مجلة مباشر الاخبارية

اختتام دورة «الحفظ الإنشائي للمباني التراثية» بالشارقة

* استعراض تقنيات طورتها الحضارات القديمة بالخبرة المكتسبة
اختُتِمَت فعاليات الدورة التدريبية التي نظمها المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية، ومركزه الإقليمي في الشارقة، بعنوان «الحفظ الإنشائي للمباني التراثية»، واستمرت على امتداد ثلاثة أسابيع حضرها ما يزيد عن 200 مشارك من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بمجال الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية والعالم.
حاضر في الدورة د.المهندس أيمن حرز الله، من مؤسسة غروتشي في إيطاليا، ود.المهندس مروان الهيب، مدير مشاريع ومدرس وباحث في جامعة لورين في فرنسا.
استعرض المحاضرون مكونات ومنهجيات مشروع الحفظ الانشائي، وتقنيات البناء ومواده، ومقدمة نظرية عن الإنشاء المعماري، وركزوا على التقصي والفحص، ثم التحليل الهيكلي والتدعيم المؤقت والتدعيم الدائم.
وتناولت المحاضرات تأثير ومخاطر الزلازل على المباني التاريخية، والحاجة إلى التحليل الدقيق والعلمي للمواقع باستخدام التقنيات المتوفرة التقليدية منها أو المتطورة، مثل المسح بالليزر والنمذجة الهيكلية، وأهمية فهم مبادئ الهندسة الإنشائية وقوى الزلازل والرياح ومواد البناء التقليدية.
واستعرض المحاضرون التقنيات التي طورتها الحضارات القديمة عبر الخبرة المكتسبة، لإنشاء هياكل مستقرة ومقاومة للزلازل.
مشاريع متنوعة
ركّزت المحاضرات على عمليات التدعيم والترميم، عبر استعراض لحالات دراسية من مشاريع متنوعة عُولِجَت فيها مشاكل انشائية متباينة، شَملت جوامعَ وكنائسَ ومنازلَ وأبراجاً وقباباً وغيرها، وتراوحت ما بين المباني الأثرية والتاريخية، وصولاً إلى المباني المعاصرة المشادة بالمواد الحديثة.
في الجزء الثاني من الدورة ركز المحاضرون على تقييم المخاطر في سياق المنشآت الأثرية والهيكلية، وأهمية تشخيص وتقييم ظروف البناء، والآثار المدمرة لحرائق المباني.
وألقوا الضوء على أخطار إهمال الصيانة وتأثير التدخل غير السليم في المباني، ومسببات المخاطر، مثل الزلازل والانهيارات الأرضية وسوء الاستخدام والتدخل الخاطئ، وعرض أمثلة من مواقع مختلفة، لتوضيح مسببات التلف والعواقب المحتملة لها، وجرى التركيز على التدعيم الطارئ للمباني التاريخية.
الختام
اختتمت الدورة جلساتها بمناقشات حول التحليل الهيكلي للمباني، وسلوك المواد في البناء، وضرورة معالجة نقاط الضعف والشقوق المحتملة في المبنى، واستعراض جميع الأسئلة التي طرحها المتدربون خلال جلسات التدريب.
وأكد المشاركون على أهمية المراقبة المستمرة والصيانة الوقائية والدورية للمباني التاريخية في المنطقة العربية، وضرورة اختيار المواد المناسبة في عمليات الترميم والتعزيز، مع ضرورة الالتزام بالحدود الدنيا اللازمة من التدخل، والتدخلات القابلة للتراجع ما أمكن، وكذلك ضرورة الالتزام باعتبارات السلامة، للمنشآت والأفراد/ مع التأكيد على الحاجة إلى التخطيط السليم والتنفيذ الدقيق.
برنامج تدريب
على هامش الدورة أكد المهندس أنور سابق، مدير الدورة ومسؤول مشاريع الاستشارات الفنية وبرامج التدريب في مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، على الحاجة إلى الموضوعات التي تناولتها الدورة، وغنى الخبرة التي يمتلكها المحاضران في التعامل مع مشاريع تدعيم وترميم المباني التاريخية، البسيطة منها والمعقدة، ويسر انتقال الخبرة إلى المشاركين عبر مثل هذه النشاطات التدريبية، التي تأتي ضمن سياق برنامج تدريب وتأهيل القدرات في المركز، في دعم وتطوير المهارات والخبرات في المنطقة العربية.
وأشار إلى أن تنظيم الدورة عبر الإنترنت ضَمِن الوصول إلى المهتمين والمتخصصين الناطقين باللغة العربية في كل المناطق الجغرافية، في المنطقة العربية وخارجها، وخصوصاً من يصعب عليهم السفر، وإلى أهمية الأسئلة التي طرحها المشاركون والقضايا التي جرت إثارتها على هامش الدورة.
وختم: «هذه الدورة هي الأولى ضمن سلسلة من الدورات التدريبية التخصصية، التي يجري تنظيمها تباعاً عبر الإنترنت ودورات حضورية مكملة لها، والتي تعالج العديد من الموضوعات التي تهم المهنيين والمتخصصين بمجال صون وترميم التراث الثقافي».

أخبار متعلقة :