجر الجيري والأكريليك والطلاء الزيتي للحفاظ على هذه العواطف وتجميدها.
يمثل الغروب استجابة عاطفية معقدة، كمزيج من الحزن الذي شارف على نهايته، والتطلع إلى ما هو آتٍ من بدايات.
المساحة الحدية
من عنوان المعرض، تسعى شفى غدار إلى إطالة هذه اللحظة العابرة، ما يولّدُ إحساساً بالمرونة الذي يتحدى النهايات، ويدعو إلى التأمل في المساحة الحدية بين البدايات والنهايات.
تقول الفنانة شفى غدّار: «يصف المعرض شعوراً صاحبني طوال هذه السنة، وهو الشعور ذاته الذي صاحبني خلال فترة التحضير، وهو يتصل بالتغيرات، ودورات الحياة، والمشاعر الغامرة، والبدايات والنهايات، وأصبح أمراً أساسياً في التحضير للمعرض، وهذه التجارب المتكررة أصبحت أمراً أساسياً في الحياة».
تبعاً لافتتاح المعرضين، ينظم المركز برامج تفاعلية غنية بالأنشطة والورش الفنية، والجولات التعريفية للمعرضين.

أخبار متعلقة :