جنيف - رويترز
قال بيير كرينبول، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، إن الافتقار إلى القيادة السياسية في الوساطة في اتفاقيات السلام يطيل أمد الصراعات ويرهق منظمات الإغاثة المكلفة بمعالجة أسوأ آثارها.
وجاء في إحصائيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هناك أكثر من 120 صراعاً مسلحاً محتدماً على امتداد العالم، من غزة حيث أدت حرب تدور رحاها منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحركة حماس إلى تحويل القطاع إلى أنقاض.
وتزايدت الاحتياجات الإنسانية على مستوى العالم نتيجة لهذا، في وقت أشارت فيه بعض الجهات المانحة الرئيسية إلى أن ميزانيات مساعداتها قد تتقلص.
وقال كرينبول لرويترز: «ما نحتاج إليه اليوم هو إعادة اكتشاف جهود الوساطة في الصراعات وإعادة إضفاء الشرعية عليها... أجد في عالم اليوم غياباً للوسطاء والمفاوضين. يبدو الأمر وكأن الشجاعة السياسية أصبحت اليوم توصف بأنها ’عدم الحديث إلى الطرف الآخر’».
وأضاف: «انتهي بنا الحال كعاملين في المجال الإنساني، إلى مواجهة مآسٍ إنسانية ينفطر لها القلب على نطاق مثير للقلق جداً في الوقت الراهن».
وكان كرينبول يتحدث على هامش مؤتمر عالمي في سويسرا نظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وحضرته أطراف في اتفاقيات جنيف ونحو 190 منظمة إغاثة وطنية.
ويعقد المؤتمر كل أربع سنوات وكان قد دشن سابقاً حملة لحظر الألغام الأرضية، وتبنى توجيهات للإغاثة في حالات الكوارث. ومن بين أهداف مؤتمر هذا العام الموافقة على مقترح يستهدف إعادة الالتزام بشكل رسمي بالقانون الإنساني الدولي الذي تم أُدخلت عليه إصلاحات بعد ما ارتكب من فظائع في الحرب العالمية الثانية.
لكن خبراء في حقوق الإنسان دأبوا على الإشارة إلى الانتهاكات لهذه القواعد في صراعات كثيرة حالية، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن مثل هذه القواعد «تتقوض باستمرار» في غزة.
وقال كرينبول: «هناك حالياً مستوى من عدم احترام القانون الإنساني الدولي والكرامة الإنسانية يثير القلق بشدة؛ لأنه إذا كان هذا هو المستوى الذي نسمح به كمعيار بصورة جماعية، فهذا يثير حقاً أسئلة كثيرة حول ما ستبدو عليه آليات الصراع في المستقبل».
اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظمة محايدة مستقلة مقرها جنيف تساعد المتضررين من النزاعات المسلحة في أنحاء العالم وأشكال العنف الأخرى.
0 تعليق