الشارقة: «الخليج»
بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، و«الملتقى الدولي الثالث للغة العربية» الذي نظمته هيئة الشارقة للتعليم الخاص، بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للتعليم تحت شعار «نماءٌ وانتماء.. الاستثمار اللغوي.. آفاقٌ واعدة وأداة ابتكار» واختتم أعماله الأحد، أطلقت الهيئة 3 مبادرات نوعية تستهدف الميدان التربوي وتصب بشكل أساسي في جودة التعليم، وصولاً إلى المستويات العالمية.
وتأتي المبادرات منسجمة مع أهداف الهيئة الرامية إلى الارتقاء بالمنظومة التعليمية في المدارس الخاصة بالإمارة، خصوصاً ما يتعلق بأداء المؤسسات التعليمية، بالشكل الذي يضمن تلبيتها للاحتياجات والمهارات المطلوبة، مع الارتقاء بكفاءة الكوادر العاملة.
تحمل أولى المبادرات التي دشنتها الهيئة «شغف العربية» جملة من الأهداف الرامية إلى رسم سياسات تجعل تعليم العربية وتعلمها متعة وشغفاً. وتعد المبادرة نهجاً تتبعه الشارقة للناطقين بها وبغيرها، حيث تعكس حماسة المجتمع التعليمي للغة العربية.
ويركز البرنامج على الرعاية الشاملة لاحتياجات المتعلمين، وغرس الولاء للقيم الثقافية، واستخدام الأدوات الحديثة لتعزيز التعلم، وقد استُمدت التسمية من شغف الأسرة التربوية من الأمهات والآباء والمعلمين والطلبة بالعربية.. حيث يرمز حرف «الشين»: إلى الشمولية في الاعتناء والارتقاء بحاجات المتعلمين للغة العربية. وحرف «الغين» إلى غرس بذار الانتماء والولاء والوفاء للقيم والعادات التي تمثلها العربية، أما حرف «الفاء» فيعبّر عن الفنون المتنوعة والأدوات المعاصرة التي مرجعها المعاجم والمصادر، وأُفقها البحث والدراسات العلمية مع الاستدامة في تحبيب اللغة العربية.
وتسعى الهيئة بمبادرتها إلى دعم استخدام العربية الفصحى في الفصول الدراسية، بالعمل على رسم سياسات تجعل تعليمها وتعلمها متعة وشغفاً للمتعلمين، أبرزها الاهتمام بمعلمي العربية وتسليحهم بالمهارات اللازمة لأداء دورهم على أكمل وجه، مع التركيز على دور الأسرة كونها المحضن الأول.. وتعد «قُم للمعلم» مبادرة مجتمعية رائدة أطلقتها الهيئة بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث تدعو الطلابَ وأولياءَ أمورهِم، وملّاكَ المدارسِ والإداراتِ المدرسيةِ، والهيئاتِ والوزاراتِ التعليميةِ المختصّةِ إلى دعمِ المعلّمِ وتعزيزِ مكانتِه ورفعِ جودةِ حياتِه، كلٌّ حَسْبَ دورِه واختصاصِه.
وخصصت الهيئة 9 ملايين و200 ألف درهم لتدريب المعلمين وتأهيلهم. كما أطلقت بطاقة «قُم للمعلّم»، مبادرة جديدة تقدم لمستحقيها في القطاع التربوي التعليمي الكثير من الخصومات والامتيازات على التدريب الأكاديمي والتأمين الصحي، والسفريات والمواد الغذائية والاتصالات، وتسهيلات المعاملات الحكومية.
وللمبادرة 8 أهداف: تعزيز قيمة التعليم والمعلم في العملية التعليمية والتربوية، وإبراز تأثيره الكبير في تشكيل مستقبل الأجيال، وتحسين جودة حياة المعلم ورفاهيته، عبر توفير بيئة تعليمية محفزة وداعمة بتحسين أحوال العمل، وتقديم الدعم اللازم للمعلمين لتعزيز جودة حياتهم المهنية والشخصية، ودعم السياسات التي تسهم في تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية للمعلمين، مثل تنظيم أوقات العمل وتوفير إجازات كافية ما يسهم في رفع معنويات المعلمين. كما تهدف إلى تحفيز التعاون المجتمعي بتشجيع الجميع، بمن فيهم الطلاب وأولياء الأمور، ومديرو المدارس، والجامعات، والهيئات التعليمية، على المشاركة الفعّالة في دعم المعلمين، فضلاً عن دور المبادرة في تطوير مهارات المعلمين، عبر تقديم برامج تدريبية وورش، لتحسين المهارات التعليمية والتربوية للمعلمين، ما يعزز قدرتهم على تقديم تعليم عالي الجودة.
وتسعى «قم للمعلم» إلى بناء جسر من التواصل والتفاهم بين المؤسسات التعليمية والمجتمع المحلي، لتعزيز دعم المعلمين ورفع مستوى الوعي بدورهم وتوفير الموارد والدعم اللازمين، لتحسين الصحة النفسية للمعلمين، مع العمل على تشجيع التعاون بين الجهات الحكومية والشركات الخاصة، لدعم المبادرات التي تهدف إلى تحسين التعليم ورفاهية المعلمين، وتحفيز الابتكار في التعليم بدعم الأفكار النوعية التي يسهم بها المعلمون.. وشملت مقترحات المعلمين الخاصة بالمبادرة، توفير التأمين الصحي للمعلم وأسرته، ووضع حدّ أدنى للرواتب، وإنشاء منصة رقمية شاملة للامتيازات والمنافع التي يحصل عليها المعلم، ودعم مكانته واحترامه في الميدان، مع العمل على تعزيز جودة حياته، وتقنين نصابه. وتوفير مكتب لتسوية الخلافات «توافق» يعمل على خلق بيئة عادلة وشفافة لجميع العاملين في المؤسسات التعليمية.
وتطرق الملتقى الذي شهد مشاركة من متخصّصين وخبراء وعاملين في الميدان التربوي، نتائج الاختبارات المعيارية للغة العربية للناطقين بها «اختبار طَلع» الذي يقيس التقدم في مهارتي القراءة الاستيعابية والكتابة، حيث حقّق طلبة إمارة الشارقة في المدارس الخاصة، في العام الأكاديمي 2023- 2024 مستويات أعلى من المتوسط في كل المراحل. ويعمل الاختبار على تحديد الفجوات التعليمية، ما يسمح للمعلمين بتصميم برامج تدريبية بناءً على أداء الطلاب لتحسين مهاراتهم اللغوية. كما يتيح جمع بيانات دقيقة لتحديد المشكلات التعليمية وتوفير استراتيجيات تدخّل فعالة للمعلمين، حيث تعتمد شركة ديغلوسيا «الجهة التي تقدم الاختبار» على تحليل البيانات لتقديم حلول تعليمية مبتكرة تدعم تطوير مهارات الطلاب في العالم العربي. كما أعلنت مبادرة المكتبة الرقمية للغة العربية امتداداً لحملة «اقرأ أنت في الشارقة»، وإطلاق جائزة «جوهرة اللغة العربية» ضمن فئات جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي في دورتها التاسعة والعشرين، تتنافس فيها المدارس الحكومية والخاصة، لتعزيز العربية وتمكين المجتمع المدرسي كله من امتلاك مهاراتها وتطبيقها في مجالات العلمِ والحياة.
وأكدت الهيئة ضرورة تعاون المؤسسات التعليمية والثقافية، للحفاظ على العربية والعمل على تضافر الجهود وتبادل الخبرات بين المتخصّصين، والعمل على توظيف العربية في بناء قيم الانتماء والهويّة الوطنية لدى الناشئة. موجهة الشكر للجنة التنظيمية على جهودها في الإعداد للملتقى. كما ثمّنت استجابة الخبراء والمختصين من داخل الدولة وخارجها، بالمشاركة والحضور.
وقد تضمنت أعمال الملتقى في يومه الختامي، مجموعة من الورش والجلسات أبرزها ورشة «الذكاء الاصطناعي بين التوظيف والتثبيط» ومبادرة «المفكرون الصغار» و«توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم.. منصات وتطبيقات».
حضور مكثف
الملتقى الذي شهد حضوراً مكثفاً جاء في إطار حرص الهيئة والأكاديمية على توفير أفضل الخبرات والممارسات الدولية في تعليم اللغة العربية، لرفع مستوى التعليم والتعلّم، بما يحقق أهداف الملتقى وإبراز مكانة العربية، وفتح آفاق جديدة لتطويرها باستراتيجيات تعليمية متقدمة.
«مؤسسة حمدان بن راشد» تشارك
قامت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، بمناسبة الاحتفال بيوم المعلم العالمي، بتكريم المعلمين وتوزيع هدايا تقديرية للفائزين بالدورة السابقة على المستوى المحلي والخليجي، تقديراً لجهودهم ومساهماتهم الكبيرة في بناء الأجيال وتطوير التعليم.
وشاركت المؤسسة في المعرض المصاحب للملتقى الدولي الثالث لمعلمي اللغة لعربية «نماء وانتماء». وقال الدكتور خليفة السويدي، الأمين العام والمدير التنفيذي للمؤسسة: «نحتفي بيوم المعلم العالمي لنعبر عن عميق امتناننا للدور الكبير الذي يقوم به المعلمون في بناء مستقبل الأجيال ورفعة الأوطان».
وأكّد أن المشاركة في الملتقى تأتي ضمن استراتيجية تعزيز حضور المؤسسة على الساحة المحلية والدولية، والمساهمة في تطوير التعليم، خاصة في اللغة العربية.
أخبار متعلقة :